خبراء لـ"العين الإخبارية": هجوم العند إعلان حرب حوثي في وجه المجتمع الدولي
خبراء يمنيون أكدوا أن أبعاد الحادثة الحوثية الإرهابية استهداف مباشر للسلام
قال خبراء يمنيون إن الهجوم الإرهابي الحوثي على قاعدة العند في محافظة لحج بمثابة إعلان حرب في وجه المجتمع الدولي، خصوصا أنه تزامن مع تحركات مكثفة لإحلال السلام.
وشنت مليشيا الحوثي، صباح الخميس، هجوماً غادراً بطائرات مسيرة إيرانية الصنع، استهدف عرضاً عسكرياً في قاعدة العند، ما أسفر عن مقتل 4 وإصابة نحو 20، بينهم قيادات رفيعة في الجيش الوطني اليمني.
وحذر خبراء وقادة عسكريون يمنيون، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، من أبعاد الحادثة الحوثية الإرهابية التي تلت جلسة مجلس الأمن بشأن دعم اتفاق السويد بقرابة 12 ساعة، واعتبروها استهدافاً مباشراً للسلام.
وقال العميد ركن عدنان الحمادي، قائد اللواء 35 مدرع بالجيش اليمني، إن جماعة الحوثي تستثمر فرص السلام لتعزيز صفوف مقاتليها والتخطيط بخبث للإطاحة بالصف الأول للجيش اليمني، في وقت تفتح الأمم المتحدة مجهر الرقابة على التحالف العربي، الذي حرص منذ بدء عاصفة الحزم بتطبيق قواعد الاشتباك.
وذكر المسؤول العسكري، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن الحوثيين استغلوا التهدئة التي التزم بها الجيش اليمني في الجبهات، في إرسال الطائرات التجسسية للاستطلاع الحربي، في عمل عسكري لا يختلف شكلاً ومضموناً عن الالتحام المباشرة بالجبهات.
وفند الحمادي الدعم الإيراني للحوثيين بين أعوام 2016 و2017م، بأنه امتد لتزويديهم بالصواريخ الموجهة إلى الطائرات المسيرة بدون طيار التي يتم تركيبها محليا.
وأشار إلى أن دفاعات الجيش الوطني أسقطت خلال العام الماضي عدداً كبيراً منها، وتكشف عن بصمات حزب الله وإيران، لا سيما طرق تفخخها بالقنابل والمتفجرات، واستخدامها ضد أهداف غير مشروعة وبتوقيت حساس.
ولفت إلى أن الطائرة المستخدمة في قاعدة العند لوحظ زيادة كبيرة في سرعتها، على الرغم من أنها تحمل قرابة 30 كيلوجراما من المتفجرات، بعد أن انطلقت من مناطق قريبة من القاعدة العسكرية ومسافات محددة الارتفاع.
وكشف الحمادي أن قواته في جبهات جنوب شرق تعز ترصد بشكل دوري من 3-4 طائرات حوثية فوق مواقعه، ووفقاً لتشكيل الرصد فإن مسافات الارتفاع متفاوتة بين طائرات مليشيا الحوثي مؤخراً، وبدء استخدامها كتجارب واضحة لخبراء طهران.
واعتبر الحمادي تلك الطائرات أنها أدلة جديدة ضد إيران، التي تستخدم الحوثيين كأداة لتنفيذ أجندتها، كما تعد سلاحاً يهدد الأمن المحلي والإقليمي، وخطراً يماثل تهديدات الصواريخ الباليستية.
⁃ إيران.. القاتل الخفي
قائد قوات اللواء 35 مدرع أكد أن "إيران ضالعة بكل تفاصيل الحرب، وهي القاتل الخفي الذي يحصد اليمنيين، والحوثيون يوماً بعد آخر يقدمون الأدلة.
وأضاف "الحرب تقودها إيران، فيما الحوثيون نسخة مكررة من حزب الله، ومعركة اليمن خلاصة للاستثمار الإيراني وحربه الطويلة بالعراق وسوريا ولبنان".
وبعث القائد اليمني رسالتين لقيادة القوات المسلحة اليمنية والتحالف العربي، والأخرى للمجتمع الدولي، أكد في الأولى ضرورة الرد القوي، وأن الجيش اليمني بفضل أشقائه أصبح قادراً على حسم المعركة.
فيما طالب مجلس الأمن والأمم المتحدة بتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، ومساندة تحالف دعم الشرعية، وأن السلام الذي ينشدوه خدمة مجانية لجرائم الحوثيين.
وبيّن بالقول "قدمت قوات دعم الشرعية نموذجاً للسلام، وهي توقف العمليات في مدينة الحديدة في وقت لم يتبق منها سواء 3 كيلومترات، في المقابل يصعد الحوثيون ولم نر من الأمم المتحدة سوى الإدانة.
⁃ عملية منظمة للإطاحة برموز الجيش
وحسب خبراء، فإن الطائرة المفخخة التي أطلقها الحوثيون اتخذت من بلدة القبيطة شمال محافظة لحج، النقطة الأقرب لإطلاقها نحو قاعدة العند.
وأكد قائد جبهة القبيطة العميد حسن سالم أن تحرير المناطق الاستراتيجية من الحوثيين أصبح ضرورة، بعد الهجوم الغادر والمنظم على قاعدة العند، في وقت كان يقام تدشين العام التدريبي وتخرج دفعة جديدة من القوات اليمنية المسلحة، بحضور قيادة وزارة الدفاع.
وأوضح سالم لـ"العين الإخبارية" أن الهجوم هدف إلى الإطاحة بقيادة الصف الأول للجيش اليمني وأهم رموزه، وأطلقت بذلك المليشيات رصاصة الرحمة على كل المحادثات والاتفاقيات المبرمة بإشراف أممي، ولم يعد اليوم أمامنا كيمنيين سواء التحرير.
⁃ تفعيل الجبهات
ودعا قائد المقامة الشعبية في القبيطة القيادة اليمينة السياسية والعسكرية وقوات التحالف العربي للرد بالمثل في الجبهات كافة في لحج والضالع وتعز والحديدة والبيضاء وصنعاء والجوف وصعدة وحجة، وتحرير ما تبقى من الأراضي المختطفة بيد جاثوم إيران وأداتها الحوثيين.
في غضون ذلك، قال وكيل وزارة الإعلام فياض النعمان إن الهجوم الحوثي الفاشل على قاعدة العند تصعيد سلبي سينعكس سلباً على عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة.
وبيّن أن استمرار الخروقات الإيرانية للقرارات الدولية وتزويد المليشيا بالطائرات المسيرة والأسلحة والخبراء يقوض عملية السلام، ويجعل الحكومة والتحالف العربي أمام خيارات الرد سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً، لجرم استهداف عرض عسكري يكفله القانون الإنساني الدولي العرفي.
وحول الرد العسكري، أكد أنه خيار مفتوح لكبح جماح تصعيد الحوثي بتحرير مدينة وميناء الحديدة والصليف ورأس عيسى، امتداداً إلى تحرير المناطق الشرقية من محافظة تعز وتفعيل باقي الجبهات ضمن معركة حسم رادعة.