تقرير للمخابرات اليمنية يفضح علاقة الحوثي بالقاعدة وداعش
كشف تقرير للمخابرات اليمنية، عن علاقة مليشيا الحوثي الانقلابية بتنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين وأخطر قادتهما.
ويعتبر الإرهابي جمال البدوي، المدرج على لائحة الإرهاب الأمريكية، أحد أبرز منفذي هجمات الـ11 من سبتمبر 2001 في أمريكا، وقد أطلقت مليشيا الحوثي سراحه ضمن سلسلة عمليات شملت 252 قياديا وعنصرا في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب منذ أواخر 2014، وفقا لأحدث تقرير أمني للسلطات اليمنية.
لكن بعد 18 عاما من الملاحقة، نجح الجيش الأمريكي في الإطاحة بالبدوي، أحد أخطر قادة القاعدة، والعقل المدبر لتفجير المدمرة الأمريكية "كول" في ضربة جوية مطلع 2019، شرقي اليمن.
وأعاد تقرير المخابرات اليمنية الذي قدمته الحكومة المعترف بها دوليا إلى مجلس الأمن الدولي أسماء أخطر الإرهابيين الدوليين إلى واجهة المشهد مجددا عقب إثباته بالأدلة إطلاق المليشيات الانقلابية سراحهم من السجون الواقعة تحت سيطرتها ضمن تنسيق سري بين ثلاثي أذرع إيران باليمن، والمشكل من الحوثي والقاعدة وداعش.
التقرير المترجم بـ3 لغات، وحصلت "العين الإخبارية" نسخة منه، كشف تفاصيل مهمة عن عمليات حوثية مدروسة فردية وجماعية في إطلاق "قادة الموت"، وصل حد منح الإرهابي "البدوي" تصريحا أمنيا لعبور آمن في مناطق سيطرتها للانتقال للمناطق المحررة.
وفيما احتفت واشنطن حينها بالعملية الناجحة، عزز التقرير اليمني ذلك بتأكيد مصرعه بالفعل في يناير/ كانون الثاني 2019 بغارة أمريكية بعد انتقاله من صنعاء إلى محافظة مأرب، وقد قتل مع أحد قادة التنظيم الإرهابي ويدعى "علي قائد العنسي".
وأوضح أن الحوثيين أطلقوا سراح الإرهابيين "العنسي" و"البدوي" 2018 من سجن جهاز الأمن السياسي بصنعاء، كما سعت المليشيا لإخفاء شخصيتهما من خلال أوراق ثبوتية بأسماء مزورة لتسهيل دخولهما "مأرب" لتنفيذ اعمال إجرامية خدمة لأهداف المليشيات قبل أن يتم استهدافهما بطائرة أمريكية بدون طيار.
وتستغل مليشيات الحوثي سيطرتها على المقر الرئيسي لمصلحة الأحوال المدنية وأجهزة الرقم الوطني وقاعدة البيانات لاصدار بطائق شخصية مزيفة لتمويه هوية الإرهابيين وتسهيل تنقلاتهم في الداخل اليمني.
ورغم أن التمدد الأكبر للتنظيمات الإرهابية شهد ازدهارا 2015، مستفيدة من الانقلاب الحوثي على الحكومة الشرعية إلا أن ذروة التنسيق بين تنظيمات الإرهاب "الحوثي" و"القاعدة" و"داعش" كانت في عام 2018، وفقا لذات التقرير.
واستخدم الحوثيون الإرهابيين الذي قبضت عليهم السلطات اليمنية على مدى أكثر من عقدين ورقة تفاوض وأداة للتعاون اللوجستي مع تنظيم القاعدة وداعش الإرهابيين في مسعى لتحويل البلد بؤرة لتصدير الإرهاب للعالم.
قائمة الإرهاب
في 21 مايو/ أيار 2012، تقدم أحد عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي ويرتدي بزة عسكرية لوسط عرض عسكري في ميدان السبعين في صنعاء قبل أن يفجر نفسه ويقتل ويصيب نحو 400 جندي يمني.
يعتبر الهجوم الإرهابي الذي تبناه تنظيم القاعدة الإرهابي أحد أكبر الهجمات الدامية بحق الأمن والجيش اليمني وقد تواصلت التحقيقات الأمنية بعدها إلى أحد خلية التفجير الإرهابية وهو المدعو "مياد الحمادي" والذي أفرجت عنه المليشيات الحوثية مؤخرا.
كما ضمت القائمة الطويلة التي عرضها التقرير الإرهابيين "ماهر الرميم" و"صدام الحميري المكنى أبو الفداء"، المتورطي ن بمحاولة اغتيال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أواخر 2013.
بالإضافة إلى الإرهابي "سامي ديان" أحد مدبري عملية اغتيال قائد المنطقة العسكرية الرابعة بالجيش اليمني اللواء الشهيد "سالم قطن" منتصف 2012، وهو القائد العسكري الذي قاد عمليات عسكرية مؤلمة ضد تنظيم القاعدة في معقله "أبين" في نفس الفترة.
وفي منتصف 2020، أطلقت مليشيا الحوثي سراح الإرهابيين "عبدالعزيز القاضي"، و"حسين مخزومة"، و"حسين العقيلي" ،و"يوسف العقيلي"، و"شائف الحيمي" أبرز متهمين بجريمة قتل الدبلوماسي السعودي "خالد شبيكان العنزي" ومرافقه "جلال مبارك شيبان"2012.
بالإضافة إلى اختطاف المعلمة السويسرية "سيلفيا أبراهات واقتحام ونهب فرع بنك التسليف الزراعي في الحديدة، طبقا للتقرير الأمني.
وأكد التقرير أن مليشيا الحوثي أفرجت في 22 أبريل/ نيسان عن 23 من أخطر عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في جزيرة العرب من جنسيات يمنية وأجنبية في إشارة لمخاطر الإرهاب الحوثي الرامي لتضخيم القاعدة لتهديد مصالح العالم.
وأشار إلى أن مليشيات لحوثي أرسلت العديد من العناصر الإرهابية المفرج عنها إلى المحافظات المحررة لتنفيذ عمليات إرهابية ضد الجيش اليمني والتحالف العربي وأخرى تتحرك في مناطق سيطرتها وتقاتل في صفوفها.
قيادة مزدوجة
ولعل أبرز أدلة التقرير هي تلك التي تشير إلى تحول عدد من العناصر الإرهابية التي كانت في تنظيم القاعدة الإرهابي إلى القتال مع مليشيا الحوثي وأصبحت تتولى مهام قيادية داخل جماعة الانقلابيين.
ووفقا لتقرير المخابرات اليمنية فقد أصبح القيادي السابق في تنظيم القاعدة الإرهابي قائد خلية أرحب "عارف مجلي" قياديا كبيرا في المليشيات الحوثية ويقوم بعملية الحشد ويشارك بفاعلية في معظم معارك الانقلابيين كمشرف عسكري.
بالإضافة للإرهابي "علي الكندي" المكنى بـ"أبو إسرائيل" وهو قيادي سابق في القاعدة وحاليا قيادي يعمل مع مليشيا الحوثي ويعد المنسق بين تنظيم داعش والحوثيين بحسب ذات التقرير.
وفي شهر سبتمبر/ أيلول 2019، ظهر "الشيخ ماجد الذهب" كأحد أبرز القيادات الحوثية في محافظة البيضاء خلال صفقة وساطة للإفراج عن 6 من قادة تنظيم القاعدة الإرهابي مقابل السماح بالتموضع العسكري للمليشيات على حدود المحافظة مع مديرية ماهلية جنوبي محافظة مأرب.
والإرهابيون المفرج عنهم هم: "أسامة العديني" ،"أبوبكر الربيعي"، "عبدالله الرحاب" "عبد الرحمن الغرابي"، "عبد الله مفتاح" و"إبراهيم الصنعاني".
ويقول خبراء يمنيون لـ"العين الإخبارية"، إن اليمن بالتعاون مع الشركاء الدوليين سوف يحتاج وقتا طولا للوصول لهذه العناصر الإرهابية الخطرة التي سهل الحوثيون خروجها، معتبرين تبادل الأسر هي واحدة من عمليات التعاون بين الجماعات الارهابية الإيرانية بالمنطقة.
إرهابيون في المصيدة
وقدم التقرير الحكومي تفاصيل دقيقة عن الإرهابي "طارق الحضرمي" واسمه الحقيقي "هشام باوزير" وظل يتواجد في صنعاء في بلدة "شعوب" ويسكن شقة مفروشة بشارع الجزائر في العاصمة تحت أنظار المليشيات 2018.
وطبقا للتقرير فقد نجحت الأجهزة اليمنية في القبض عليه في محافظة مأرب فور وصوله من صنعاء عقب عملية تعقب أمنية دقيقة لتضعه مجددا في مصيدة مشددة هذه المرة.
كما نجحت الأجهزة اليمنية الأمنية في القبض على قيادي آخر في تنظيم القاعدة الإرهابي أواخر العام الماضي وهو المدعو "عبدالعزيز سالم الدينى" أثناء قدومه من صنعاء.
وأقر الإرهابي، وفق التقرير، أنه كان سافر إلى صنعاء من مدينة البيضاء للعلاج مطلع 2020 وسكن في فندق ريماس بشارع حدة وتلقى العلاج في عيادة الدكتور عبدالله الحداد، بينما تلقت زوجته العلاج في مستشفى سيبلاس في منطقة عصر بالعاصمة ثم قضى مع زوجته جولة سياحية في مدينة إب قبل أن تكلفه المليشيات بمهام إجرامية في "مأرب".
كما قدم التقرير الحكومي العديد من الشواهد الدالة على العلاقة بين المليشيات الحوثية وتنظيم القاعدة الإرهابي لعل أبرزها شهادات عدد من الأسرى الإرهابيين ممن قبض عليهم وهم يقاتلون في صفوف المليشيات الحوثية في الجوف ومأرب.
وذكر التقرير اليمني الأمني حوادث عدة لاختطافات مدبرة لتنظيم القاعدة الإرهابي على رأسها اختطاف المهندس النفطي الأمريكي "داني لافون بورش" 2017 من شارع الـ5 بصنعاء قبل أن تنجح عملية عسكرية للقوات الإماراتية في تحريره في فبراير 2019، عقب 18 شهرا من الاحتجاز.