البرلمان اليمني يعرّي جرائم الحوثي على رؤوس الأشهاد

منذ انتزع الاعتراف الدولي لا يكلّ البرلمان اليمني، في إطلاع العالم على إجرام مليشيات الحوثي الإرهابية، وسلوكها الإجرامي.

بوصلة البرلمان تقوده في المحافل الدولية للضرب بقوة على وتر تعرية جرائم الحوثي أمام العالم، خاصة في معالجته لجائحة كورونا، وحربه الوحشية المستمرة على اليمنيين.

سخرية لاذعة

وسخر رئيس برلمان اليمن الشيخ سلطان البركاني في كلمة أمام الاتحاد البرلماني الدولي من سلطة الواقع الحوثية، كاشفا للهيئات التشريعية حول العالم استهتار المليشيات بالإنسان اليمني، حيث "يقترح الحوثيون على مصابي كورونا أن يقاوموا الوباء بزيادة الإيمان بزعيم المليشيات وقداسة فكره".

ومفندا استهتار جماعة الحوثيين باليمنيين، تابع البركاني "حين تعترف بوجود كورونا على استحياء تقترح على المصابين أن يقاوموا الوباء بزيادة الإيمان بزعيمها".

وإلى جانب التعامل الفاضح مع الجائحة؛ أشار البركاني إلى إغراق المليشيات الحوثية لليمن بالحروب المدمرة والتسبب بمقتل المئات ورفضها أية مبادرة للسلام.

ويشارك رئيس البرلمان اليمني بكلمته عن "كارثة اليمن المركبة" في دورة الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي الـ142 المستمرة لليوم الثالث افتراضيا.

تأييد دولي للبرلمان الشرعي

واستعرضت الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي، في اليوم الأول للانعقاد، تقرير لجنة حقوق الإنسان بالاتحاد بشأن ما يتعرض له أعضاء مجلس النواب اليمني من ممارسات وانتهاكات من قبل مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا.

وأقرت الجمعية إثر ذلك، تكليف لجنة حقوق الإنسان بمتابعة تلك الانتهاكات وحماية أعضاء مجلس النواب، ومتابعة المستجدات في هذا الشأن.

ويعود البرلمان اليمني بعد غياب دام أكثر من 6 أعوام، لحمل راية وقضية شعب موغل بالمآسي والإرهاب والانقلاب، وفضح ومحاصرة مليشيات الحوثي أمام أكبر محفل برلماني في العالم.

وكثفت رئاسة مجلس النواب اليمني تحركاتها في أوساط البرلمانات الدولية لنقل الصورة الصحيحة عن وضع البلد والتداعيات الكارثية للانقلاب الحوثي على الشرعية وإعلانهم الحرب ضد اليمنيين.

نشاط بعد سنوات 

نشاط الهيئة التشريعية في اليمن بدأ منذ فبراير/شباط الماضي، برسائل موجهة من رئيس مجلس النواب إلى كل رؤساء برلمانات العالم، تحدث فيها عن الثمن الذي دفعته بلاده جراء التراخي الدولي أمام توحش الحرب الحوثية على اليمنيين بدعم ومشاركة من إيران وحزب الله.

ويدخل مجلس النواب اليمني عامه الثالث بعد انعقاده في أبريل/نيسان 2019 للمرة الأولى منذ انقلاب 2014، وهو في معركة برلمانية مباشرة مع المليشيات، حصد خلالها، الأسبوع الماضي، اعترافا دوليا جديدا ضمن حراك دبلوماسي لتشديد عزلة الحوثيين.

وقطع الاتحاد البرلماني الدولي الطريق أمام برلمان الحوثي "المزعوم"، حين منحه شهادة وفاة بعد أن سعى قادة المليشيات منذ انقلابهم عام 2014 بالترهيب والترغيب، للسيطرة على السلطة التشريعية لسن القوانين وتشويه دستور اليمن لشرعنة مشروع طائفي ومخططات أجندة خارجية.

حراك نشط

وينتظر البرلمان اليمني ملفات وقضايا عديدة لطرحها أمام كل برلمانات العالم وصولا إلى خلق صورة كاملة عن الوضع في اليمن بعد الانقلاب الحوثي على الشرعية واستمرار الجرائم بحق المدنيين.

واعتبر برلماني يمني اعتراف اتحاد البرلمانات الدولية خطوة جيدة تفتح آفاقا جديدة لبرلمان بلاده للمشاركة الفاعلة وطرح قضية اليمن أمام المؤسسات الدولية.

وأكد عضو الحزب الاشتراكي اليمني عادل البرطي، في حديث مع "العين الإخبارية" أن البرلمان الشرعي قام بدور مؤسسات الشرعية مجتمعة، وأعاد القضية اليمنية إلى واجهة المشهد.

ودعا البرطي الحكومة لاستغلال هذا الحراك الدبلوماسي، لإعادة بناء روابط سياسية مع العالم لخدمة اليمن ومواجهة المشروع الإيراني في المنطقة.

وقال السياسي اليمني، إنه في هذا الوقت الذي تتراكم فيه مآسي اليمنيين يظهر دور رئاسة البرلمان الذي انتزع اعترافا دوليا، ليعود مجددا لتمثيل اليمن دوليا، وتعود القضية اليمنية إلى المحافل الدولية، ويعاد تحريك ملفها بشكل حقيقي.

ويعد الاعتراف الدولي ببرلمان الشرعية برئاسة الشيخ سلطان البركاني رسالة دولية جديدة للحوثيين، أن العالم لم يعد يقبل مسرحيات هزلية في السلطة التشريعية من خلال جلسات برلمانية لا تمتلك غير استلام مرتباتها، لتظهر للعالم وكأن هناك ديمقراطية تمارس في حكم مليشيات عنصرية إرهابية، وفقا للبرطي.

وكثف رئيس البرلمان من نشاطه مع رؤساء برلمانات عديدة منها روسيا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والبرلمان الأوربي، كما بحث مع سفراء دول عديدة، الأزمة اليمنية، وتنكر المليشيات الحوثية لنداءات السلام المتكررة.

نشاط البرلمان الكثيف أزعج فيما يبدو المليشيات الحوثية، التي ردت بتصعيد قيودها الأمنية على ما تبقى من أعضاء البرلمان في مناطق سيطرتها، وأخضعتهم للإقامه الجبرية.

وفي تحرك وصفه المراقبون بالعبثي نظم الحوثيون "انتخابات" في عدد من الدوائر لتغطية فراغ تمثيل الدوائر في برلمانها غير المعترف به.