مسرحية هدنة الحوثي.. قمع واعتقالات في إب
رغم ادعاء مليشيات الحوثي سريان "الهدنة المزعومة"، إلا أن آلة القتل والبطش لعناصرها لم تهادن المدنيين الذين ظلوا عرضة للقمع والاعتقالات.
جرائم وانتهاكات جديدة تعطي دلائل على اعتماد مليشيات الحوثي العنف والقوة المفرطة تجاه السكان المحليين في مناطق سيطرتها شمالي اليمن، بينما مزاعم السلام والهدنة التي تطلقها في وسائل إعلامها مجرد وهم وتخدير للعامة.
وفجرت قيادات حوثية، حاولت نهب المعونات في إحدى بلدات مديرية القفر شمال محافظة إب (وسط)، الثلاثاء، اشتباكات عنيفة مع مسلحي القبائل في البلدة، ما أسفر عن سقوط 13 قتيلا ومصابا بينهم مدنيون في حصيلة أولية، بحسب مصدر محلي يمني لـ"العين الإخبارية".
واندلعت الاشتباكات في بلدة "جماعة" في المديرية المصنفة بكبرى مديريات المحافظة على إثر محاولة قيادات حوثية نافذة السطو على معونات غذائية مقدمة من وكالة مساعدات خيرية قبل أن يتصدى الأهالي لهم.
وسقطت امرأة على الأقل بين القتلى وعدد من المدنيين جرحى، فيما تضاربت حصيلة الضحايا لدى وسائل الإعلام اليمنية، بشأن وقوع بين 3 إلى 5 قتلى وأكثر من 10 مصابين.
وتشير الواقعة إلى تفرغ المليشيات الحوثية وعناصرها الإرهابية، تحت غطاء الهدنة المزعومة، لقمع القبائل والسكان وسرقة الطعام من أفواه الجياع.
اعتقالات
وفي جريمة أخرى في ذات المحافظة، اعتقلت مليشيات الحوثي 3 سياسيين، أحدهم من المواليين لها، حيث كانوا في الطريق لحضور اللقاء التشاوري اليمني - اليمني الذي دعا له مجلس التعاون الخليجي.
وأكد حقوقيون يمنيون أن ما يسمى بـ"جهاز الأمن والمخابرات" لمليشيات الحوثي الإرهابية اعتقل الباحث والسياسي الموالي لها عبدالرحمن العلفي، وأمين عام التحالف المدني للسلم والمصالحة حمود العودي والمتحدث باسم ذات التحالف السياسي أنور شعب في محافظة أب.
وطبقا للحقوقي اليمني البارز عبدالله العلفي، فإن المكتب السياسي لدى مليشيات الحوثي كان أعطى للسياسيين الـ3 موافقة مسبقة قبل أن يتدخل الجهاز الأمني، الأكثر ارتباطا بالحرس الثوري الإيراني، ليقوم باعتقالهم وهم في الطريق إلى عدن.
وكان حمود العودي، أحد المعتقلين، قاد الأعوام الماضية مع شخصيات محلية مبادرة لفتح الطرقات بين المناطق المحررة وغير المحررة لاسيما طرقات الضالع الرابطة بين عدن وصنعاء، قبل أن تفشل المليشيات جهوده وتفجر معظم الجسور الحيوية الواصلة للمحافظة.
وكانت مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا رفضت دعوة مجلس التعاون الخليجي للمشاورات اليمنية - اليمنية وصعدت عملياتها الإرهابية بشكل غير مسبوق قبل أن تبتكر لها هدنة وهمية في مسعى للالتفاف والهروب من أي عملية السلام وإنهاء كارثة الحرب التي فجرتها.
على صعيد آخر، لفظ طفل تحت سن الـ18 عاما أنفاسه الأخيرة في معتقل لمليشيات الحوثي، وذلك بعد 3 أشهر فقط من اعتقاله في السجن الاحتياطي في إب بتهمة وظروف غامضة.
وقالت مصادر حقوقية إن الطفل بكيل المعبري، خرج جثة هامدة من السجن الخاضع للمليشيات الحوثية عقب تدهور حالته الصحية دون سماح قيادات المليشيات المشرفة على المعتقل في أي تدخل طبي.
وشهدت محافظة إب العام الماضي، أكثر من 3419 جريمة ارتكبتها مليشيات الحوثي الإرهابية بينها 213 جريمة قتل واعتقال 482 مدنيا فيما تعرض ما يقارب 65 مدنيا للتعذيب البشع في سجونها الوحشية.
وكانت تقارير حقوقية وثقت عديد الانتهاكات الحوثية بحق المعتقلين إثر عمليات التعذيب المنتظمة والممنهجة في سجون الحوثيين بما فيه التعرض للتعذيب النفسي والبدني، والحرمان من حقوقهم الأساسية، بطريقة مخالفة لأدنى حقوق الإنسان.