اليمن في أسبوع.. القبائل تدشن موجة جديدة من مقاومة المشروع الحوثي
انتفاضة قبائل "حجور" تشكل شرارة موجة جديدة من المقاومة الوطنية للمشروع الحوثي، لتجد "القفر" في إب و"قارة" نفسها تخوض ذات المعركة
شهدت الساحة اليمنية تطورات عسكرية لافتة خلال الأيام الماضية، وبعيدا عن المعارك الدائرة من أعوام للجيش اليمني في جبهات مختلفة، دشنت القبائل موجة جديدة من مقاومة المشروع الحوثي الانقلابي.
وشكلت انتفاضة قبائل "حجور" في مديرية "كشر" بمحافظة حجة، في أقصى الشمال الغربي لليمن، شرارة الموجة الجديدة من المقاومة الوطنية للمشروع الانقلابي، لتجد قبائل "القفر" في محافظة إب وسط البلاد نفسها تخوض ذات المعركة الوطنية.
- إسناد عسكري من الجيش اليمني والتحالف لقبائل حجور ضد الحوثي في حجة
- قتلى وجرحى حوثيون في مواجهات مع قبائل "قارة" بحجة اليمنية
وخلال أسبوع، استطاعت قبائل حجور تكبيد مليشيا الحوثي الانقلابية أكثر من 100 قتيل وجريح، في جبهة ساخنة داخل واحد من أبرز المعاقل الرئيسية للمليشيا الحوثية لمحافظة حجة.
وطيلة الأيام الماضية، أحبطت قبائل حجة، وبإسناد من التحالف العربي والجيش اليمني، عشرات الهجمات الحوثية التي حاولت اجتياح بلدة "حجور"، لتلجأ بعد ذلك إلى فرض حصار خانق على المدنيين وقصف المناطق المأهولة بالسكان، بقذائف المدفعية.
انتصارات حجور قوبلت بارتياح واسع من أطياف يمنية مختلفة، وهو ما جعل التحالف العربي يسارع لإسناد القبائل بعشرات الغارات، وإنزال جوي يحتوي على إمدادات طبية وغذائية وعسكرية للقبائل المحاصرة.
الجيش اليمني أيضا ساند انتفاضة حجور بفتح جبهات جديدة ضد المليشيا الانقلابية في محافظة حجة من أجل تشتيت تركيزها، وهاجم مواقع الحوثيين في مديرية "مستبأ" ليتم تكبيدها خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
في مديرية "القفر" بمحافظة إب، كانت القبائل تحاكي انتفاضة "حجور" بشكل عفوي ودشنت هذه المرة انتفاضة مسلحة ضد مليشيا الحوثي، رفضا لتسليم أبنائها للقتال في صفوف الانقلابيين بعد رفض سلمي في مناسبات مختلفة.
ومنذ الأربعاء تدور مواجهات مسلحة بين قبائل "بني مفتاح" في مديرية القفر ضد المليشيا الانقلابية، ما أسفر عن سقوط عدد من مليشيا الحوثي بين قتلى وجرحى.
مصادر محلية أكدت لـ"العين الإخبارية" أن قبائل متفرقة في إب بدأت بالتوافد إلى القفر لمساندة قبائل "بني مفتاح"، وهو ما يبشر بمقاومة وطنية ستكون هي الأولى في المحافظة الواقعة وسط البلاد.
موجة أشد وطأة على الانقلاب
ويرى خبراء أن انتفاضة حجور وبني مفتاح تكشف عن موجة ثانية من مقاومة مشروع المليشيا الحوثية الإيرانية وأيديولوجيتها العنصرية بدأت تتحرك في الأوساط الاجتماعية.
وقال الباحث والمحلل السياسي اليمني نجيب غلاب إن الموجة الجديدة هي "أشد وطأة من الموجة الأولى، وأكثر حيوية وقدرة في التعامل مع مناورات الحوثي وخدعها".
وأشار غلاب وهو وكيل وزارة الإعلام اليمنية في حديث لـ"العين الإخبارية" إلى أن هذه المقاومة تتحرك في الأوساط القبلية وهي تسير باتجاهات متعددة.
وبرزت الموجة الجديدة من المقاومة أولاً بالاعتراض على جر أبنائها إلى المحارق، ثم التساؤل عن جدوى المشروع الحوثي بعد أن تعرى كتنظيم طغياني فاسد يحكم بالافتراس لا بالعدل ولو بالحدود الدنيا، وحسب الباحث اليمني "غلاب" فقد بدأ الوعي الاجتماعي يتحرر من صراعات الماضي والقيود الدعائية التي وظفتها مليشيا الحوثي، وهذا القتال الشرس الذي برز في حجور وفي أكثر من منطقة يعبر عن رفض مسلح للحوثية واستعداد للتضحية.
النقلة الأولى في المعركة الاجتماعية
ويعتقد الباحث اليمني نجيب غلاب أن انتفاضة "حجور" ليست إلا النقلة الأولى في المعركة الاجتماعية، وستأخذ بعدها السياسية لتكون حاسمة في إيصال المشروع الحوثي إلى قاع البرميل.
وقال: "الموجة الجديدة من المقاومة، إن التحمت بالموجة الأولى التي تنشط منذ سنوات، سيُصبِح تأثيرها أقوى وأشد، وستنجز أهداف التحرير بأقل التكاليف".
تحولات المقاومة في مواجهة الحوثية في موجتها الثانية، حسب الباحث "غلاب" دشنتها انتفاضة الثاني من ديسمبر وعمقها الاجتماعي، مرجعا ذلك إلى خلل باتجاهين وهو عدم التواصل مع الموجة الأولى وتمكن الحوثية من إحباطها وهي في مرحلة الانفجار.
ويتوقع خبراء أن تمتد المقاومة الوطنية ضد المشروع الانقلابي الحوثي إلى موجات مختلفة وخصوصا في المعاقل الانقلابية للحوثيين، ومن أوساط القبائل التي تعرضت خلال 4 سنوات لسلسلة من القهر والابتزاز واختطاف أبنائها بالقوة للقتال في صفوفهم.