عامان على حظر حزب الله.. تقييم رسمي ألماني للنتائج
بعد عامين من القرار، أصدرت الاستخبارات الداخلية الألمانية تقييما رسميا لنتائج حظر حزب الله الإرهابي اللبناني في البلاد.
وأبرز تقرير هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) في ولاية شمال الراين ويستفاليا، تلقي حزب الله الإرهابي، ضربات قوية في ألمانيا في العامين الماضيين، لكنه دق أيضا ناقوس الخطر من بعض الأنشطة المتبقية للتنظيم.
التقرير الذي اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، يؤكد أن حزب الله يتبع في الوقت الحالي أسلوبا جديدا لتقليل ضغط السلطات الألمانية، والإبقاء على بعض الأنشطة السرية في البلد الأوروبي، خاصة جمع الأموال.
وكانت السلطات الألمانية حظرت في أبريل/نيسان 2020، تنظيم حزب الله بجناحيه السياسي والعسكري في البلاد، بعد عقود من التفرقة بين الجناحين والإبقاء على الجناح السياسي بدون أي ضغط.
وبعد ذلك بعام، وبالتحديد في مايو/أيار الماضي، حظرت وزارة الداخلية الاتحادية، ثلاث جمعيات كانت تعمل في ألمانيا كمنظمات بديلة لمنظمات حزب الله، وتجمع الأموال لصالحه من التبرعات.
وشملت قائمة الحظر جمعيات دويتشه ليبنانيش فاميليا ومينشين فور مينشين إضافة إلى جيب فريدين، وتزامن مع الخطوة عملية مداهمة ضد مقرات هذه الجمعيات في عدة ولايات منها شمال الراين وستفاليا.
تراجع وحذر
وتحت وطأة هذه الضربات، تراجع ظهور رموز وشعارات حزب الله في المجال العام، وتراجعت الأنشطة السياسية للحزب في العلن، واتبع سياسية أكثر حذرا في التحرك بالأراضي الألمانية، وفق التقرير.
وقال التقرير: "في المظاهرات التي جرت بألمانيا، والمرتبطة بالتوتر في الأراضي الفلسطينية في مايو (أيار) 2021، تصرف أنصار حزب الله بحذر إلى حد ما ولم يجتذبوا الانتباه بأي نشاط معين".
وتابع: "من الملاحظ أن أنصار حزب الله في ألمانيا باتوا أكثر حذرًا بشكل عام، ومن المحتمل أن يكون السبب في ذلك هو الوعي المتزايد بخطر التنظيم في المجتمع والسياسة في البلاد" وقرار الحظر.
وأضاف: "بينما كان أنصار حزب الله يحضرون بشكل علني مع أعلام الحزب في فعاليات يوم القدس بالمدن الألمانية لسنوات، كانوا في العامين الماضيين أكثر حذراً".
ومضى قائلا: "على الأقل منذ حظر أنشطة حزب الله في عام 2020، اتسم المشهد للتنظيم ككل بمستوى جديد من الحذر، والذي يؤثر الآن أيضًا على جمعيات المساجد اللبنانية المرتبطة به".
وأوضح "تحاول جمعيات المساجد اللبنانية المرتبطة بالحزب، تجنب المحتوى السياسي قدر الإمكان وتقدم نفسها، كمقدمي خدمة دينية فقط".
التقرير ذكر أيضا: "من المرجح أيضًا أن يكون إلغاء مسيرات يوم القدس والحذر خلال المظاهرات المرتبطة بالتوتر في الأراضي الفلسطينية في مايو 2021، بسبب هذا التطور"، أي حظر أنشطة حزب الله.
تحذير قوي
وزاد تقرير الاستخبارات الداخلية الألمانية "صحيح أن نقل المحتوى السياسي الخاص بحزب الله في ألمانيا بات أكثر صعوبة، لكن ليس من الواضح حتى الآن، أن الحزب فقد قدرته على التعبئة السياسية".
وأضاف: "لا يزال يتم باستخدام أدوات في التعبئة ونقل المحتوى الأيدلوجي لا تحظى باهتمام المتابعين والمراقبين، لذلك فإن مراقبة هياكل حزب الله المحلية لا تزال مهمة وملحة بالنسبة للسلطات الألمانية".
وزاد التقرير بصيغة تحذير: "تستمر ألمانيا في كونها ملاذًا لحزب الله، الذي يستغل البلاد في خدمات الدعم اللوجستي مثل جمع الأموال والعمل الدعائي"، مضيفا "يُظهر الحظر المفروض على الجمعيات الثلاث المرتبطة بحزب الله في مايو 2021، أن الدعم المالي للمنظمة الأم لا يزال مصدر قلق رئيسي للسلطات في ألمانيا، ويجب منعه".
التقرير الاستخباراتي الذي تعرض "العين الإخبارية" مقتطفات منه، لفت أيضا إلى تزايد أعداد عناصر حزب الله الرئيسية في ولاية شمال الراين وستفاليا، إلى 350 شخص مقارنة بعام 2020، دون أن تذكر عدد عناصر الحزب في عام المقارنة.
وأكد أن الحزب اللبناني يعتمد على الأموال الإيرانية والتبرعات، وعوائد الأعمال الإجرامية في تمويل أنشطته.
كما ذكر التقرير إن "حزب الله منظمة إرهابية نشطة دوليًا، وتعرض مصالح جمهورية ألمانيا الاتحادية للخطر من خلال استخدام القوة أو الأعمال التحضيرية التي تهدف إلى ذلك".
aXA6IDE4LjE4OS4xODYuMjQ3IA== جزيرة ام اند امز