خارطة لإنقاذ اليمن.. مشاورات خليجية جديدة تختبر تعنت الحوثي
فتحت المشاورات التي أعلن عنها مجلس التعاون الخليجي بين الأطراف اليمنية، بابا جديدا للأمل نحو إيقاف شلال الدم في البلاد، وطرح فرصة إنقاذ وخارطة حقيقة للسلام وإنهاء الحرب.
ويشكل توقيت المشاورات اليمنية - اليمنية التي أعلن عنها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور نايف فلاح الحجرف دلالة مهمة، حيث تأتي بالتزامن مع حلول الذكرى الـ8 لانطلاق عاصفة الحزم وردع التمدد الإيراني باليمن ودخول البلد عملية "حرية اليمن السعيد".
كما تأتي عقب مرور عام من مبادرة السعودية للحل الشامل باليمن والتي اصطدمت بتعنت كبير من قبل مليشيات الحوثي لتشكل المشاورات الجديدة اختبارا متجددا لمراوغات هذه المليشيات وموقفها من السلام.
ومن المتوقع أن تنطلق المشاورات اليمنية-اليمنية في الـ 29 من مارس الجاري في الرياض بعد توجيه دعوة لكل الأطراف دون استثناء بمن فيهم الحوثيون، على أن تناقش 6 محاور على رأسها المحاور الرئيسية العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية.
وتستهدف المشاورات وقفا شاملا لإطلاق النار، ومعالجة التحديات الإنسانية، وفتح ممرات آمنة، وتحقيق السلام والاستقرار، وحماية النسيج المجتمعي تأكيدا على أن الحل بأيدي اليمنيين وطرح فرصة ذهبية لتأسس آليات للعمل الإنساني والمستقبل السياسي.
وكانت مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا استبقت إعلان مجلس التعاون الخليجي للمشاورات اليمنية - اليمنية وخرجت بموقفين متناقضين يشيان عن مراوغة جديدة يحضر لها الانقلابيون في مسعى لإجهاض عملية السلام.
وجاء الموقف الأول على لسان القيادي الحوثي النافذ محمد علي الحوثي، والذي رفض صراحة أي دعوة للسلام تشارك فيها دول التحالف، فيما أصدرت المليشيات موقفا آخر ونشرته على وسائل إعلامها للموافقة شريطة أن تتم "في دولة محايدة" على حد زعمها.
حرص خليجي دائم
وتزخر الدبلوماسية الخليجية بسجل حافل في دعم السلام في اليمن كمظلة مشتركة لليمنيين، لعل أبرزها المبادرة الخليجية التي تعد أحد أهم 3 مرجعيات دولية والتي قطعت الطريق أمام سقوط اليمن في الفوضى 2011.
وبعد انقلاب مليشيات الحوثي في اليوم الأسود بالنسبة لليمنيين 21 سبتمبر 2014 وتدخل التحالف العربي بقيادة السعودية بطلب من الرئيس اليمني لدعم الشرعية وذلك في 26 مارس 2015، إلا أنه أفسح بشكل غير مسبوق للمبادرات السياسية لولا تعنت الانقلابيين.
وتعتبر المبادرة السعودية للحل الشامل في مارس العام الماضي، أحدث فرصة قدمها التحالف العربي في مسعى لإعادة أطراف الصراع للحوار الآمن فضلا عن دعم دائم للجهود الأممية والدولية والتي اصطدمت بتعنت الحوثي.
ووفقا لوكيل وزارة الإدارة المحلية اليمنية عبداللطيف الفجير، فإن المشاورات الخليجية الجديدة تؤكد مجددا مدى حرص الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي على جمع كلمة اليمنيين لإخراجهم من محنة الحرب.
وتعهد السياسي والمسؤول اليمني لـ"العين الإخبارية"، بعدم نسيان جهود "الأخوة الأشقاء بمجلس التعاون الخليجي لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين وبذل الجهود الدبلوماسية الدؤوبة للخروج من الأزمة".
وقال إن "هذه المشاورات فرصة دبلوماسية لجميع كل اليمنيين، بما فيهم مليشيات الحوثي للجلوس على طاولة الحوار وبحث كل الآليات لإنهاء الحرب المدمرة بمشاركة جميع المكونات السياسية ومنظمات المجتمع المدني".
ومن المتوقع "أن تُحدث دعوة الأخوة الأشقاء بمجلس التعاون الخليجي للأطراف السياسية نقلة نوعية ومتقدمة في سلسلة الجهود الدبلوماسية المتعثرة منذ انقلاب مليشيات الحوثي للخروج بحل يرضاه الجميع"، وفقا للفجير.
وأشار المسؤول المحلي إلى أن الرئيس اليمني لن يمانع من مشاركة المليشيات الحوثية في أي مشاورات، على أن تقبل بالسلام وتتخلى على السلاح وتعمل على إيقاف الاعتداءات والانتهاكات وتحتكم للعقل.
وأعرب الفجير عن أمله أن تستفيد مليشيات الحوثي من هذه الفرصة الذهبية وتعود إلى طاولة الحوار، غير أن كل المؤشرات تؤكد للأسف كعادتها أن تمضي نحو تفويت الفرص ورفض كل مبادرات السلام.
اختبار جديد
لطالما أغلقت مليشيات الحوثي كل الأبواب للسلام، تفتح مشاورات مجلس التعاون الخليجي بابا آخر للسلام قادرا على حماية واحتواء مطالب الجميع تحت مظلة آمنة فيما يضع في جدار التعنت الحوثي عديد السيناريوهات.
وعدد رئيس مركز الجزيرة للدراسات باليمن ووكيل وزارة الإعلام اليمنية نجيب غلاب، 3 سيناريوهات للقاء التشاوري المقبل في الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي وموقف مليشيات الحوثي منها.
وأوضح أن السيناريو الأول يتمثل في تلبية مليشيات الحوثي دعوة المشاورات، وبالتالي يصبح السلام خيارا للإنقاذ الشامل، والثاني, يتمثل في رفض هذه المليشيات وسوف يتم توحيد الإرادة الوطنية ليصبح الحوثيون أمام مواجهة حاسمة.
أما السيناريو الأخير فهو حدوث مشاكل وضعف في التوافق وسوف يتم إعادة بناء المعركة وفق خيارات أكثر فاعلية نحو استعادة كل اليمن، وفقا لما كتب غلاب على حسابه في موقع "تويتر" تصفحته "العين الإخبارية".
من جانبه، كتب رئيس رابطة الإعلاميين اليمنيين، فهد الشرفي على حسابه في "تويتر" أن "جهود دول مجلس التعاون ودبلوماسيتها النشطة سيما السعودية والإمارات، هي التي بعد الله انتزعت قرار مجلس الأمن الدولي 2624 وأقنعت دول وهيئات لوضع الحوثي على قوائم الإرهاب".
وأضاف: "يصر أشقاؤنا في الخليج على أنهم وسطاء ومساندون لأبناء الشعب اليمني وليسوا طرفا في أي صراع وهذا في مصلحة اليمن وشعبها على المستوى القريب والبعيد، ويصمم الحوثي على عداوة الخليج حكومات وشعوب، إرضاءً لإيران وأجنداتها الشيطانية".