ينظم نشطاء من الإخوان مؤتمرا بواشنطن، حول اليمن اليوم الإثنين، في تحرك جديد لأذرع التنظيم لخلط الأوراق وتدويل أزمة البلد المنكوب.
وينظم المؤتمر المزمع مركز دراسات في جامعة جورج تاون، ومؤسسة الناشطة الإخوانية توكل كرمان، ومنظمة "الديمقراطية الآن للعالم العربي (DAWN)، الممولة من دول تدور في فلك الإخوان، وداعميهم من القوى الإقليمية.
ويستضيف المؤتمر شخصيات سياسية من إخوان اليمن، يجمعها مناهضة التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن كالبرلماني عبدالعزيز جباري، ووزير النقل الأسبق صالح الجبواني، ومحافظ سقطرى السابق رمزي محروس، وعضو مجلس الشورى اليمني عصام شريم.
كما تشارك في المؤتمر توكل كرمان، الناشطة الإخوانية التي تبنت طيلة سنوات الحرب باليمن سياسة مناهضة للتحالف العربي والشرعية اليمنية، من خلال نشاطها عبر مؤسستها المعروفة باسمها، أو نشاطها الإعلامي عبر قناة "بلقيس" الفضائية التابعة للتنظيم.
وتروج الجهات التي تقف وراء المؤتمر لمشاركة خبراء أمريكيين، فيما يطلقون مزاعم عن مشاركة المبعوث الأمريكي إلى اليمن، لكن المؤتمر بحسب مصادر خاصة لـ"العين الإخبارية" سيقتصر على نشطاء الإخوان، ومن يدور في فلكهم من المنظمات المناهضة للتحالف العربي.
ورغم أن الشعارات البرّاقة للمؤتمر المزعوم تتحدث عن "السلام والديمقراطية" في اليمن، إلا أن مراقبين يرون ذلك مجرد "شعارات ظاهرية" تبطن في ثناياها أهدافا تعزز استمرار الحرب وتمنح الانقلابيين الحوثيين سطوة مطلقة، وتخفف عنهم وطأة الضغط الدولي.
تسويق الشبهات
يرى خبراء يمنيون، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن "مؤتمر واشنطن عن اليمن"، الذي يقام في جامعة جورج تاون، يسعى لتسويق الشبهات وخلط الأوراق وتحميل التحالف والشرعية مسؤولية التداعيات الإنسانية.
وقال المحلل السياسي اليمني عبدالملك اليوسفي إن المؤتمر تنظمه مؤسسة الإخوانية توكل كرمان ومؤسسة أمريكية معروف أنها كانت تشتغل مع إيران والجناح الناعم للنظام الإيراني الموجود في الولايات المتحدة.
وأوضح، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أنه "يتضح من مراجعة أجندة المؤتمر أنه يأتي لتسويق "شبهات خطيرة" للداخل الأمريكي، وكأن توكل كرمان وجوقة المتحدثين ذاهبين لإيصال رسالة معينة لجماعة الضغط الأمريكي، في تخادم واضح مع مليشيات الحوثي الإرهابية".
وعن أجندة المؤتمر أضاف الخبير اليمني أن "هناك رسالتين خطيرتين، تتضمن الأولى أن هناك حصارا جويا وبحريا وبريا ونقصا في الغذاء والدواء، وأنه يتم منع أي سفن تدخل اليمن، وهذا منافٍ للواقع".
أما الرسالة الأخرى، وفقا لليوسفي، فستتحدث أنه "لا فرق بين الأطراف باليمن، وأن الجميع يرتكبون جرائم إنسانية وجرائم حرب، وهو ما تشتغل عليه مليشيات الحوثي والنظام الإيراني بأنه لا فرق بين الحوثي والآخرين".
وبالنسبة لمراجعة طبيعة الشخصيات المتحدثين في المؤتمر يقول المحلل السياسي إنها "جميعها متخادمة مع مليشيات الحوثي في إطار الطابور الخامس، منذ بداية الحرب أمثال صالح الجبواني وعبدالعزيز جباري وعصام شريم، وجميعهم له خلفيته في الطعن بالشرعية ومعاداة التحالف العربي".
واعتبر اليوسفي الفعالية السياسية بمثابة "إعلان حرب ناعمة، وهي حرب موجودة تقسم فيها العمليات إلى عمليات ميكانيكية وعمليات نفسية، وهذه عمليات نفسية تستهدف دوائر القرار الأمريكي وجماعة الضغط في الولايات".
كما تعد "إعلان حرب كاملة ولو أنهم ذهبوا لمقاتلة مليشيات الحوثي لما كان حمل السلاح مع الحوثي أكثر عدائية من الذي يمارسونه الآن"، وفقا للخبير اليمني.
خلط أوراق
أما الإعلامي والمحلل اليمني محمود العتمي فرأى أن المؤتمر يستهدف إحياء الخطاب السياسي المعادي للتحالف في اليمن، ويسعى لخلط الأوراق وتحميل التحالف والشرعية مسؤولية التداعيات الإنسانية، فيما الحقيقة أن حرب مليشيات الحوثي من وقفت خلف ذلك.
وأضاف أن الشخوص المشاركة في المؤتمر تعمد عادة إلى تكريس الخطاب الملتبس في المحافل الدولية الغربية، في خدمة مجانية لمليشيات الحوثي، وذلك بعد أن وصل القرار الغربي إلى قناعة وقوف مليشيات الحوثي ضد السلام.
ويعتقد العتمي، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن المؤتمر يرتبط مباشرة بأهداف التنظيم الدولي للإخوان المسلمين المتقارب مع إيران ومليشياتها، لخلط الأوراق في منعطف حاسم، عبر المساوة بين التحالف ومليشيات الحوثي.
ولفت الإعلامي اليمني إلى أن المؤتمر الذي يعقد في واشنطن يظهر شكليا من خلال العنوان أنه يسعى لنقاش تحقيق السلام في اليمن، لكن أسماء الشخوص المتحدثين فيه تفضح سياسة توجهه، والتي ترمي لتشويه دور دول التحالف العربي ومجلس القيادة الرئاسي والقبول بشروط الحوثيين لتمديد الهدنة المنهارة في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
معاداة التحالف
ويقول الباحث السياسي اليمني صالح الدويل لـ”العين الإخبارية” إن مؤتمر واشنطن هو مؤتمر لخلايا يتبعون أطرافًا في المنطقة، وهي خليط غير متجانس، أغلبه إخواني تجمعه مشتركات وهي معاداة التحالف العربي بشكل عام.
ويضيف المختص في شؤون الجماعات الإرهابية: أن "المؤتمر خليطٌ من مشروع الإخوان الدولي ومصالح دول إقليمية في المنطقة لا تريد الخير للتحالف العربي".
وقال: ”ظل صوت المؤتمر منذ البداية مواليًا لأجندات تلك الدول، وميلها بطريقة أو بأخرى للانقلاب الحوثي، وعدم ممانعتهم للتمدد الإيراني في اليمن، وما يشكله من خطورة على دول الجزيرة والخليج".
طوق نجاة
ويواصل الباحث السياسي: ”المؤتمر يؤكد التخادم الحوثي - الإخواني مع بقية قوى المنطقة، فبعد اتضاح صورة الحوثي لدى دول الغرب، وبدأ الضغط عليه؛ جاء المؤتمر بمثابة طوق نجاة ليصرف أنظار الغرب عن طبيعة الصراع الأساسية الناتجة عن الانقلاب”.
ويؤكد باراس أن المؤتمر يحاول حرف سبب الصراع الحقيقي القائم على انقلاب الحوثي وتمرده وانتهاكاته، وغيرها من المسببات، ويحاول الترويج إلى أنه صراع بالوكالة بين إيران ودول التحالف العربي.
مؤامرة
ومن جانبه يشير الخبير اليمني صالح الدويل، إلى خطورة هذا المؤتمر التي تأتي كتكملة لما ظل الإخوان يقومون به طيلة أعوام الحرب، من تعطيل للجبهات مع الحوثي وانسحابات تكتيكية وتنصل من اتفاق الرياض بخروج كل القوات إلى الجبهات لقتال الحوثي.
وتابع: ”في حضرموت 7 ألوية عسكرية إخوانية لم تطلق طلقة واحدة في الهواء ضد الحوثي، وكذا الألوية الساكنة في المهرة.. فكيف يمكن هزيمة الحوثي؟”، مؤكدًا أن الإخوان أتقنوا الدور، فجزء منهم التحق بالشرعية وهيمن عليها وحتى مع تغييرها بمجلس رئاسي مازالوا هم الأقوى والأكثر تنظيمًا مقارنة بالقوى الأخرى، فيما الجزء الآخر من الإخوان يتآمر على التحالف ويحشد علاقات التنظيم الدولي للإخوان ضد التحالف.
باراس تساءل قائلًا: ألا يكفي بعد وضوح الصورة للتحالف قول إن التنظيم الإخواني الإرهابي الذي سلّم صنعاء ثم نهم، وتاجر في الجوف، وزوّد الحوثيين بالأسلحة في الساحل أنه يتآمر اليوم من واشنطن؟.
ودعا في ختام حديثه مع ”العين الإخبارية” إلى ضرورة اتخاذ إجراءات تعزل هذا العضو الفاسد "الإخوان" وحصره في أضيق نطاق ممكن، وعزله تمامًا من ملف المناطق المحررة.
طعن التوافق
أما مستشار وزير الإعلام اليمني، فهد طالب الشرفي، فكشف هو الآخر الأهداف المشبوهة للمؤتمر الإخواني المنعقد في واشنطن، وقال إن "منظمي المؤتمر والمتحدثين فيه جميعهم أعداء للتحالف العربي”.
وأضاف الشرفي في تغريدةٍ على ”تويتر” أن "القائمين على المؤتمر ما هما إلا ضد السعودية واليمن".
وأكد المسؤول اليمني أن مؤتمر الإخوان في واشنطن لا علاقة له باليمن حقيقةً، بل هو عبارة عن ”ندوة” مع مليشيات الحوثي.
من جهته، قال المحلل السياسي اليمني عبدالسلام القيسي إن الشخصيات التي ظهرت في مؤتمر واشنطن مهمتها النيل من المعركة الوطنية والعربية لصالح الحوثي والتدخل الإيراني.
وأوضح في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن الناشطة توكل كرمان عبر هؤلاء الذين معها في واشنطن هم ممن وقفوا بوجه التحالف والتصالح إلى خدمة أجندات الحوثي وترميم سمعته بهدم سمعة الصف الوطني".