كواليس لقاء ماكرون ورؤساء البلديات لبحث أزمة "السترات الصفراء"
رئيس بلدية "بواسون" أكد أن أحد الحاضرين واجه ماكرون بصراحة قائلا: "سيدي الرئيس، أسلوبك في التعامل كارثيا".
كشفت إذاعة "يورب 1" الفرنسية، في تقرير لها عن كواليس لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوفد يضم 15 رئيس بلدية منتخبين (العمدة)، في قصر الإليزيه، الجمعة الماضي، وذلك في إطار مشاوراته قبل التحدث للمرة الأولى في خطاب مرتقب حول حركة احتجاجات "السترات الصفراء".
ونقلت الإذاعة الفرنسية عن عمدة مدينة "سان جيرمان أون لاي" أرنو بريكار، وعمدة "بواسون" كارل أوليف، قولهما إن "اللقاء استمر أكثر من ثلاث ساعات في مواجهات محتدمة مع الرئيس الفرنسي حول إجراءات الإصلاحات التي يتخذها".
- متظاهرو "السترات الصفراء" يضرمون النيران في أشجار بـ"الشانزليزيه"
- احتجاجات "السترات الصفراء" في باريس.. لحظة بلحظة
وحول كيفية ترتيب ذلك اللقاء، قال أوليف أرسلت لماكرون رسالة نصية بعد أحداث العنف التي اندلعت الأسبوع الماضي، وطلبت منه الذهاب الأربعاء، وبالفعل استجاب وقام بزيارة مبنى البلدية المحترق في مدينة "باي أون فالي"، وبعد يومين طلبت منه لقاء مع رؤساء البلديات المنتخبين في حوار صريح لمدة ساعتين فقط، إلا أن المواجهات استمرت أكثر من ثلاث ساعات.
وقال بريكار إنه واجه الرئيس ماكرون بأن قرار خفض إعانة السكن "أي.بي.إل"، وخفض السرعة 80 كيلومترا في الساعة، وفرض غرامة على تخطي السرعة القصوى، بالإضافة إلى قرار رفع الضريبة على الوقود في وقت واحد كان "غباء" و"خطأ جسيما".
وأضاف أنه في المقابل كان "الرئيس الفرنسي خلال اللقاء في حالة مزاجية قتالية"، ورد ماكرون: "نريد نجاح هذا البلد".
وأشار بريكار إلى أنه "خلال الساعات الثلاث كان يجيب على الأسئلة بحماس، كما كان يقبل قاعدة اللعبة بالسماح بتوجيه الانتقادات".
بدوره، قال أوليف إن "رؤساء البلدية (العمدة) المنتخبين واجهوا ماكرون برفضهم لكثرة زيادة الضرائب بما في ذلك الوقود"، مشيراً إلى أن "الضرائب الكثيرة أحد الاهتمامات الأولى لمحتجي السترات الصفراء".
وأضاف أوليف أن "الجميع يدرك أن فرض الضرائب الإضافية غير كافية لنهضة البلاد مقارنة بالحقيقة القاسية على أرض الواقع، لذا لابد من إيجاد حلول إيجابية من خلال الحوار المجتمعي عبر رؤساء البلديات (العمدة) المنتخبين".
وتابع: "قلنا له نحن هنا من أجل نقل نبض الفرنسيين، الوضع متأزم منذ سبتمبر/أيلول".
وأشار أوليف إلى أن الأمر الثاني الذي تم تناوله خلال اللقاء، طريقة تواصل الرئيس الفرنسي مع الفرنسيين و"أسلوبه في الحوار وتصريحاته المؤسفة"، مشيراً إلى أن أحد الحاضرين واجهه صراحة: "سيدي الرئيس، أسلوبك في التعامل كارثياً".
وأضاف العمدة المنتخب أن "ماكرون في بداية اللقاء كان يسمع ويدون بدون مقاطعة المتحدث عن وضع المدن الفرنسية الريفية، والضواحي، إلا أنه بالحديث عن الضرائب بدأ بمقاطعة الحديث"، وفي نهاية اللقاء وعد بالنظر في تلك الملاحظات وأخذها في الاعتبار خلال الخطاب المزمع الأسبوع الجاري".
من جانبها، أشارت صحيفة "لوجورنال دو ديمانش" الفرنسية أن الرئيس الفرنسي لايزال يجري مشاوراته مع مستشاريه قبل إلقاء خطابه المرتقب، مشيراً إلى أنه قال لمستشاريه: "عندما تكون هناك الكراهية، هناك أيضاً يكون الحب مطلباً"، في إشارة إلى دعوات الكراهية الموجهة ضد الرئيس الفرنسي.
ورأت الصحيفة الفرنسية أنه وفقاً للمحللين فإن رئيس الوزراء الفرنسي، إدوارد فيليب، ربما لن يستمر مع ماكرون حتى نهاية ولايته (خمس سنوات)، وقد ينفصلان ويستعين برئيس حكومة جديدة كإحدى محاولات التهدئة.
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE0MyA= جزيرة ام اند امز