تدوير أزمة الأسرى.. موجة حوثية جديدة لاختطاف المدنيين باليمن
في وقت يترقب فيه اليمنيون والمجتمع الدولي إتمام صفقة لتبادل الأسرى في البلاد، مضت مليشيات الحوثي في وتيرة الاعتقالات وزج عشرات المدنيين بالسجون.
ومن إب إلى صنعاء وحتى معقلها الأم صعدة، كثفت مليشيات الحوثي عمليات الاختطافات والاعتقالات للمدنيين في خطوة اعتبرها مراقبون أنها محاولة تستهدف الاحتفاظ بأوراق ضغط جديدة للمقايضة على مقاتلين أسرى من صفوفها ضمن مبدأ الكل مقابل الكل.
ووفقا لإحصائية أعدتها "العين الإخبارية"، فإن مليشيات الحوثي اختطفت منذ مطلع شهر رمضان أكثر من 130 مدنيا في 3 محافظات فقط وهي صنعاء ومديريات إب وصعدة، بالإضافة لموجة اعتقالات طالت محافظات الحديدة وتعز وذمار.
وتأتي هذه الاختطافات للمدنيين في ظل اقتراب عملية تبادل الأسرى المقرر تنفيذها نهاية الأسبوع الجاري عبر 6 مطارات داخلية وخارجية وتشمل 887 أسيرا بينهم اللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع السابق في الحكومة الشرعية.
ومن المقرر أن تستأنف مشاورات الأسرى والمختطفين في مايو/أيار المقبل على أن تتفاوض مليشيات الحوثي والحكومة اليمنية على إطلاق سراح الكل مقابل الكل.
كما تأتي هذه الاعتقالات بعد أسابيع من اعتراف مليشيات الحوثي باعتقال واختطاف أكثر من 24 ألفا و634 مدنيا بتهمة العمل مع الشرعية والتحالف العربي.
إب وصنعاء تتصدران
حلت محافظة إب (وسط) في صدارة القائمة بعد تعرض عشرات الشباب والناشطين لاعتقالات واختطافات جماعية على يد الذراع الأمنية للمليشيات أبو علي الكحلاني.
وقالت مصادر حقوقية وإعلامية لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيات الحوثي واصلت وتيرة الاختطافات حيث ارتفعت حصيلة من تم اعتقالهم إلى 65 شابا بينهم أكثر من 20 ناشطا وذلك على خلفية انتفاضة في إب بوجه تعسف الحوثي.
وجاء في المرتبة الثانية محافظة صنعاء، حيث داهمت مليشيات الحوثي منذ مطلع الشهر الفضيل قرى أرحب ومركز ديني لأحد الدعاة ونفذت حملة اعتقالات جماعية.
وطبقا للمصادر فإن مليشيات الحوثي اعتقلت أكثر من 50 شخصا في محافظة صنعاء بينهم أكثر من 40 شخصا من أتباع الداعية السلفي عبدالسلام النهاري الذي يؤدي مناسك العمرة في السعودية.
وكانت مليشيات الحوثي داهمت منزل الداعية السلفي النهاري في بلدة "جدر" شمالي صنعاء ومركز معاذ بن جبل لتحفيظ القرآن، وأكاديمية "الفتاة" التابعة للمركز ومخبزا خيرا قبل أن تعتقل من فيه.
وذكرت المصادر أن مليشيات الحوثي زجت المعتقلين في سجونها وفرضت حصارا خانقا على البلدة ونشرت دوريات ومسلحين ملثمين حول المنزل والمركز الديني وذلك في 16 رمضان الموافق 7 إبريل/ نيسان الجاري.
وفي السياق، أوضحت المصادر أن مليشيات الحوثي دفعت بدوريات مسلحة وقامت بحصار بلدة "الزبيرات" ومطاردة الأهالي ومداهمة منازلهم في مديرية أرحب شمال صنعاء.
وبحسب المصادر فإن مليشيات الحوثي اعتقلت أكثر من 10 مدنيين فيما أجبرت الكثيرين من أبناء القبائل على مغادرة البلدة وسط تداعي قبائل أرحب للرد على جرائم المليشيات.
وفي الضالع، أكدت المصادر أن مليشيات الحوثي عمدت لإخفاء قسري لنحو 17 من أبناء مديريات دمت وقعطبة وجبن والحشا شمالي المحافظة في سجونها بصنعاء وذمار وإب.
كما تواصل مليشيات الحوثي إخفاء اثنين من أبناء رجل الأعمال الصعدي أحمد اللهبي، في سجون سرية بصنعاء للأسبوع الثالث على التوالي، وذلك عقب أيام من تدهور حالتهم الصحية ورفض الجماعة نقلهم إلى المستشفى.
واللهبي هو رجل أعمال من أبناء صعدة، حيث يتعرض أبنائه منذ مطلع رمضان لتعذيب وحشي وإخفاء قسري في مسعى للضغط عليه للتنازل بأملاكه المنهوبة لصالح المليشيات.
أوراق مقايضة
ويرى مراقبون يمنيون أن مليشيات الحوثي تسعى لاتخاذ المختطفين الجدد بمثابة أوراق مقايضة وعرقلة اتفاق الأسرى والمختطفين وتفخيخ جهود السلام الإقليمية والدولية.
وقال الناشط السياسي والإعلامي أدونيس الدخيني لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيات الحوثي تتجه نحو إعادة تعويض من ستطلق سراحهم في صفقات الأسرى بالفعل واتخاذ أوراق للمقايضة ومساومة الحكومة المعترف بها دوليا.
وأضاف "على مدى الأيام الماضية، كانت هناك حملة اختطافات واسعة نفذتها في المناطق التي تسيطر عليها بقوة السلاح، أكثر العمليات سجلت في محافظة أب واستهدفت مشاركين في جنازة المختطف حمدي عبدالرزاق الذي قضى في سجون مليشيات الحوثي بسبب آرائه السياسية".
وأوضح أن الاختطاف والإخفاء القسري، كانا جزءا من استراتيجية حوثية لإسكات كل صوت في المناطق التي تسيطر عليها، وما زالت هذه السياسية رغم أجواء التفاوض ومساعي السلام.
وأكد أن هؤلاء المختطفين ستقايض بهم مليشيات الحوثي لاحقاً كأسرى حرب مقابل الإفراج عن عناصرها وقياداتها وهو ما يجب على المبعوث الأممي والوسطاء الدوليين التنبه له كونه جريمة تفخيخ جهود السلام وتعرقل صفقة المختطفين والأسرى.