تنديد دولي بتجنيد الحوثيين للأطفال.. والأمم المتحدة: جريمة حرب
الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية تنددان بتجنيد العاصابات الحوثيين لأطفال اليمن.. ماذا قالوا مسؤولو المنظمات الدولية؟
تزايدت وتيرة التنديد الدولي بتجنيد مليشيات الحوثيين المسلحة لأطفال اليمن واستخدامهم في الصراع المسلح، ومع اقتراب الحرب من دخول عامها الثاني، بلغ استغلال الحوثيين للأطفال مبلغاً لم يعد الصمت ممكناً بشأنه من جانب المنظمات الدولية.
ونددت الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية، الثلاثاء، بتجنيد الحوثيين للأطفال، وقالوا إن الجماعة المسلحة "تنكب بنشاط على تجنيد صِبيَة لا تزيد أعمار بعضهم عن 15 عاماً"، كجنود أطفال على خطوط القتال الأمامية في النزاع الدائر باليمن، وذلك خلافاً للعادة، حيث كانت المنظمات تتهم الأطراف المتنازعة دون تسمية الحوثيين.
وذكرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، أنها تلقت العديد من التقارير، كان آخرها في الأسبوع الماضي، حول تجنيد الأطفال في اليمن واستخدامهم في الصراع المسلح من قبل المتحاربين، معظمهم من اللجان الشعبية التابعة للحوثيين.
وقالت رافينا شمداساني، المتحدثة الرسمية باسم المفوضية في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، في جنيف، إنه ما بين 26 من آذار/مارس 2015 و31 من كانون الثاني/ يناير 2017، تحققت الأمم المتحدة من تجنيد 1476 طفلاً جميعهم من الذكور.
وأوضحت للصحفيين في جنيف: "من المرجح أن تكون الأرقام أعلى من ذلك بكثير نظراً لرفض معظم الأسر الحديث عن تجنيد أطفالها، خوفاً من الانتقام".
وأضافت المسؤولة الأممية: "في الأسبوع الماضي، تلقينا تقارير جديدة حول الأطفال الذين تم تجنيدهم من دون علم أسرهم، غالباً ما ينضم الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً إلى القتال نتيجة التغرير بهم أو الوعود بمكافآت بمالية أو مراكز اجتماعية، ويتم إرسال العديد منهم على وجه السرعة إلى الخطوط الأمامية أو العمل في نقاط التفتيش".
وذكّرت المسؤولة الأممية بأن تجنيد واستخدام الأطفال في الصراعات المسلحة محظور قطعياً بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، لافتة إلى أنه فيما يتعلق بحالات تجنيد الأطفال دون الخامسة عشرة قد يرقى ذلك إلى جريمة حرب.
منظمة العفو الدولية، كشفت هي الأخرى، إنه ظهرت أدلة جديدة تفيد بأن جماعة الحوثيين المسلحة تنكب بنشاط على تجنيد صِبيَة لا تزيد أعمار بعضهم عن 15 عاماً كجنود أطفال على خطوط القتال الأمامية في النزاع الدائر في اليمن.
وذكرت المنظمة الدولية، أنها تحدثت مع أهالي 3 فتيان كانوا خلال الشهر الحالي ضحايا لتلك الممارسة المروِّعة التي تمثل انتهاكاً للقانون الدولي. كما أكد الأهالي أنه تم تجنيد صبي رابع من المنطقة.
وقال الأهالي وشاهد عيان لمنظمة العفو الدولية، إن الصِبيَة الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاماً، قد جُندوا على أيدي مقاتلين من جماعة الحوثيين المسلحة، التي تُعرف محلياً أيضاً باسم أنصار الله في العاصمة صنعاء، ولم يعلم الأهالي بأن أطفالهم قد جُندوا إلا بعد أن نبههم بعض سكان المنطقة، الذين شاهدوا الصِبيَة ومعهم حوالي 6 أطفال آخرين وهم يستقلون حافلة في مركز لجماعة الحوثيين في المنطقة، في منتصف فبراير/شباط 2017.
وقالت سماح حديد، نائبة مدير قسم الحملات في المكتب الإقليمي لمنظمة العفو الدولية في بيروت: "من المروِّع أن تقوم قوات الحوثيين بانتزاع الأطفال من آبائهم وبيوتهم، وأن تحرمهم من طفولتهم، وأن تلقي بهم على خطوط القتال حيث يمكن أن يلقوا مصرعهم".
وأضافت حديد : "أن هذا العمل يمثل انتهاكاً صارخاً ومعيباً للقانون الدولي. ويجب على قوات الحوثيين أن تكف فوراً عن جميع أشكال تجنيد الأطفال دون سن الثامنة عشرة، وأن تطلق سراح جميع الأطفال المُجنَّدين في صفوفها. ويجب على المجتمع الدولي أن يدعم عملية إعادة تأهيل الأطفال المُسرَّحين وإدماجهم مرة أخرى في المجتمع".
وفي وقت لاحق، تلقى أهالي الصِبيَة الأربعة الذين أُخذوا في منتصف فبراير/شباط أنباءً تفيد بأن أطفالهم موجودون في موقع لم يُذكر اسمه على الحدود اليمنية السعودية.
وذكرت "العفو الدولية" أن الأشخاص الذين التقت بهم ذكروا أن ممثلي جماعة الحوثيين يديرون مراكز محلية تنظم أنشطةً من قبيل الصلوات والمواعظ والمحاضرات، وخلالها يُشجع الصِبيَة والشبان على الانضمام إلى المعارك على جبهات القتال.
وقال شاهد عيان، إن اثنين من الصِبيَة الأربعة جُندوا عن طريق ممثل لجماعة الحوثيين في المنطقة، بعد أن أُرسلا إلى مدرسة لتعليم القرآن الكريم بالقرب من صنعاء، لتلقي دروس دينية أولية في يناير/كانون الثاني 2017. وبعد ذلك أُعيد الاثنان إلى أسرتيهما، اللتين لم تكونا على علم بمكانهما. وقال والد أحد الطفلين، إن ابنه أبلغه بأن الدروس تضمنت عرضاً لتاريخ الحروب في العالم.
وقال بعض أهالي الصِبيَة، إن هناك زيادة في تجنيد الأطفال كجنود في الأحياء التي يسكنونها، نظراً لأن كثيراً من الأطفال توقفوا عن الذهاب إلى المدارس بصفة منتظمة، حيث أثَّرت الحرب تأثيراً بالغاً على الاقتصاد.
وذكر أحد الأهالي أن الحوثيين فرضوا على ممثليهم في المناطق المختلفة تجنيد أعداد معينة من مناطقهم، وأحياناً ما يصاحب ذلك تهديدات لهم إذا لم يحققوا النتائج المطلوبة.
وتحدث شخص من الأهالي، كان شقيقه البالغ من العمر 16 عاماً قد جُند عن الصِبيَة الذين يُجندون، فقال: "هؤلاء [الصِبيَة] لديهم شغف لإطلاق النار من البنادق ورشاشات كلاشينكوف ولارتداء الزي العسكري. [الحوثيون] يقولون إن هناك عدداً قليلاً من المقاتلين [على خطوط القتال الأمامية]، ولذلك يدورون ويأخذون [يجنِّدون] واحداً من كل عائلة. وإذا ما مات الابن على الجبهة، فإنهم يدفعون لأبيه راتباً شهرياً ويعطونه بندقية لكي يضمنوا سكوته".
ويخشى كثير من الأهالي أن يتعرض أطفالهم الذين أخذهم الحوثيون أو غيرهم من أطفال العائلة لأعمال انتقامية إذا ما جاهروا بالكلام عن عمليات التجنيد.
وقال أحد الآباء: "هناك أطفال كثيرون [يُجنَّدون]، لكن لا أحد يجرؤ على الحديث أو الاستعلام عن الموضوع. فالكل يخافون من التعرض للاعتقال".
ويقوم الحوثيون بتجنيد الأطفال من المدن الخاضعة لهم وخصوصاً العاصمة صنعاء ومحافظتي عمران وحجة شمالي البلاد.
وقالت مصادر محلية لـ"بوابة العين"، إن الحوثيين ينشطون في الأحياء الشعبية الفقيرة، ويجبرون الأهالي على إرسال أطفالهم إلى جبهات القتال بالقوة".
وأضافت المصادر، أن أحد المسؤوليين الأمنيين التابعين للحوثيين أخذ 6 أطفال من حي "السنينة"، غربي العاصمة صنعاء، وقام بإرسالهم إلى الحدود السعودية.