يلحظ المتابع لنشاط جماعتي الإخوان والحوثي الإرهابيتين أن أولويتهما تكمن في تقديم مصلحتهما على الصالح العام للأوطان، من أجل سلطة يصعدون إليها بإرهاب ممنهج.
وذلك وصولا إلى بناء دولة التنظيم وطمس وتغييب دولة الشعب، وبهذا فإن التنظيمين سيّان في الأجندات والأهداف وتحقيقها عبر الإرهاب أولا وأخيرًا، وهذا ما يفسر التحالف والتعاون الوثيق والخفي في اليمن لنهب ثرواته وخيراته وتحقيق مخططات إيران في المدى البعيد والاستراتيجي.
لقد تم إسقاط تنظيم الإخوان برغبة شعبية عارمة في مصر عبر ثورة 30 يونيو 2013، وبدأ الإخوان حينها في البحث عن بديل ومهرَب، وقد حصل اجتماع بين قيادات التنظيم العالمي للإخوان ضمّ قيادات مما يسمى "الحرس الثوري" الإيراني، فتم تحديد اليمن كبؤرة بديلة لعمل تنظيم الإخوان، لإعادة الوجود والتموضع من جهة، ومحاولة إحداث عدم استقرار في الإقليم من جهة أخرى، وذلك بالتحالف مع مليشيا إرهابية كجماعة الحوثي، وقد كان هذا التحالف بالفعل لتهميش وإسقاط الدولة اليمنية وتقاسمها بين الإخوان والحوثيين، وصولا إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين الإخوان والحوثيين وتنظيم "القاعدة" الإرهابي، وهذا ما بدا حرفيًّا من خلال التخادم بين تلك الجماعات والمليشيات الإرهابية على أرض الواقع.
لقد باتت العلاقة بين "الإخوان" و"الحوثي" الإرهابيتين وطيدة ومتشعبة وماثلة للعيان لا لبس فيها داخل اليمن، حيث تشارك عناصر من جماعة الإخوان في القتال مع الحوثيين في عدة مناطق ضد قوات الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دوليا، بالإضافة لذلك قامت بتوفير إصدارات طائفية خاصة بمليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران، بغرض تحقيق أجندات طهران في هذا البلد، الذي يزخر بطاقات بشرية ومادية، حيث تشهد العلاقات بين إخوان اليمن ومليشيات الحوثي تطورًا وتعاونًا على جميع المستويات، يدفع ثمنها شعب اليمن، وذلك من خلال اتفاق يرعى الإرهاب ويمدّه بأنواع الدعم المالي والعسكري واللوجستي.
وتبعًا لتلك المعطيات يعتمد الإرهابيون من الإخوان والحوثيين على الفوضى وسياسة الترهيب والاغتيالات في العديد من مناطق اليمن تجاه كل من يقف أمام مشروعهما المشبوه القائم على رؤى غير وطنية وأجندات تخدم مصالح إيران وتمددها في اليمن وبعض دول المنطقة، في وقت تستمر جماعة الإخوان الإرهابية في تلفيق أكاذيبها وتحايلاتها ومراوغتها أمام القوات الحكومية الشرعية المدعومة من قبل قوات التحالف العربي، الذي تقوده السعودية.
ويحاول تنظيم الإخوان في اليمن التلوُّن كالحرباء في بياناته حول تحولات المشهد اليمني، وذلك لجعل الفوضى هي سيدة الموقف في مناطق اليمن كافة، وفي مناطق سيطرة الحكومة الشرعية على وجه الخصوص، وهو بذلك حليف استراتجي لجماعة الحوثي، التي جعلت حياة اليمنيين جحيمًا على الصُّعُد كافة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة