البيضاء.. قلب اليمن الهدف الأبرز للشرعية في 2018
لا تمتلك البيضاء منفذا بحريا ولا ثروات، لكن المحافظة التي باتت قاب قوسين من التحرر، تمتلك موقعا جغرافيا نوعيا في قلب اليمن.
لا تمتلك البيضاء منفذا بحريا ولا ثروات، لكن المحافظة التي باتت قاب قوسين من التحرر، تمتلك موقعا جغرافيا نوعيا في قلب اليمن، ما يجعل تحريرها من مليشيا الحوثي، أحد أبرز أهداف "الشرعية" على الإطلاق في العام 2018.
وتتوسط محافظة البيضاء، التي بدأ الجيش الوطني، مدعوما من التحالف العربي، عملية عسكرية كبرى لتحريرها، خارطة اليمن جغرافيّا، كما تمتلك موقعا استراتيجيا نوعيا، حيث تعد مفتاحا لـ5 أقاليم وبوابة لـ9 محافظات يمنية.
وشكل تحرير مديريتي" بيحان" و"عسيلان" في محافظة شبوة، جنوب شرقي اليمن، المفتاح الرئيسي للتقدم العسكري نحو البيضاء، حيث شن الجيش الوطني والمقاومة تحت غطاء جوي مكثف من التحالف العربي، عمليات نوعية في عدد من مديرياتها.
وتمكن قوات "الشرعية"، من تحرير غالبية مديريتي "نعمان" و"ناطع" في زمن قياسي، وسط تقهقر كبير للمليشيا الحوثية التي لا تمتلك أي حاضنة شعبية في المحافظة التي تكن العداء لهم منذ القدم.
موقع استراتيجي نوعي
خلافا لباقي المحافظات اليمنية الـ22، تمتلك محافظة البيضاء موقعا جغرافيا استراتيجيا، حيث تمتلك بوابات مع 5 أقاليم من أصل 6 من المقرر تطبيقها في شكل الدولة الاتحادية التي أقرتها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
ويحد البيضاء إقليم "آزال" الذي يضم محافظات "ذمار، وصنعاء وعمران وصعدة"، وإقليم "الجند"، الذي يضم محافظتي "إب وتعز"، وإقليم "عدن" الذي يضم محافظات "أبين ولحج وعدن والضالع"، وإقليم "سبأ" الذي يضم بالإضافة إلى البيضاء محافظات "مأرب والجوف".. وإقليم "حضرموت"، الذي يضم محافظات "شبوة وحضرموت والمهرة وسقطري".
وأكدت مصادر عسكرية لـ"بوابة العين" الإخبارية، أن تحرير البيضاء هو المفتاح الرئيسي لتحرير عدد من المحافظات اليمنية وعلى رأسها صنعاء، وسيحكم الخناق التام على مليشيا الحوثي.
ووفقا للمصادر، تمتلك البيضاء، بوابات مع محافظات جنوبية وشمالية، أبرزها محافظة "ذمار" التي تعد خط الدفاع الجنوبي الأول عن صنعاء، كما تمتلك بوابات مع محافظات "إب، الضالع، أبين، لحج، مأرب، شبوة، الجوف".
وتتكون محافظة البيضاء، من 20 مديرية، 7 مديريات منها، تخوض المقاومة الشعبية معارك فيها ضد مليشيا الحوثي منذ أن اجتاحتها قبل 3 سنوات، وجميعا تعود إلى قطاع "رداع".
وقال "مسعد القيسي"، وهو أحد أفراد المقاومة الشعبية لـ"بوابة العين" الإخبارية، إن مليشيا الحوثي تعرضت لأكبر استنزاف في البيضاء التي اتحدت قبائلها لقتال الحوثي، ولكن جميع الانتصارات كانت بعيدة عن الإعلام.
وأضاف: "تعرضت القبائل لتنكيل من قبل المليشيا وقصفت منازلنا وتم تفجير العشرات منها، وكذلك المساجد والمدارس والسبب لأننا قلنا للحوثي إنه غير مرحب به في مناطقنا، ونأمل أن يخلصنا الجيش الوطني والتحالف من هذا الكهنوت في القريب العاجل".
ووفقا للقيسي، تشهد مديريات البيضاء استنفارا كبيرا منذ أيام من أجل قتال الحوثيين والالتحام بقوات الجيش الوطني التي تواصل التقدم من اتجاه محافظة شبوة.
انتصارات كبيرة
عقب تحرير كامل محافظة شبوة، استطاع الجيش الوطني التحرك نحو البيضاء للمرة الأولى منذ 3 سنوات، وكذلك فتح الطريق الرابط بين محافظتي مأرب وشبوة.. وخلال اليومين الماضيين، استطاعت الشرعية من بسط سيطرتها على غالبية مديريتي "نعمان" و"ناطع" المحاذيتين لمحافظة شبوة، وسط تقدم كبير صوب "بلاد الملاجم".
وحسب مصدر عسكري، فقد تحركت قوات عسكرية كبيرة من المنطقة العسكرية الثالثة المرابطة في مأرب، للتقدم نحو البيضاء، وذلك من أجل استكمال تحريرها.
وأكد المصدر لـ"بوابة العين" الإخبارية، أن مليشيا الحوثي، لن تصمد لعدة أسابيع في محافظة البيضاء، فعلاوة على الاستنزاف الكبير الذي تعانيه في جبهات مختلفة، وخصوصا الساحل الغربي في مديريات "الخوخة" و"الجراحي"، لا يمتلك الحوثيون أي حاضنة شعبية في البيضاء أو مقاتلين ينتمون لها.
ووفقا للمصدر ، تحتضن البيضاء آلاف المقاتلين الذين يوالون حزب المؤتمر الشعبي العام، وكانوا يتخذون موقفا محايدا منذ 3 سنوات، لكن اغتيال المليشيا للرئيس السابق علي عبدالله صالح، غيّر المعادلة، وجعل القبائل تنخرط للقتال في صفوف الشرعية.
وإذا ما تم تحرير محافظة البيضاء، فسيكون بمقدور الجيش الوطني التقدم للمرة الأولى صوب محافظة ذمار (جنوب صنعاء)، والسيطرة على خطوط الإمداد الرئيسية بالمليشيا والقادمة من صنعاء إلى محافظات إب وتعز، ما يسهل عملية تحريرها في وقت قياسي.