غارات اليمن المكثفة.. أكبر موجة ضربات أمريكية في التاريخ الحديث
سلسلة من الغارات الأمريكية استهدفت تنظيم القاعدة في مناطق متفرقة باليمن وأسفرت عن مقتل 5 على الأقل من عناصره
بعد سلسلة من الغارات الأمريكية استهدفت تنظيم القاعدة في مناطق متفرقة باليمن، الخميس، وأسفرت عن مقتل 5 على الأقل من عناصره، قالت وسائل إعلام أمريكية إن الولايات المتحدة شنت "أكبر موجة ضربات جوية في التاريخ الحديث" في إطار تسريع جهود حملة إدارة ترامب لمكافحة الإرهاب.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قالت إن الولايات المتحدة نفذت سلسلة من الغارات الجوية على أهداف لتنظيم القاعدة في اليمن، الخميس، في مؤشر أخر على توسيع إدارة ترامب حملة مكافحة الإرهاب هناك.
وقال المتحدث باسم البنتاجون الكابتن البحري جيف ديفيس، في بيان، إن الهجمات الجوية استهدفت "المسلحين والمعدات والبنية التحتية" المرتبطة بتنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" في 3 محافظات يمنية: أبين، والبيضاء وشبوة.
وأضاف ديفيس "لدينا قوات العمليات الخاصة الأمريكية التي تدخل إلى وتخرج من اليمن لمساعدة قواتنا الشريكة التي تحارب القاعدة"، ورفض التعليق على أنشطة محددة.
بينما قال مسؤول دفاعي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته إنه تم تنفيذ 25 غارة شنتها طائرات مأهولة وغير مأهولة (بدون طيار)، وهو أكبر عدد من الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة في ليلة واحدة في التاريخ المعاصر.
بينما نفى مسؤولون في البنتاجون تقارير يمنية تفيد بأن الجيش الأمريكي أجرى غارة برية بالتزامن مع الضربات، وأن القوات الأمريكية كانت على الأرض في التوقيت نفسه، في مؤشر آخر محتمل على الهجوم المتسارع في اليمن، وقال مسؤولون أمريكيون إن تلك القوات، مع ذلك، لم تشن أي غارات.
وأشارت الصحيفة إلى أن تلك الموجة من النشاط، تأتي بعد مداهمة 29 يناير/كانون الثاني الماضي التي نفذتها قوات العمليات الخاصة الأمريكية، وتأتي الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة لتصعيد نهجها في مواجهة الإرهاب في اليمن، التي غرقت في حرب مطولة دفعتها إلى حافة المجاعة، ومكنت مسلحي تنظيم القاعدة من توسيع أنشطتهم.
ويرى المسؤولون الأمريكيون أن فرع تنظيم القاعدة، الذي حاول بالفعل مهاجمة الولايات المتحدة مباشرة، يمثل أحد تهديدات المسلحين الأشد خطورة التي يواجهونها، وطيلة عدة أشهر، كانت القوات الأمريكية حريصة على تأمين الموافقة على خطوات من شأنها استعادة عمليات الاستخبارات على الأرض ووضع برنامج لمكافحة الإرهاب بعد تراجعه إلى حد كبير وسط تصاعد عدم الاستقرار منذ عام 2015.
ورأت الصحيفة أن الرئيس ترامب أبدى استعدادا للموافقة على العمليات الحساسة في اليمن، بعد غارة 29 يناير/كانون الثاني، التي أسفرت عن مقتل ضابط البحرية، رئيس فرقة عمليات الخاصة ويليام ريان أوينز، ووفقا لتقارير محلية، عشرات من المدنيين.
ولفتت إلى أن الجيش يسعى للحصول على سلطات أخرى لعمليات في اليمن، تشمل القدرة على إجراء ضربات جوية مستمرة في أجزاء من اليمن.
وقال مسؤول البنتاجون إن الجيش قد منح صلاحيات مؤقتة لإجراء عمليات جوية مكثفة ضد تنظيم القاعدة في بعض مناطق اليمن، موضحا أن منح تلك السلطة في منطقة تعرف في المصطلحات الحكومة باعتبارها "منطقة عداء نشط" يتيح للجيش شن غارات بدون عملية موافقة مطولة تدار من قبل البيت الأبيض، وهو مشابه للسلطة التي منحت للقوات الأمريكية في مدينة سرت الليبية، حيث شنت حملة جوية لعدة أشهر ضد تنظيم داعش في العام الماضي.
غير أن المسؤول امتنع عن الإفصاح عن المدة التي تستمر خلالها الصلاحيات المؤقتة، فإذا منحت لفترة طويلة، يمكن أن تسمح بمزيد من الضربات المكثفة، مثل تلك التي وقعت الخميس، خلال فترة طويلة.
وبينما قال مسؤولون عسكريون إنه لم يتضح على الفور كم عدد القتلى أو المصابين في الغارات الجوية يوم الخميس، ذكرت وسائل إعلام يمنية أن هناك "مئات" المسلحين قد قتلوا.
وتحدث رمزي الفضلي، رئيس المكتب الإعلامي للقوات الخاصة الحكومية في عدن، عن هجوم جوي متعدد الجوانب، وقال إن شمل طائرات ليس فقط طائرات ولكن أيضا هجمات من سفن أمريكية قبالة ساحل اليمن.
وأشار إلى استهداف سيارة قرب منطقة موجان بمحافظة أبين، أسفر عن مقتل جميع ركابها الخمسة، ويعتقد أن شخصيات بارزة في تنظيم القاعدة من بين القتلى.
ولفت الفضلي إلى أن المسؤولين اليمنيين يعتقدون أن الجنود الأجانب، أمريكيين، نفذوا عمليات على الأرض في موجان، التي تعرف بأنها معقل تنظيم القاعدة، مضيفا شوهدت "آثار أقدام جنود وكلاب بوليسية في المنطقة، ونحن نبحث أيضا الهدف من وراء إنزال الجنود الأمريكيين في المنطقة، وما هي مهمتهم".
وهز الهجوم الذي وقع قبل الفجر المنازل وأيقظ السكان، الذين فر العديد منهم في ذعر، حيث تصاعدت أعمدة الدخان في السماء وأضاءت الانفجارات الأفق، وفقا لشيوخ القبائل المحلية، الذين تحدثوا لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية شريطة عدم الكشف عن هويتهم بسبب مخاوف أمنية.
وفي المقابل، أصدر تنظيم القاعدة بيانًا أعلن فيه أن مقاتلين محليين أحبطوا غارة برية أمريكية في محافظة أبين الجنوبية، وقال إن سفن البحرية الأمريكية أطلقت موجة من القصف العشوائي لتوفير غطاء للقوات من أجل الانسحاب.
بينما ذكر مراسل شؤون الأمن القومي لشبكة "سي بي إس نيوز" ديفيد مارتن أن الهجمات لم تكن نتيجة معلومات استخباراتية تم جمعها في غارة يناير/كانون الثاني التي نفذتها قوات العمليات الخاصة الأمريكية.
وقال مسؤولون أمنيون يمنيون لوكالة "أسوشيتد برس" إن طائرات أمريكية وطائرات بدون طيار استهدفت 6 أحياء على الأقل حيث تلتقي محافظات البيضاء وشبوة وأبين، وقال مسؤول إن القصف أسفر عن مقتل 7 مسلحين من تنظيم القاعدة في شبوة وأبين.
والضربات الجوية، فجر الخميس، تم التخطيط لها قبل مهمة مشاة البحرية الأمريكية في يناير الماضي، حسبما قال مسؤولون أمريكيون لشبكتي "إيه بي سي نيوز"، و"فوكس نيوز" اللتين أشارتا إلى أنها تمثل أول عملية عسكرية أمريكية في اليمن منذ الغارة التي قتل فيها الضابط "ريان" أوينز.
aXA6IDMuMTIuMzQuMjA5IA==
جزيرة ام اند امز