مقتل "ثابت جواس".. قائد "معركة الخلاص" من الحوثي
بعد 18 عاما على ملاحم بطولية سطرها اللواء الركن ثابت جواس في معقل الحوثيين في صعدة، ترجل في محافظة لحج إثر هجوم إرهابي.
وهز مقتل قائد قاعدة العند، أكبر القواعد العسكرية في البلاد، نفوس اليمنيين إثر الثقل الشعبي والعسكري واسع النطاق الذي يتمتع به اللواء ثابت جواس منذ قيادته العملية العسكرية التي قهرت وأطاحت بزعيم الحوثيين الأول في معقله في مران في محافظة صعدة 2014.
وقال مصدر أمني لـ"العين الإخبارية"، إن سيارة مفخخة استهدفت قائد قاعدة العند العسكرية وقائد اللواء 131 مشاة اللواء الركن ثابت جواس ما أدى إلى مقتله على الفور مع عددا من مرافقيه، وذلك في مدخل مدينة الخضراء في محافظة لحج، والتي تقع على حدود عدن.
وتبنت مليشيات الحوثي ضمنيا العملية الإرهابية التي أودت بالقائد الاستثنائي ثابت جواس وذلك عقب تعليقات على لسان كبار قادتها الإرهابيين بينهم القيادي البارز عبدالقادر المرتضى.
وضاعف رحيل جواس من آلام الشارع الجنوبي، خاصة واليمني عامة، والذي كان يصف الراحل، بأنه صاحب رصاصة الخلاص في مواجهة أول تمرد لمليشيات الحوثي في صعدة، أقصى شمالي البلاد، قبل أن ينتقل إلى معقله جنوبا لمحاربة التنظيمات الإرهابية "داعش" و"القاعدة".
قائد معركة الخلاص الأولى
ويتمتع اللواء ركن ثابت مثنى جواس بتاريخ حافل بالانتصارات تمتد لنحو عقدين من الزمن بدءا من الحروب الـ6 في صعدة (2004-2009)، وحتى حرب الانقلاب الحوثي التي تدخل عامها الـ8.
ففي حروب صعدة التي فجرها وقادها مؤسس وزعيم المليشيات حسين الحوثي، تعرض الجيش اليمني السابق إلى خسائر موجعة بصفوفه إثر تحصن المتمردين بالقرى السكنية، ما دفع القيادة اليمنية لتعين اللواء ثابت جواس لخوض "معركة الخلاص الأولى".
وتقول مصادر يمنية لـ"العين الإخبارية"، إن جواس حاول إقناع زعيم المليشيات الحوثية الأول بالتخلي عن السلاح، لكنه أصر على تسعير الحرب، قبل أن يقود جواس عملية التفاف لمحاصرته في أحد جبال مران في معقله الأم، ويطيح به والكثير من العناصر الإرهابية.
ووفقا للمصادر، فإن جواس بات المطلوب الأول للحوثيين منذ مقتل زعيم المليشيات الحوثية في سبتمبر/أيلول 2004.
وأشارت المصادر إلى أن جواس تعرض لعديد عمليات الاغتيال كان آخرها تفجير إرهابي بسيارة مفخخة استهدف بوابة مطار عدن الدولي بالتزامن مع مرور موكبه في أكتوبر/تشرين أول الماضي.
أول قائد لقاعدة العند بعد الانقلاب
وتعرضت قاعدة العند العسكرية لسلسلة هجمات نفذتها مليشيات الحوثي بالصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار المفخخة، من بينها هجوم استهدف كبار قادة الجيش اليمني وبينهم رئيس الاستخبارات العسكرية ونائب رئيس هيئة الأركان، في يناير/كانون ثاني 2019، فيما نجا جواس من الهجوم.
وينحدر القائد جواس من مديرية ردفان بمحافظة لحج، معقل الشرارة الأولى التي انطلقت لتحرير جنوب اليمن من الاحتلال البريطاني عام 1964، ويعد من القادة اليمنيين والجنوبيين المخلصين الذين سطروا ملاحم خالدة في مواجهة الإرهاب ضد الحوثي والقاعدة وداعش.
وتقلد ثابت جواس عديد المناصب العسكرية في الجيش اليمني السابق، ويعد أول قائد عسكري لقاعدة العند العسكرية؛ كبرى القواعد عسكرية في البلاد، وذلك حيث عينه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، في 2015 قائداً لمحور العند، وقائداً للواء 131 مشاة.
وكان ثابت جواس من أبرز القادة العسكرين الذين قادوا المعارك على الأرض ونكلوا بمليشيات الحوثي خصوصا في محافظة الضالع والتي لم يتمكن الانقلابيون من اختراقها رغم الحشود العسكرية الكبيرة التي وفروها لاختراقها.
وشكل جواس ورفاقه في الجنوب سدا منيعا لمليشيات الحوثي استطاع لاحقا بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية، من تحرير كافة المحافظات الجنوبية من عدن إلى لحج بما فيها قاعدة العند العسكرية.
وكان جواس من أبرز قادة المجلس الانتقالي والجيش اليمني طوال السنوات الماضية.