عبدالوهاب الديلمي.. "سيد قطب" إخوان اليمن
توفي الأربعاء بتركيا عبدالوهاب الديلمي أحد مؤسسي حزب إخوان اليمن، وكبار قادة التنظيم الإرهابي.
الديلمي الذي توفي في منفاه الاختياري بإسطنبول التركية، جراء كورونا، يعدّ أحد مؤسسي الرافعة السياسية لإخوان اليمن، أو ما يعرف بـ "التجمع اليمني للإصلاح".
تدرج في المناصب
شغل الديلمي مناصب عدة داخل الجماعة منها العمل كعضو في دائرة مجلس الشورى، ورئيس دائرة الهيئة القضائية، ثم رئيس دائرة التعليم؛ وهو آخر منصب له داخل تنظيم الإخوان باليمن.
انتخب الدليمي عضوا في برلمان اليمن "مجلس الشورى " قبل توحيد شطري اليمن جنوبا وشمالا عام 1990، ونال عضوية مجلس النواب بعد الوحدة، قبل أن يتسلم حقيبة وزير العدل في حكومة مابعد حرب صيف 1994.
الحقيبة الوزارية، استلمها الدليمي إثر فتواه الشهيرة بتكفير أبناء جنوب اليمن، وخاصة الحزب الاشتراكي، الذي اتهم القيادي الراحل أعضاءه بالردة.
وينحدر الديلمي من محافظة ذمار، وفيها نشأ على يد مشايخ محسوبين على الزيدية، قبل أن يغادر للدراسة في الأزهر خلال ستينيات القرن الماضي، ويعود بداية التسعينات لليمن، لتأسيس تنظيم الإخوان مع قيادات أخرى في البلاد.
تناغم مع قطب
ويشبه اليمنيون الديلمي في آرائه الدينية المتشددة بالأب الروحي لتنظيم الإخوان "سيد قطب"، خاصة فتواه الشهيرة، التي مهدت لإعلان الحرب على الجنوب؛ إثر تكفير كل من ينتمي للحزب الاشتراكي اليمني شريك الشمال في دولة الوحدة.
وعدّد يمنيون آراء للراحل تميل للتشدد، منها هجومه على القومية، ورفضه للمسرح والسينما والفن.
وينسب للرجل خلال عمله مدرسا في صنعاء، وضعه مع قيادات إخوانية منهجا دينيا لطلاب الجامعة؛ حمل اسم "الثقافة الإسلامية"، وفرض على منتسبي كل الكليات كمادة أساسية.
وتضمن المنهج ، وفق ما أفاد أكاديميون لـ"العين الإخبارية"، تكفيرا صريحا لكل من ينتمي للأحزاب القومية واليسارية.
وللديلمي فتاوى ومواقف من التشريعات القانونية الوضعية؛ إذ يعتبر "الإنسان إذا جعل نفسه مشرعا، فقد فرض نفسه شريكا لله، كما أنه يرى أن القوانين الوضعية كفر بشريعة الله".
وتناغما مع ما كتبه قطب حول "جاهلية المجتمع" ذهب الديلمي إلى ما يسميه "جاهلية البيوت"وتطهيرها من الفساد، والتي منها حسب تفسيره قنوات التلفزيون والإنترنت.
وفي هذا المنحى يرفض الديلمي وصف أي جماعة دينية بالإرهاب؛ معتبرا أن ذلك ليس من حق الدول، وأن "قتال الإرهابيين يعد استباحة لدمهم".
وكان الديلمي صاحب رأي مؤيد للخروج على الحاكم، حيث أيد بقوة في هذا الصدد فوضى ما أطلق عليه الربيع العربي في عدد من البلدان من بينها اليمن، وقذفتها إلى حضن المشروع الإيراني المدمر.