بالصور.. حملات بيئية لحماية السلاحف المهددة بالانقراض على سواحل عدن
جزيرة العزيزي وشواطئ رأس عمران التابعة لمحافظة عدن من المواقع العالمية بالغة الأهمية لتعشيش السلاحف البحرية صقرية المنقار
انطلقت في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، أولى الدوريات التطوعية للصيادين اليمنيين الذين تناوبوا على حراسة السلاحف "صقرية المنقار" التي حان موسم تكاثرها على رمال جزيرة العزيزي الواقعة قبالة ساحل راس عمران "60 كم" غربي عدن .
وكان العشرات من الشباب والفتيات والأطفال نفذوا حملة نظافة واسعة على الرمال التي تبيض عليها السلاحف داخل جزيرة العزيزي, في سياق الحملة المتكاملة لحماية السلاحف البحرية التي انطلقت بمناسبة اليوم الوطني للبيئة.
وقال جميل القدسي، مدير المحميات والموارد الطبيعية في الهيئة العامة لحماية البيئة بعدن, لـ"العين الإخبارية" إن السلاحف صقرية المنقار صارت عرضة للصيد التجاري المتعمد لغرض المتاجرة بلحومها وبيضها, إلى جانب الملوثات النفطية والبلاستيكية التي تهدد مواطن تغذيتها وتكاثرها على الجزيرة هلالية الشكل.
وأوضح القدسي، أن مناطق قرى الصيادين في رأس عمران القريبة من جزيرة العزيزي، تشهد حركة عمرانية وسكانية غير مسبوقة, ما جعل من الجزيرة الصخرية والرملية متنفسا مثاليا لسياحة السكان الذين يتدفقون إليها على متن قوارب الصيادين، حاملين معهم أكياس طعامهم ومعلباتهم البلاستيكية التي تلقى على رمال وصخور الجزيرة لتشكل تحديا إضافيا لحملة حماية السلاحف البحرية.
مخاوف خضراء
"ما أن تضع السلاحف بيضها على رمال جزيرة العزيزي حتى تهوي السكاكين لذبحها على ذات الرمال التي باضت عليها"، هكذا قال محمد سويدي رئيس جمعية حماية السلاحف البحرية لـ"العين الإخبارية" في سياق حديثه عن تحديات الحملة التي يأمل أن تواصل حمايتها للسلاحف البحرية على جزيرة العزيزي بلا توقف.
وأكد سويدي، أن لحوم السلاحف صقرية المنقار صارت تباع وتطبخ في المطاعم القريبة والبعيدة خلال مواسم تكاثرها في السنوات العشر الأخيرة, الأمر الذي أكسب الحملة أهمية بالغة لإنقاذ السلاحف التي تقطع محيطات وبحارا لتضع بيضها على جزيرة العزيزي.
سويدي القادم من قرى الصيادين في منطقة رأس عمران, لا يزال يتذكر كيف كانت رمال جزيرته مغطاة بالسلاحف صقرية المنقار عندما كان صبيا وشابا يافعا, وهو اليوم يعرب عن قلقه البالغ من أن تشهد سنوات شيخوخته تناقصا حادا في أعداد السلاحف أو أنها ستنقرض قبل أن يوافيه الأجل.
مؤشرات حمراء
وكانت القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة " IUCN" أدرجت السلاحف صقرية المنقار ضمن قائمة السلاحف والأحياء البحرية المهددة بالانقراض على المستوى العالمي.
وتشير قائمة "IUCN " الحمراء إلى أن أعداد هذا النوع من السلاحف شهدت تراجعا عالميا حادا بلغت نسبته 80% خلال الأجيال الثلاثة الأخيرة, جراء خسائرها المتزايدة للكثير من المواطن الخاصة بتكاثرها وتغذيتها أمام الأنشطة البشرية الجائرة.
وتعد جزيرة العزيزي وشواطئ رأس عمران التابعة لمحافظة عدن من المواقع العالمية بالغة الأهمية لتعشيش السلاحف البحرية صقرية المنقار, فيما تعمل الهيئة العامة لحماية البيئة بعدن على إعلانها محمية طبيعية من خلال جملة من التدخلات والأنشطة الخضراء التي نفذتها مؤخرا بمشاركة واسعة من المجتمع.
aXA6IDE4LjIyNC41NS42MyA= جزيرة ام اند امز