كان نهاراً صيفياً حاراً في الحُديدة عندما التقيت بـ"حسن" وعائلته، المؤلفة من سبعة أشخاص في مأواهم المتهالك.
لربما كانت درجة الحرارة 35، لكنني كنت أشعر بأنها تتجاوز الـ40، وما كان هناك سوى قطعة قماش قطنية فوق خيمتهم لتردّ أشعّة الشمس الحارقة عن الأطفال.
ذاك اليوم، لم يكن لدى هذه الأسرة طعام سوى بعض قطع الخبز الجافّة والطماطم.
كان اليمن يُعرَف بأنه "بلاد العرب السعيدة"، لكن حين كنت أنظر في عيون "حسن"، ما كنت أرى إلا الحزن واليأس.
أكثر من 6 سنوات من النزاع دفعت بملايين اليمنيين نحو الفقر المدقع، وبات ثُمن السكان مهجّرين من ديارهم داخل البلاد، مثل "حسن".
كثير من العائلات خسرت منازلها وسبل عيشها، وصارت من الفئات الأكثر ضعفاً، ممن يعتمدون على دعمنا في مفوضية اللاجئين لتأمين سبل عيشهم اليومي، ونتيجة الصراع ومع تبعات وباء كورونا حاليا، ارتفعت أسعار الأرزّ والخضار واللحم بشكل كبير وبسرعة هائلة.
أسرة "حسن" واحدة من الأسر الكثيرة، التي ألتقيها بشكل دوري، وهم يروون لي أخبارهم المؤلمة عن أيام وليالٍ أمضوها بالجوع، وعن مشاهدتهم معاناة أطفالهم أمام أعينهم، وعن قلقهم وعجزهم عن شراء الأدوية في أحيانٍ كثيرة.
الكثير الكثير من الأسر في اليمن تعيش في ظروفٍ فظيعة، لدرجة أن تفشي كورونا بات آخر ما يشغل بال الناس، رغم أن الوباء قد ضرب بشدّة في البلاد كحال كثير من الدول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.. لماذا؟ ببساطة، لأن الناس هنا لا يسعهم أن يحملوا همّ الفيروس أكثر من تحمّل همّ إطعام أسرهم وأطفالهم.
تُظهر البيانات لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن النازحين اليمنيين معرّضون لخطر الجوع أكثر بأربع مرّات مقارنة بباقي سكان اليمن، لكن بدعمكم، بإمكاننا معاً صنع الفارق وإنقاذ حياة الكثيرين.
منظّمتنا توفّر المساعدات المالية للأسر النازحة لنعينهم على تأمين احتياجاتهم الأكثر إلحاحاً، وبشكل رئيسي لشراء الطعام والمياه والدواء، ولدفع ثمن إيجار المسكن حماية لهم من التشرّد.
إن هذه المساعدة بمثابة شريان حياة، وعطاؤكم يعبّر عن لفتة وتكافل إنسانيين تجاه الأكثر ضعفاً.
فدعونا في هذا الأيام المباركة من شهر ذي الحجّة، أن نعطي الفرصة لـ"حسن"، ولملايين مثله، بأن يتحرّروا من هاجس الجوع والقلق على غدهم.
بإمكانكم دعم الأسر النازحة في اليمن، والتي تكافح لإطعام أطفالها، من خلال تخصيص تبرّعاتكم في أيام ذي الحجّة المباركة، عبر زيارة رابط صفحتنا.
كما يمكنكم أن تحملوا تطبيق GiveZakat، الخاص بنا، عبر متاجر التطبيقات على هواتفكم.
نعتمد على دعمكم وكرمكم، فدعونا نؤازر اليمن وألا نتخلّى عنه، على أمل أن يأتي اليوم الذي يستردّ فيه اسمه التاريخي ليكون بلاداً سعيدة مجدّداً.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة