احتجاجات فرنسا.. "الشارة الحمراء" تواجه "السترات الصفراء"
على الرغم من أن حركة "السترات الصفراء" في فرنسا جذبت قطاعا واسعا، لكن شريحة ليست بالقليلة ترفضها
على الرغم من أن حركة "السترات الصفراء" في فرنسا جذبت قطاعا كبيرا من الفرنسيين، هناك شريحة ليست بالقليلة تعارض تلك الحركة، محذرين من مخاطرها.
ويرى المعارضون أنها حركة فاقدة للشرعية، ومجرد مناورة من اليمين المتطرف، ولا تعبر عن الديمقراطية.
وأطلق نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي من مناهضي الحركة دعوات لمقاطعتها ونبذ العنف، تحت شعار "شارة حمراء"، للإعلان عن مناهضة حركات "السترات الصفراء".
ونقلت صحيفة "لوموند" الفرنسية شهادات الرافضين لتلك المظاهرات، التي تهز البلاد، فيما لا يزال قطاع من الفرنسيين يدعم تلك الحركة التي دعت للتعبئة منذ أكثر من شهر.
- كواليس لقاء ماكرون ورؤساء البلديات لبحث أزمة "السترات الصفراء"
- متظاهرو "السترات الصفراء" يضرمون النيران في أشجار بـ"الشانزليزيه"
وأعرب معارضو "السترات الصفراء" عن مخاوفهم من تلك الحركة التي تفرض اتجاهاتها السياسية بالقوة على بقية البلاد، كما وصفوا المحتجين بأنهم "إرهابيون" و"شديدو القسوة"، "غير ديمقراطيين".
وكان استطلاع للرأي لمعهد "أودوكس" لصالح إذاعة "فرانس إنفو"، قد أظهر أن 77% من الفرنسيين يعربون عن قلقهم من أعمال العنف.
وأعرب معارضو الحركة، خلال شهاداتهم لصحيفة "لوموند"، عن استيائهم من أعمال العنف داخل المظاهرات، قائلين: المتاريس في الشوارع لعرقلة المرور أصبحت لا تحتمل للذين يزعمون الدفاع عن آرائهم وحريتهم، يفرضون سياستهم على البلاد بأكملها بالقوة والعنف.
من جانبها، قالت ستيفاني، تعمل بالاتصالات (45 عاما): "لا أستطيع تحمل العقبات التي تحرمني من حريتي للتحرك والعمل"، مضيفة أن "محتجي السترات الصفراء نسبتهم ضئيلة، ولا يمكنهم إعطاء دروس في الديمقراطية للغالبية العظمى في البلاد".
وأضافت ستيفاني "لقد أوقفني أحد المتظاهرين في الشارع وقال لي إذا لم تكوني مؤيدة للسترات الصفراء، فلا يمكنكِ العبور، هذا التصرف يمثل أحد أوجه الشمولية، ولا يعبر عن الديمقراطية بأي شكل من الأشكال".
فيما وصفت ماليكا، طبيبة، المتظاهرين بـ"الهمجية" و"البربرية"، موضحة أنهم يعيقون حريتنا في الحركة ويفرضون مطالبات غريبة، في ظل التهديد والترهيب والعنف، ويصرخون طوال الوقت، حتى جعلوا الشعب الفرنسي رهينة لهم".
وقال روبير، من مدينة "إيسون" الفرنسية، إنه "كان منضما إلى الحركة في بادئ الأمر، إلا أنه انسحب منها بعدما وجد أعضاء الحركة يسبون المواطنين ويزعمون أنهم هم فقط الشعب ويرفضون الآخر، دون مطالب واضحة".
بدوره، قال مصدر رفض ذكر هويته، إن هذا الخوف من تلك الحركة مبرر وحقيقي، ويعكس الخوف من العواقب السياسية لتلك الحركة على النظام السياسي الفرنسي، محذرا من أن موجة الغضب يمكن أن تكون مدمرة للجمهورية الفرنسية ونهاية لديمقراطيتنا.
فيما يرى آخرون أن موجة العنف بمثابة تلاعب من قبل اليمين المتطرف بالحركة واستغلالها للوصول إلى الحكم، وهو ما يؤيده جوليان، موظف بارز في مدينة تولوز، قائلا "ما يقلقني أن يتم استغلال هذه الحركة من قبل اليمين المتطرف لتحول فرنسا إلى النظام الشمولي".
كما يرى بعض الفرنسيين أن تلك الحركة فاقدة للشرعية، لكونها لا تدعو إلى مطالب واضحة ومحددة، كما اعتبروها فاقدة للمصداقية بعدما تراجعت الحكومة عن موقفها ولبت المطالب الأولية للحركة.
وتؤيد كاترين، طبيبة بشرية، هذا الرأي بالقول إن هذا العدد الضئيل من المحتجين لا يعبر عن ملايين الفرنسيين الذين لم يرفضوا الرئيس الفرنسي ولا يريدون استقالته.