«المجالس الإخوانية».. تكتيك «مكشوف» للعودة للمشهد اليمني
بعد خسارتهم السياسية، لجأ إخوان اليمن إلى تشكيل المجالس السياسية على مستوى المحافظات في محاولة منهم للعودة للمشهد اليمني، والعمل بـ«جلود جديدة».
فخلال أقل من عام فقط، فرّخ وأشهر إخوان اليمن عددا من الكيانات السياسية للعودة الى التأثير في المشهد بمناطق اليمن المحررة سيما عقب الخسارة الكبيرة التي تلقوها بتشكيل مجلس القيادة الرئاسي في أبريل/نيسان 2022.
- تلاش وانحسار.. دلائل في فشل إخوان اليمن بإحياء «نكبة فبراير»
- من تعز إلى مأرب.. معاقل إخوان اليمن «بؤر اغتيال» ومراتع إرهاب
ومثل تشكيل المجلس الرئاسي ضربة قاصمة لنفوذ تنظيم الإخوان والذي أفقده حجم التأثير السياسي الذي كان يتمتع به من خلال سيطرته الفعلية على القرار داخل الشرعية إبان عهد الرئيس السابق عبدربه منصور هادي ونائبه علي محسن الأحمر.
من تعز إلى مأرب
تلك الخسارة، اضطرت التنظيم للدفع بشخصيات إما تابعة له بشكل مباشر أو موالية له إلى إشهار مجالس سياسية وتحت لافتات متعددة خلال الأشهر الماضية، دون أن يكون لها أي تأثير أو تمثيل على الأرض، إلا أن الهدف منها يتجسد في خلط الأوراق بالمناطق المحررة وخاصة في الجنوب.
وأبرز تلك الكيانات هو ما عرف بـ "المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية" والذي تم إشهاره أواخر يوليو/تموز 2023، برئاسة القيادي البارز في تنظيم الإخوان حمود سعيد المخلافي والذي كان يرأس سابقاً ما يُسمى بـ"مجلس تنسيق المقاومة الشعبية" في تعز، وهو كيان إخواني جرى إشهاره عقب شهرين من انفجار الحرب الحوثية 2015.
آنذاك، أقدمت قيادات عسكرية لتأسيس "المجلس العسكري" في تعز لقيادة المعركة ضد مليشيات الحوثي بتوافق ودعم سياسي ومجتمعي، إلا أن تنظيم الإخوان استبق ذلك بإشهار "مجلس تنسيق المقاومة الشعبية" لتصدر المشهد والاستحواذ على الدعم العسكري المقدم من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية.
ومن تعز إلى مأرب، حاول الإخوان الدفع بالمخلافي تحت لافتة "المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية"، ترسيخاً للنهج العبثي في تفريخ الكيانات الوهمية لإرباك المشهد فضلا عن كونه يأتي عقب شهر واحد من إشهار "مجلس حضرموت الوطني" الذي أراد الإخوان تسيد المشهد فيه.
ولم تمض أشهر، حتى أقدم الإخوان على إعلان ما سمي بـ"اللجنة التحضيرية لتأسيس مجلس موحد للمناطق الشرقية في اليمن"، ومكون من 47 شخصاً برئاسة عبدالهادي التميمي بهدف الاستحواذ عل القرار السياسي في محافظات (حضرموت، والمهرة، وشبوة، وسقطرى).
ووفقا لمراقبين فإن تنظيم الإخوان استهدف من تشكيل المجالس السياسية وقف التمدد الجنوبي في محافظة حضرموت ذات البعد الاستراتيجي المهم في المشهد اليمني بشكل عام والجنوبي بشكل خاص، خاصة في ظل تزايد الضغوط الشعبية لإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من مديريات وادي وصحراء المحافظة وهو ما سيمثل خروجاً نهائياً للإخوان من المشهد بالمحافظة.
فمشروع المحافظات الشرقية، سبق وأن أثاره القيادي البارز بتنظيم الإخوان صلاح باتيس عقب هزيمة القوات العسكرية والأمنية الموالية للجماعة بشبوة في أغسطس/آب من عام 2022، ليخرج الرجل رافعاً لافتة "الإقليم الشرقي"، طبقا لمراقبين.
ومن حضرموت إلى شبوة، حيث تم إعلان إشهار مجلس جديد يحمل اسم "مجلس شبوة الوطني العام" منتصف يناير/كانون الثاني الماضي برئاسة اللواء علي منصور بن رشيد ونائبين اثنين هما وزير التربية السابق عبدالله سالم لملس وزير النقل السابق صالح الجبواني المعروفين بولائهم للإخوان.
عليّ وعلى أعدائي
تخبط الإخوان ومزايداتهم هذه، يراها المحلل السياسي عمار علي أحمد، أنها "جزء من تجارب طويلة للتنظيم في تفريخ المجالس في البلاد في مسعى لتحقيق مآربه المشبوهة".
ويشير أحمد إلى أن "سلوك الإخوان في تشكيل المجالس سلوك متجذر في فكر وعقل حزب الإصلاح، الذراع السياسية لتنظيم الإخوان، مستشهداً بحجم الكيانات التي فرخها الإصلاح في ساحات 2011 بهدف احتكار المشهد بداخلها".
وقال في حديثه لـ"العين الإخبارية" إن "المجالس التي قام الإخوان بتفريخها مؤخراً وخاصة في محافظات الجنوب تعكس حجم النفوذ والتأثير اللذين خسرهما التنظيم في مشهد الجنوب وخاصة عقب أحداث شبوة في أغسطس/آب 2022".
ولفت المحلل السياسي إلى أن هذه" المجالس تفضح من جانب آخر مزايدات الإخوان بالوحدة في وجه الانتقالي ومطالب الجنوبيين في وقت أنها تدعم بشكل علني تشكيل مجالس مناطقية لكل محافظة جنوبية".
وأكد: "وصل الحال بالإخوان إلى تأييد أن تنسلخ هذه المحافظات عن هويتها الجنوبية واليمنية معاً، انطلاقا من مبدأ (عليّ وعلى أعدائي)، حيث يود الإخوان بالفعل تشطير اليمن إلى 22 دولة انتقاماً لخسارة نفوذهم السياسي".