خطوة للاستقرار.. حكومة باشاغا تتحرك لإنهاء أزمة "المهجرين"
ملفات مهمة تتحرك بها الحكومة الليبية، يأتي في مقدمتها" أزمة المهجرين" من مدنهم داخل البلاد.
وإحدى أبرز قضايا المهجرين، تتمثل في أهالي مدينة مرزق الليبية، الواقعة قرب الحدود مع تشاد في أقصى الجنوب، التي تعاني من تهجير قسري لقرابة 5 آلاف عائلة لمناطق متفرقة في ربوع البلاد منذ هجوم إرهابيي "داعش" مدعومين بالمرتزقة التشاديين على المدينة فجر يوم 23 أغسطس/آب 2019، ما أجبر الأهالي على ترك المنطقة، بعد أن أحرقت بيوتهم ونهبت أرزاقهم على يد تلك المليشيات الإرهابية.
واعتمد الإرهابيون والمرتزقة على توسيع الشرخ الاجتماعي بين أهالي المدينة ومكون التبو ليسيطروا عليها، ليظهر بعدها رئيس الحكومة السابقة فايز السراج معلنا "تحرير المدينة" على حد وصفه، لكن التهديد الإرهابي لا يزال يحول دون عودة المهجرين إلى المنطقة.
إخفاق
وعقد نائب رئيس الحكومة الليبية سالم الزادمة، لقاء مع مهجري مدينة مرزق للاستماع إلى معاناتهم ومشاكلهم وحلحلتها، والعمل على رجوعهم إلى بيوتهم، من أجل تحقيق الاستقرار والمحافظة على النسيج الاجتماعي، ونبذ خطاب الكراهية والعنصرية في فزان.
وفي تصريحات لــ"العين الإخبارية" أكد سالم الزادمة، أن الحكومة الليبية تولي اهتماما بالغا بقضية النازحين والمهجرين في كل ليبيا لا سيما في الجنوب الليبي.
وأضاف أن الحكومة الليبية من مهامها إرساء دعائم الاستقرار والسلام من خلال المصالحة الوطنية الشاملة وجبر الضرر، والعمل على حل الخلافات والنزاعات عبر الحوار، وتقريب وجهات النظر، ونشر قيم التسامح والوئام المجتمعي، حتى تكون هناك أرضية صلبة لإجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في أقرب وقت ممكن.
وأشار إلى أن أهالي المدينة عانوا من إخفاق الحكومة السابقة في هذا الملف، رغم إنشاء لجنة تُعنى بمهجري مرزق.
وأوضح أنها لم تعالج قضاياهم ومشاكلهم بل على العكس تمامًا تم تعطيل المساعدات، ومنح بدل الإيجار ليجدوا أنفسهم في مختنقات وأزمات معيشية غاية في القسوة.
تأمين الحدود
ويقول محمد عبدالنور أحد أعيان مدينة مرزق، ومشارك في الوفد الذي التقى نائب رئيس الحكومة الليبية، إن أعيان ومشايخ المدينة عرضوا معاناتهم.
وأوضح عبدالنور في تصريحات لــ" العين الإخبارية" أنه تم عرض كافة مشكلات المهجرين وضرورة حل الأزمة بينهم وبين التبو وتخفيف أعباء الحياة عليهم.
وأوضح أن نائب رئيس الحكومة، وعد بتحمل المسؤولية في عودة المهجرين إلى بيوتهم بمنطقة مرزق وتأمين المدينة، لافتا إلى أن حكومة السراج السابقة هي السبب الرئيسي في تهجيرهم.
وأشار إلى أن الأهالي يلتمسون في الحكومة الجديدة الأمل بأنها تسعى لاستقرار ليبيا عبر تحركاتها والاهتمام بمهجريها، والتعاون مع الجيش الليبي للتصدي للعصابات التشادية.
وشدد على أن نائب رئيس الحكومة الليبية بين أن ملف مرزق وأهلها وتنمية الجنوب، أحد الملفات المهمة التي توليها حكومة الاستقرار بقيادة فتحي باشاغا أهمية كبيرة.
خطوة موفقة
وقال رئيس مفوضية المجتمع المدني بالمدينة وسيم تاج الدين، إن تحركات الحكومة الليبية الجديدة نحو المهجرين الذين عانوا التهميش من الحكومات المتعاقبة شيء موفق.
وأعرب تاج الدين في تصريحات لــ"العين الإخبارية" عن أمنيته أن تكون الحكومة اسم على مسمى، وهي الاستقرار وعودة أهالي مرزق المهجرين إلى بيوتهم.
وأضاف أن توافق الحكومة مع الجيش سوف يدفع بإعادة الأمن والأهالي إلى بيوتهم عبر مساندة القوات المسلحة في التصدي للمليشيات التشادية والمهربين وغيرهم ممن يهددون أمننا.
وتابع أنه يجب على الحكومة الليبية الجديدة الاهتمام بالجنوب، خاصة أمصال العقارب، وعدم تجاهل أهله كما فعلت الحكومة السابقة برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
وطالب رئيس مفوضية المجتمع المدني بالمدينة، الحكومة الجديدة بتقوية رجال الشرطة ودعم الجيش بالمنطقة لبسط الأمن، والعمل على تنمية حقيقية للجنوب الذي عانى التهميش في السابق.
aXA6IDMuMTUuNy4yMTIg جزيرة ام اند امز