يحيى حقي رائد القصة القصيرة صاحب الأصول التركية
عاش الكاتب المصري يحيى حقي حياة حافلة بالأسفار من صعيد مصر إلى إيطاليا وباريس، فجاءت كتاباته غنية بشخوصها والمواقف التي تجمعهم، وفي ذكرى وفاته نستعيد مسيرته.
ترجع أصول يحيى حقي إلى تركيا، فجده "إبراهيم حقي" هاجر من إسطنبول وعمل في دمياط، وترقى في الوظائف حتى أصبح وكيلا لمديرية البحيرة، أما جدته في ""سيدة هانم حسين" التي تنتمي لعائلة من أب تركي وأم ألبانية، ولكن يحيى حقي كان مصريا حتى النخاع، يؤمن بحرية هذا البلد وعبر عن أهله بأدق توصيف.
من هو يحيى حقي؟
ولد يحيى حقي محمد حقي في 17 يناير/ كانون الثاني عام 1905 في أحد بيوت وزارة الأوقاف المصرية بمنطقة السيدة زينب، كان الثالث بين أخواته، كما أنه اتسمح بحب الدراسة والمعرفة، فنال الشهادة الابتدائية عام 1917 من مدرسة "والدة عباس باشا"، وأكمل تعليمه حتى حصل على شهادة البكالوريا من مدرسة "الخديوية".
بسبب تفوقه، حيث كان ترتيبه الأربعين من بين الخمسين الأوائل في أنحاء القطر المصري، تم إلحاقه عام 1921 بمدرسة الحقوق السلطانية العليا في جامعة فؤاد الأول، التي زامل فيها توفيق الحكيم، وحلمي بهجت، ثم نال الليسانس عام 1925 وكان ترتيبه الرابع عشر على دفعته.
حاول يحيى حقي أن يعمل محاميا بالتدرب في مكاتب المحاماة المعروفة في القاهرة والإسكندرية ولكنه فشل، فعمل في وظيفة حكومية بإدارة منفلوط في صعيد مصر، ومنها انتقل إلى وظائف أخرى، فعمل في القنصلية المصرية في جدة، ثم إسطنبول، ومنها إلى روما، وأخيرا عاد إلى القاهرة وعمل 10 أعوام في الإدارة الاقتصادية بوزارة الخارجية المصرية، حتى وصل إلى درجة سكرتير أول ومدير مكتب وزير الخارجية حتى عام 1949.
عمل يحيى حقي سكرتيرًا أول للسفارة المصرية في باريس، وانتقل إلى أنقرة ليعمل مستشارًا في سفارة مصر هناك، حتى تم تعيينه وزيرا مفوضا في ليبيا عام 1953، وبعد الزواج عاد إلى مصر وتم تعيينه مديرا عاما لمصلحة التجارة الداخلية بوزارة التجارة، وكان أول وآخر مدير لمصلحة الفنون.
تولى يحيى حقي رئاسة تحرير مجلة المجلة المصرية، التي اهتم أن تكون بوقا للمعرفة ووجهة للشباب والباحثين عن مصدر للتزود بالثقافة والعلم، وترك منصبه بها عام 1970، ومع حل عام 1971 اعتزل "حقي" الكتابة.
تزوج يحيى حقي للمرة الأولى من "نبيلة " ابنة عبد اللطيف سعودي عضو مجلس النواب بالفيوم، وأنجبا ابنتهما "نهى"، وبعد شهر واحد من الولادة توفيت زوجته، وبعد عشر سنوات تزوج "حقي" للمرة الثانية من "جان ميري جيهو" وهي فنانة ومثّالة فرنسية جمعتهما الحياة حتى آخر العمر.
مؤلفات يحيى حقي
يعرف المشاهد العربي يحيى حقي بأعماله التي تحولت إلى أفلام فارقة في السينما المصرية، مثل: "قنديل أم هاشم"، و"البوسطجي"، ولكنه امتلك قلما متفردا، وقدّم أعمالا أدبية متنوعة، ولكنه ركز بشكل خاص على كتابة القصة القصيرة التي صار أحد روادها، ومن مؤلفاته التي أثرت المكتبة العربية:
- "دماء وطين"
- "أم العواجز"
- "سارق الكحل"
- "أنشودة للبساطة"
- "صح النوم"
- "مذكرات عابر سبيل"
- "عشق الكلام"
- "عطر الأحباب"
- "خليها على الله"
- "تراب الميري"
في ذكرى رحيل «شاعر الأرض».. اسألوا محمود درويش عن غزة
جوائز يحيى حقي
عن مشواره الأدبي المخلص، نال يحيى حقي عدد من الجوائز المهمة، منها: جائزة الدولة التقديرية في الآداب 1969، باعتباره من أهم المساهمين في تطور الأدب العربي وتنشيط حركة الفكر والثقافة، كما نال وسام "الفارس" من الطبقة الأولى من الحكومة الفرنسية عام 1983، ومنحته المملكة العربية السعودية جائزة الملك فيصل العالمية عام 1990 كأحد رواد القصة القصيرة في الأدب العربي.
وفاة يحيى حقي
في صباح يوم 9 ديسمبر/ كانون الأول 1992، توفي الكاتب يحيى حقي عن عمر ناهز 87 عاما.
aXA6IDE4LjE5MS44NC4xNzkg
جزيرة ام اند امز