فاجعة صنعاء.. الحكومة اليمنية تحمل الحوثي مسؤولية "الدواء القاتل"
حملت الحكومة اليمنية مليشيات الحوثي المسؤولية الكاملة عمّا وصفتها "فاجعة صنعاء"، التي أودت بحياة عشرات الأطفال إثر جرعة دواء قاتل.
وأودى دواء مغشوش بحياة 20 طفلا، فيما لا يازال هناك 30 طفلا تحت العناية المكثفة لإنقاذ أرواحهم من الموت في مستشفى الكويت والمستشفى الجمهوري بصنعاء، بحسب مصادر طبية يمنية لـ"العين الإخبارية".
وقالت الحكومة اليمنيّة على لسان وزير إعلامها معمر الإرياني "نحمل مليشيات الحوثي الإرهابية التابعة لإيران المسؤولية الكاملة عن فاجعة وفاة أطفال مرضى سرطان الدم، بعد توزيعها جرعة دواء كيميائي منتهي الصلاحية".
وأشار إلى أن مليشيات الحوثي كدست الأدوية لفترات طويلة في مخازنها، قبل أن تحقن الأطفال الضحايا بالجرعة الملوثة في أحد المستشفيات بالعاصمة المختطفة صنعاء.
وكشف عن أنّ "جرعة الأدوية المنتهية الصلاحية، كانت مليشيات الحوثي قد حصلت عليها كمساعدة مجانية من منظمة الصحة العالمية وجهات مانحة أخرى، وباعت جزءا منها، وخزنت كميات أخرى لفترات طويلة، قبل أن تقوم بالتلاعب بتاريخ الانتهاء، وتوزيعها على المستشفيات".
وحذر الوزير اليمني "من استمرار مليشيات الحوثي في وضع العراقيل أمام وصول الأدوية المقدمة مجانا من المنظمات الدولية لعلاج الأمراض المستعصية بما فيها مرض السرطان، وبيعها في السوق السوداء لجني أرباح طائلة، وفتح المجال لشركات الأدوية المهربة التي يملكها قيادات حوثية، والذي أدى لمضاعفة معاناة المرضى".
دعوات لتحقيق دولي
وطالب المسؤول اليمني "المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية بفتح تحقيق عاجل في الحادثة، وملاحقة ومحاسبة المتورطين فيها".
كما دعا إلى "وقف القيود والتلاعب الذي تمارسه مليشيات الحوثي بالمنح العلاجية، وعمليات تهريب الأدوية الفاسدة ومنتهية الصلاحية عبر شركات يملكها قياداتها".
وكانت 3 منظمات حقوقية يمنية دعت المجتمع الدولي لا سيما منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" والجهات الدولية ذات الصلة لفتح تحقيق دولي وعاجل في تداعيات وفاة 20 طفلا مصاب بالسرطان.
وأقرت ما يسمى وزارة الصحة في حكومة الانقلاب غير المعترف بها في بيان لها أن 19 طفلاً قد حُقنوا بأدوية مهربة ومنتهية الصلاحية، لكنها حملت المسؤولية تحالف دعم الشرعية، وهو ما اعتبرته المنظمات اليمنية "محاولة غير أخلاقية في التنصل من المسؤولية القانونية عن هذه الجريمة".
كشف المستور
في السياق، اتهمت نقابة الصيادلة والمهن الطبية باليمن في بيان، الحوثي بالتستر عن كبار التجار التابعين لها، المسؤولين على إغراق السوق الدوائية بكميات مهولة من الأدوية المهربة والفاسدة، بما فيها أدوية السرطان.
وذكر البيان أن المدعو طه المتوكل، منتحل صفة وزير الصحة، هو نفسه رئيس الهيئة العليا للأدوية المستحدثة من قِبل المليشيات وقد تم اكتشاف صفقة كبيرة كانت قد هُرّبت إلى اليمن، لصالح مالك الشركات والوكيل الجديد الأوحد الذي يصول ويجول وتُسجل شركاته مع أصنافها خلال أسابيع دون أي معارضة أو تحقيقات".
ونبهت إلى أن مليشيات الحوثي قامت باصطياد الحلقة الأضعف باعتقال صيدلي باع الأدوية "بشكل تجزئة وهو ليس من سجل الشركة وأصنافها أو من استورد أدوية السرطان للسوق اليمنية في هيئة الدواء".
وبدأت القصة عندما حقن الأطباء في مستشفى الكويت في صنعاء مرضى السرطان من الأطفال بدواء "الميثوتركسيت" وهو نوع من العلاج الكيميائي، يعمل على إبطاء نمو الخلايا السرطانية أو إيقافه.
في اليوم التالي، وفقا لمصادر تحدثت لـ"العين الإخبارية"، بدأت أعراض التشنج والغيبوبة تظهر على الأطفال ما أدى إلى نقل الحالات الحرجة إلى المستشفى الجمهوري لكن 20 طفلا لفظوا أنفاسهم فيما يجري إنقاذ 30 طفلا.