اليمن بـ"يوم الإخفاء القسري".. 8 أعوام في "ظلام الحوثي"
يمر اليوم العالمي لضحايا الإخفاء القسري في اليمن ولاتزال مليشيات الحوثي التي اختطفت آلاف المدنيين ترفض كشف مصيرهم.
ونشرت 3 منظمات يمنية ودولية أرقاما صادمة لأعداد الأشخاص المخفيين قسريا في أكثر من 640 معتقلا لمليشيات الحوثي في مختلف المحافظات غير المحررة.
وبالتزامن، أطلقت نحو 30 منظمة محلية وإقليمية ودولية، دعوة مشتركة لجميع الأطراف اليمنية للكشف عن مصير المخفيين وذلك بمناسبة "اليوم الدولي لضحايا الإخفاء القسري" الذي يصادف 30 أغسطس/ آب من كل عام.
في الظلام
وكشف التقرير السنوي للمنظمة اليمنية للأسرى والمختطفين المعنون بـ"في الظلام" عن تشييد مليشيات الحوثي 111 معتقلا سريا مارست فيها ألوانا مختلفة من التعذيب المفضي إلى الموت بحق مئات الضحايا.
التقرير الذي أطلقته المنظمة، في مؤتمر صحفي الثلاثاء، في مأرب، وثق خلال الفترة من سبتمبر/ أيلول 2014 إلى ديسمبر 2021 أماكن التعذيب الحوثية البالغة 641 معتقلا.
ومن بين المعتقلات 230 سجنا رسميا احتلته مليشيات الحوثي و111 معتقلا سريا استحدثتها المليشيات الانقلابية داخل أقبية المؤسسات الحكومية كالمواقع العسكرية، وأخرى بالمباني المدنية كالوزارات والإدارات العامة.
وتصدرت أمانة العاصمة، وفقا للتقرير المرتبة الأولى في نسب المعتقلات بواقع 110 مواقع للتعذيب والاختطاف تليها محافظة إب بنحو 91 معتقلا ومحافظة الحديدة 78 موقعا فيما يوجد الكثير في بقية المحافظات.
وأوضح تقرير المنظمة اليمنية للأسرى والمختطفين، غير رسمية، وجود عدد كبير من السجون والمعتقلات في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون يقبع فيها آلاف المعارضين والناشطين المناهضين للجماعة، وتمارس بحقهم مختلف أنواع واصناف التعذيب والانتهاكات الخطيرة.
ووثق التقرير تعرض 17 ألفا و638 شخصا للتعذيب الجسدي والنفسي في معتقلات مليشيات الحوثي، بينهم 587 طفلا وقع منها نحو 5 آلاف و89 حالة تعذيب في أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء ثم البيضاء نحو 1643حالة ضحايا، ثم محافظة إب نحو 1544 ضحية، وذمار نحو 1541 يمنيا ثم بقية المحافظات.
وأشار إلى أن حالات التعذيب وصلت إلى أكثر من 24 ساعة وبأشكال مختلفة منها التعليق بالأيدي والأرجل بالسلاسل الحديدية والصعق بالكهرباء والضرب الشديد بأعقاب البنادق في سجون تفتقر لأدنى المعايير الدولية والوطنية بما فيها التهوية الجيدة والرعاية الصحية.
وقال التقرير إن مليشيات الحوثي عذبت 178 شخصا حتى الموت بينهم 10 أطفال و3 نساء، فيما توفي 16 معتقلا إثر الإهمال الطبي المتعمد ولقي نحو 27 سجينا مصرعهم بعد أيام من إطلاق الانقلابيين سراحهم وذلك إثر تداعيات التعذيب الوحشي.
حجة مأساة منسية
في السياق، سلط "المركز الأمريكي للعدالة"، منظمة مقرها واشنطن، خلال تقرير خاص بعنوان "تقرير محافظة حجة"، الضوء على جرائم مليشيات الحوثي في المحافظة الواقعة شمالي غربي البلاد.
وبحسب التقرير اطلعت "العين الإخبارية" نسخة منه، فإن مليشيات الحوثي اختطفت 2507 أشخاص شملت جميع مديريات المحافظة منهم 1167 عاملا، و267 تربويا، 570 طالبا، 236 عسكريا، 49 تاجرا، 76 موظفا، 56 وجيها، 7 نساء، 57 طفلا.
ووثق التقرير تعرض 605 أشخاص في حجة للإخفاء القسري لفترات متفاوتة، 8 منهم ما يزالون مختطفين ومخفيين قسراً منذ مارس / آذار 2019 حتى الآن، وهي الفترة التي شملها التقرير.
وأشار إلى أن 1352 شخصا تعرضوا لانتهاك التعذيب الجسدي والنفسي أثناء التحقيق في سجون عدة في المحافظة وخارجها من قبل مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا.
أحدث جرائم الإخفاء القسري
أما منظمة "رايتس رادار لحقوق الإنسان" ومقرها أمستردام الهولندية، فقدمت أرقام أحدث جرائم الاختفاء القسري لمليشيات الحوثي وذلك خلال الفترة 1 يناير/ كانون الثاني 2021 حتى نهايةأغسطس/ آب الجاري.
وحملت المنظمة غير الرسمية ،في بيان، مليشيات الحوثي مسؤولية إخفاء قسري بحق 156 شخصا إضافة لـ 29 طفلاً و 14 مسناً ، وامرأتين فقط.
وبحسب البيان فشملت جرائم الإخفاء الحوثية إعلاميين وأكاديميين وتجارا وناشطين حقوقيين وسياسيين ووعاظا وطلابا ومهندسين وعمالا، ولم تستثنِ ذوا الاحتياجات الخاصة.
واحتلت محافظة مآرب المرتبة الأولى بعدد 64 حالة إخفاء قسري جميعهم ينتمون للمديريات والمناطق التي سيطرت عليها مليشيات الحوثي مؤخرا تليها محافظة الحديدة بعدد 29 حالة، طبقا لذات المصدر.
وكانت نحو 30 منظمة وجمعية وشبكة محلية وإقليمية ودولية دعت، في بيان مشترك، الثلاثاء، جميع الأطراف اليمنية بما فيها مليشيات الحوثي للكشف عن مصير المخفيين قسرياً، وسرعة التحقق من بيانات المحتجزين، والإفراج عن جميع المعتقلين، ونشر قوائم رسمية بأسماء جميع من لقوا حتفهم تحت التعذيب في السجون.
وناشد البيان بمناسبة اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري، الأمم المتحدة التدخل العاجل للإفراج عن جميع المحتجزين تعسفياً والمخفيين قسراً لدى مليشيات الحوثي.
يأتي ذلك ولاتزال مليشيات الحوثي تعرقل اتمام صفقة تشمل 2223 أسيراً ومختطفا ضمن ملف الأسرى برعاية الأمم المتحدة وذلك إثر مطالبتها بأسماء مجهولة ورفض مناقشة مصير الصحفيين والاكاديميين وكبار السن والمرضى، وفقا للحكومة اليمنية.