تراجع الإصابة بالكوليرا بالمحافظات الخاضعة للشرعية في اليمن
والإمارات تواصل جهودها للتخفيف عن أبناء اليمن
الحكومة الشرعية تيسر وصول الدواء إلى المرضى والمستشفيات في حين تقوم مليشيا الحوثي بالمتاجرة به في السوق السوداء
أعلنت وزارة الصحة في اليمن تراجع عدد حالات الإصابة بالكوليرا بشكل ملحوظ، خاصة في المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية.
وفي التقرير الأسبوعي لوزارة الصحة جاء أن نسبة الإصابة بالوباء تراجعت في محافظات مأرب وشبوة والمهرة والجوف.
كذلك تراجعت في محافظة واحدة من المحافظات الخاضعة تحت سيطرة مليشيا الانقلاب الحوثي وهي صعدة، فيما أشارت تقارير أخرى إلى تفشي الوباء في بقية المناطق الخاضعة للحوثيين لقيامهم بالمتاجرة بالدواء الذي يأتي كمساعدات في السوق السوداء.
وأضاف التقرير أن نسبة الاستشفاء وصلت إلى 99%، لافتة إلى أن هذا يُعد مؤشرا إيجابيا ومؤشرا لتراجع حدة المرض.
من ناحية أخرى، أشارت الوزارة إلى ظهور حالات مخبرية مؤكدة لـ4 حالات فقط في حضرموت.
كما تحدثت عن ارتفاع مؤشر عدد حالات الإسهال المائي الحاد؛ حيث إن إجمالي عدد حالات الاشتباه للإسهالات المائية الحادة من 27 إبريل/نيسان 2017 إلى 10 يونيو/حزيران 2017 بلغ 297438 حالة اشتباه، وإجمالي حالات الخروج والشفاء 294676 حالة.
بينما بلغ إجمالي عدد الحالات المؤكدة مخبريا لإصابتها بالكوليرا 637 حالة فقط، وعدد الوفيات 1713.
غير أن التراجع المعلن عنه لأول مرة في نسبة الإصابة بالكوليرا مهدد في ظل استمرار سياسات مليشيات الحوثيين منع وصول الدواء إلى مستحقيه؛ فقد منعت مليشيا الحوثي الانقلابية مرضى الكوليرا من الوصول للمستشفيات وتلقي العلاج المناسب لحالاتهم، بعد أن انتهجت سياسية بيع الدواء والمتاجرة به في السوق السوداء.
ورصدت اللجنة العليا للإغاثة، وهي جهة حكومية، عملية المتاجرة وبيع دواء الكوليرا في عدد من محافظات يمينة واقعة في يد الحوثيين كمحافظات الحديدة وحجة غرب اليمن، وإب وسط اليمن، ومحافظة ذمار شمال البلاد، ليحرموا بهذا الفعل عددا كبيرا من المستحقين من الحصول على الدواء للعلاج من الوباء الفتاك.
وأدى هذا إلى تفشي الوباء في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين؛ ما دفع الأمم المتحدة إلى أن تعلن، الأربعاء الماضي، تعليق خطة مواجهة الكوليرا في اليمن.
وقال منسق الأمم المتحدة للمساعدات في اليمن جيمي ماكجولدريك، إن المنظمة ستحول اللقاحات إلى مناطق أخرى خارج اليمن مهددة بالكوليرا.
وأرجع ذلك إلى العقبات التي تعترض توصيل اللقاحات.
ووفقا لإحصائيات اللجنة الدولية للصليب الأحمر؛ فإن كل واحد من 200 يمني يشتبه في إصابته بالمرض.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنه تم تسجيل أكثر من 320 ألف حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا، بالإضافة إلى 1742 حالة وفاة عبر أكثر من 90% من اليمن منذ نهاية إبريل/نيسان.
من جانبها تسعى هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بشكل مستمر للتخفيف عن أبناء اليمن والحد من انتشار الوباء في الأماكن التي تستطيع الوصول إليها، حتى المناطق الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي.
وفي هذا الصدد سيرت الهيئة خلال الأسابيع الماضية جسرا جويا إلى اليمن لنقل الأدوية والمحاليل والمستلزمات الطبية الخاصة بمكافحة الكوليرا.
وقال محمد عتيق الفلاحي أمين عام هيئة الهلال الأحمر، إنه تم إرسال 100 ألف لتر من السوائل الوريدية المضادة للوباء، باعتبارها مرحلة أولى، إضافة إلى 150 ألف علبة من المحاليل المخبرية لتشخيص المرض.
وأشار الفلاحي إلى أن المساعدات الإماراتية لاحتواء الكوليرا تشمل المحافظات اليمنية كافة بما فيها الخاضعة لسيطرة المليشيات الانقلابية.
كما أرسلت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي شحنة جديدة من المضادات والأدوية الخاصة بمكافحة الكوليرا، وسلمتها إلى ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، على أن يتم توزيعها على كل المحافظات اليمنية حسب الحاجة، خاصة المحافظات التي ينتشر فيها وباء الكوليرا.