إخوان اليمن.. "الإصلاح" يخوض حربا خفية لتطويع المؤسسة العسكرية
في وقت عملت قوات التحالف العربي على استعادة الدولة اليمنية المختطفة بيد مليشيا الحوثي يشن حزب التجمع اليمني للإصلاح حربا خفية.
في الوقت الذي تعمل قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن على استعادة الدولة اليمنية المختطفة بيد مليشيا الحوثي المدعومة من إيران يشن حزب التجمع اليمني للإصلاح حربا خفية لتطويع المؤسسة العسكرية وابتلاعها، لتكون تحت قبضته بشكل كامل.
ومنذ عمليات التحرير التي انطلقت من مأرب ثم عدن وباقي المحافظات اليمنية المحررة سعى "الإصلاح" إلى ابتلاع المؤسسة العسكرية وألوية الجيش الوطني والقوات الأمنية، متجاهلا هدف التحالف العربي في إنهاء التمرد وضمان عملية سياسية وفقا للمرجعيات الثلاث، التي تضمن مشاركة جميع الأطراف في بناء اليمن الحديث.
ودفع إخوان اليمن بأهم عناصرهم داخل المؤسسة العسكرية أو تلك القادمة من قطاع التربية والتعليم إلى تصدر المشهد القيادي، والاستحواذ على قوام قوات الجيش الوطني في مختلف المناطق العسكرية، وهي 7 وفقا لتقسيم وزارة الدفاع، بنسبة تساوي (70%) من مجموع القوات في اليمن.
أين تتواجد الألوية العسكرية الإخوانية؟
كشفت مصادر خاصة لـ"العين الإخبارية" أن إخوان اليمن، حزب الإصلاح، يتواجدون في محافظة الضالع بلواءين تابعين للجيش اليمني، فيما يستحوذ على 6 ألوية داخل محور بيحان المرابط في البيضاء، في ظل سيطرة تامة على جميع الوحدات بالمؤسسة العسكرية بمحافظة مأرب، المعقل الإداري لأيادي الإخوان داخل حزب الإصلاح اليمني.
كما أنشأ الحزب عدة ألوية داخل المنطقة العسكرية الأولى للجيش اليمني، الممتدة على مساحة محافظة حضرموت، ويقع مركز قيادتها في مدينة سيئون، وتتكون المنطقة من 7 قوات قتالية، منها قوات مشاة وأخرى بحرية.
في الوقت ذاته ابتلع إخوان اليمن قرابة 80% من قوام القوات بالمنطقة الخامسة المنتشرة في ميدي وحرض وحيران، وبنسبة مماثلة سيطر حزب الإصلاح على المنطقة السادسة.
وفي السياق ذاته، قال مصدر مسؤول بالجيش اليمني إن قيادات الإخوان في مأرب شكلت عددا من القوات القتالية داخل مأرب تنضوي تحت التقسيم العسكري للمنطقة السابعة، وهو ما يعني استحواذ كامل، على الرغم من الانتشار القتالي لمحاور هذه القوات في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الانقلاب، إلا أن قيادات الإخوان حيدتها عن مواجهات الجبهات، وتنتظر التحرير للسيطرة وفرض قواتها.
"الإصلاح".. وتطويع تعز المحاصرة
منذ قرابة 4 أعوام ومدينة تعز، جنوبي البلاد، تعيش مأساة حقيقية جراء الحصار الخانق التي تفرضه المليشيا، مقابل ذلك تملك المحافظة رقما ضخما من القوات البشرية بلغت 45 ألفا تتوزع بين الجيش والأمن.
ولسبب خضوع هذه القوات لحزب الإصلاح، في المحافظة، وضع مسؤولية التحرير كملف هامشي، ورسم ألوية في محور المحافظة التابعة للمنطقة العسكرية الرابعة، وفقا لمخططاته وأجندته، بقيادة تامة من عبده فرحان، المعروف بـ"سالم"، وهو القيادي العسكري الأول للإخوان بالمحافظة.
ويتمدد إخوان اليمن في جميع الألوية القتالية عدا اللواء 35 مدرع بنسبة تصل إلى 80% من حجم القوات والملاك البشري، بالتوازي مع فتح ألوية عسكرية دون قرارات رئاسية، ما جعل تعز إرثا متبوعا لأهداف الإخوان رغم كثرة المنافسين.
وكشف مصدر عسكري أن حزب الإصلاح شكل لواء مغلقا لقواته غير معترف به، وضم تحت اللواء 145 مشاة جميع منتسبيه، تحت قيادة نجل قائد محور تعز شكيب خالد فاضل.
اللواء الرابع مشاة جبلي هو الآخر غير معترف به رسميا، إلا أن إخوان تعز سعوا لضم قرابة 2500 مقاتل في قوام قواته البشرية، ويعمل اللواء منذ تأسيسه إلى تطويق مدينة التربة وفرض سيطرته عليها وإزاحة معسكرات اللواء 35 مدرع.
إلى جانب تلك الألوية يستحوذ جناح الإخوان على نصيب الأسد في لواء الحرس الرئاسي، التي أصدر به قرار رئاسي مؤخرا من رئيس الجمهورية، إلى جانب اللواء ١٧٠ دفاع جوي، واللواء 17 مشاة واللواء 22 ميكا.
ودفع "الإصلاح" في تعز بقرابة ٣٥٠٠ مدرس إلى ألوية محور تعز، على رأسهم "سالم" الذي عمل موجها في مكتب التربية والتعليم، إلى جانب قيادات تعد هي الفعلية في إدارة توجهات الجيش الوطني، أبرزهم عبده حمود ويحيى الريمي وتوفيق عبده الملك.
وعلى مستوى المؤسسة الأمنية داخل المحافظة يعمل إخوان اليمن على ملاك بشري من أتباعه تحت قوات شرطة السير "النجدة"، ويقودها تاجر السلاح المعروف محمد مهيوب، ومنحته الجماعة رتبة عقيد.