اليمن.. تخبط وهلع في صفوف الانقلابيين مع اقتراب معركة الحديدة
يعيش تحالف الانقلابيين باليمن حالة هلع غير مسبوقة جراء اقتراب معركة تحرير محافظة الحديدة والتحركات المكثفة لقوات التحالف العربي
يعيش تحالف الانقلابيين في اليمن حالة هلع غير مسبوقة جراء اقتراب معركة تحرير محافظة الحديدة، غربي اليمن، والتحركات المكثفة لقوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، قبل انطلاق ساعة الصفر للمعركة.
وظهر تحالف الانقلابيين، الذي يضم مليشيا الحوثي وأنصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، خلال الأيام الماضية في حالة تخبط وارتباك كبيرين، حيث كثّف لقاءاته مع مسؤولين أممين في صنعاء من أجل استجداء دور أممي يمنع التحالف من بدء المعركة، إلى تحركات يائسة في أوساط مديريات محافظة الحديدة المنكوبة من أجل استجداء سكانها على منحهم مقاتلين وإعلان ما أسموه بـ" النفير العام".
ويحاول الانقلابيون ابتزاز الأمم المتحدة بشكل رئيسي من أجل أن تقف حائط صد يحول دون انطلاق المعركة، وذلك من باب أن ميناء الحديدة الذي يسيطرون عليه وقاموا بتحويله إلى منصة عسكرية لهجماتهم ضد السفن، هو شريان حياة اليمنيين ومنفذ دخول 70% من البضائع.
ونقلت وكالة سبأ الخاضعة لسيطرة الانقلابيين، أن وزير النفط في حكومتهم المزعومة، ذياب بن معيلي، التقى المنسق المقيم للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، جيمي ماكجولدريك، وناقش معه إغلاق ميناء الحديدة، وما سيترتب عليه من آثار كارثية كونه شريان الحياة الوحيد للشعب اليمني، حسب تعبيره.
ولم تتوقف حالة الهلع الحوثية عند استجداء مواقف أممية، بل واصل الانقلابيون تحركاتهم في مديريات محافظة الحديدة من أجل تحشيد مقاتلين تحت مسمى الدفاع عن مدينتهم تارة، وابتزاز السكان بأخذ أطفالهم في معسكرات تجنيد إجباري، تارة أخرى.
وقال مصدر محلي لـ"بوابة العين"، إن المحافظ المعين من قبل الانقلابيين، حسن الهيج، يقوم بمعية مشرف الانقلابيين الأمني على المحافظة، نايف أبو خرفشة، بعقد اجتماعات يومية مع أعيان مديريات محافظة الحديدة، ويطالبون بتحشيد مقاتلين والبدء بما يسمى بـ"النفير العام" لمواجهة أي هجوم محتمل.
وأضاف المصدر، أن قيادات الانقلاب تقوم باعتقال أي مواطن يرفض تسليم أولاده إلي معسكرات التجنيد الخاصة بهم، وأن سجن"القلعة" بات مكتظا بالمعتقلين الأبرياء الذي لا تهم لهم سوى أنهم يرفضون الانصياع لأوامر الانقلابيين.
ويشعر الانقلابيون بورطة كبيرة كون معركة الحديدة ستنطلق في وقت يعانون فيه من استنزاف كبير في المقاتلين، في حين تتمتع القوات الحكومية والتحالف العربي بمعنويات كبيرة، وخصوصا بعد تجهيز آلاف الافراد من الجيش اليمني المنحدرين من محافظة الحديدة نفسها.
وقال محمد دوبلة، وهو شقيق لجنديين في الجيش اليمني لـ"بوابة العين"، إن الجنود المنحدرين من تهامة تلقوا تدريبات عسكرية مكثفة خلال الشهرين الماضيين، وسيكونون أصحاب اليد الطولى في معركة الحديدة.
وتوقعت مصادر عسكرية حكومية، أن يدشن التحالف معركة الحديدة بالسيطرة على ميناءها الاستراتيجي، فيما ستزحف قوات قادمة من سواحل تعز صوب مديرية "الخوخة" وصولا إلى باقي سواحل تهامة على البحر الأحمر.
والحديدة هي آخر منافذ الانقلابيين في السواحل اليمنية، وتشكل مع مينائها الاستراتيجي أهمية اقتصادية لهم بجني إيرادات مهولة، بجانب الأهمية العسكرية، حيث يستخدمون الميناء كمنصة عسكرية لهجماتهم ضد السفن بالمياه الاقليمية وتهديد خطوط الملاحة الدولية.