بالأحمر والأصفر.. عاصفة "السترات الفرنسية" تصل إلى تونس والعراق
مخاوف حكومية تونسية وعراقية من تزايد دعوات احتجاجية شبيهة بـ"السترات الصفراء" في فرنسا رفضا للغلاء والفساد.
وصلت عاصفة "السترات" الاحتجاجية إلى مدن عربية، وإن كانت برياح أقل حدة مما شهدته فرنسا صاحبة النسخة الأصلية؛ إذ أثارت مظاهرات تحمل اللونين الأحمر والأصفر مخاوف في تونس والعراق من اتساع رقعة الاحتجاجات خلال الأيام المقبلة.
- طيف ألوان الاحتجاجات يجتاح فرنسا ليس آخره "السترات الصفراء"
- احتجاجات فرنسا.. "الشارة الحمراء" تواجه "السترات الصفراء"
وانطلقت في العاصمة الفرنسية (باريس)، في 17 نوفمبر/تشرين الثاني، مظاهرات عنيفة اشتهرت بـ"السترات الصفراء"، نسبة إلى سترات يتعين على قائدي المركبات في فرنسا الاحتفاظ بها في مركباتهم، وذلك رفضًا لارتفاع تكاليف المعيشة. وأجبرت الحركة الاحتجاجية في فرنسا الرئيس إيمانويل ماكرون على التراجع عن "خطواته الإصلاحية" ما ألهم حركات احتجاجية أخرى في أوروبا والعالم العربي.
ولم تمر سوى أيام معدودة حتى هاجمت "موجة مظاهرات" -وإن كانت محدودة- العاصمة البلجيكية بروكسل، حيث خرج نحو ألف شخص في مظاهرة نظمتها حركة "السترات الصفراء" البلجيكيين قبل أن توقف الشرطة نحو 400 شخص منهم.
وعلى غرار النسخة الأوروبية، وجدت الحكومة التونسية نفسها محاصرة بحركة شبابية أطلقت على نفسها "السترات الحمراء"، كمجموعة احتجاجية سلمية تطالب بالتغيير، وترفض الفشل والفساد وغلاء المعيشة والبطالة وسوء الإدارة والهيمنة على مفاصل الدولة واستمرار سياسات التفقير.
ودخل محامو تونس، الإثنين، في إضراب عن العمل بجميع محاكم البلاد قبل أن يعلن أساتذة التعليم الثانوي تنظيم يوم غضب وطني، بعد غدٍ الأربعاء، فيما تتزامن هذه الدعوات مع انتشار حملة السترات الحمراء لإنقاذ تونس، الداعية لمظاهرات سلمية.
وتضامنا مع معلمي "الثانوي"، نفذ مدرسو التعليم الأساسي بالمدارس التونسية، صباح اليوم، إضرابا لمدة ساعتين، وبدعوة من الجامعة العامة للتعليم الأساسي، وسط صمت حكومي على عملية التصعيد.
وفي بيان لها، أول أمس السبت، قدمت السترات الحمراء لإنقاذ تونس كـ"حملة وطنية شبابية خالصة مفتوحة للعموم ومنفتحة على الجميع وهي استمرارية لنضال الشعب التونسي وخطوة لاستعادة التونسيين لكرامتهم وحقهم في العيش الكريم الذي سلب منهم".
عراقيا، دخلت مجموعة من المتظاهرين العراقيين أصحاب "السترات الصفراء" في تصادم مع قوات الشرطة وقوات مكافحة الشغب في البصرة، يوم الجمعة الماضي، في ظل عدم توصل الأطراف السياسية إلى تسمية مرشحي الوزارات الشاغرة، وتخوفات من امتدادها إلى محافظات أخرى.
وتجمع أصحاب السترات الصفراء من العراقيين أمام باب فندق البصرة الدولي، أثناء انعقاد مؤتمر صحفي لوزير المالية، إلا أنهم فشلوا في اقتحامه بعد طوق أمني مشدد فرضته قوات تأمين الوزير.
وشهدت البصرة احتجاجات عنيفة، سبتمبر/أيلول الماضي، بعد أن أشعل محتجون النار في مباني المؤسسات الحكومية ومقرات الأحزاب ومبنى القنصلية الإيرانية؛ رفضا لما وصفوه بالفساد السياسي، واليوم يخشى خبراء من اتساع حركة "السترات الصفراء" بالعراق خلال الأيام المقبلة.