عملية تحرير مدينة وميناء الحديدة، تهدف إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق للشعب اليمني
عملية تحرير مدينة وميناء الحديدة من المليشيات الحوثية، والتي سُميت بعملية النصر الذهبي، هي مرحلة جديدة في تحرير اليمن، هي مرحلة بداية النهاية للمليشيات الحوثية. تكمن أهمية عملية تحرير الحديدة التي تقودها القوات المشتركة المكونة من ألوية العمالقة والمقاومة التهامية والمقاومة الوطنية، بإسناد من قوات التحالف العربي، وبمشاركة فاعلة من القوات المسلحة الإماراتية، لتحرير مدينة وميناء الحديدة من قبضة مليشيات جماعة الحوثي الانقلابية الإيرانية، في قطع للشريان الذي يتغذى منه الانقلابيون، وهو ميناء الحديدة، وبالتالي حرمانهم من منفذ تزودهم بالأسلحة الإيرانية المهربة.
الآن وبعد تحرير مطار الحديدة ولم يتبق أمام القوات المشتركة إلا بضعة كيلو مترات للوصول لميناء الحديدة، سيجد الحوثيون أنفسهم مجبرين بالجلوس إلى طاولة الحوار؛ للتباحث حول حفظ ماء الوجه لهم بعد هذه الهزيمة النكراء
الانتصارات الساحقة التي تحققها القوات المشتركة في الحديدة في إطار عملية "النصر الذهبي" التي أطلقها التحالف العربي، استجابة لطلب الحكومة اليمنية الشرعية، فضحت قطر وإيران الساعيتين إلى إنقاذ أداتهما في اليمن مليشيات الحوثي، الموكلة إليها تنفيذ أجندتهما التخريبية والتدميرية في اليمن، حيث اتضح ذلك جلياً من خلال تباكي قطر وإيران، وتهويلهما لخطورة العملية العسكرية الهادفة إلى القضاء على الحوثيين، وتحرير الحديدة، من دون الأخذ في الاعتبار الخطر الجاثم على جسد البلاد منذ أكثر من أربع سنوات، وما تخللها من إشعال الحوثيين الحرب، واجتياحهم عدداً من المحافظات، بينها الحديدة، وتحويل مينائها الاستراتيجي الهام من منفذ مهم لمرور المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني، إلى منفذ للموت يستفيد منه الحوثيون من خلال تهريب الأسلحة الإيرانية، والتحكم في المساعدات، وجني الموارد المالية، والإتاوات لتمويل ما يسمى بـ "المجهود الحربي"، لتدمير وقتل اليمن واليمنيين، وتهديد الملاحة البحرية الدولية، ودول الجوار، وتحديداً السعودية.
وفي المقابل، وفي حقيقة الأمر، فإن عملية تحرير مدينة وميناء الحديدة، تهدف إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق للشعب اليمني عن طريق تحرير ميناء الحديدة، وتأمين الممرات المائية الدولية، وذلك في إطار أھداف عملية (إعادة الأمل)، بما يتماشى مع الأسباب التي دعت إلى التدخل العسكري للتحالف في اليمن، المتمثل في طلب الحكومة الشرعية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة لسنة 2015، خاصة القرار رقم 2216، وكذا جر الانقلابيين إلى طاولة المفاوضات لضمان المضي وفق مسار سياسي والوصول إلى حل سلمي، وإجبارهم على الامتثال للإرادة الوطنية والإقليمية والدولية، ووضع حد لما آلت إليها الحرب من مأساة إنسانية متفاقمة، والخلاص من الكارثة التي حلت بالبلاد والعباد، وألقت بظلالها القاتمة على مختلف الصعد، والمستويات، وقطاعات الحياة.
الآن وبعد تحرير مطار الحديدة ولم يتبق أمام القوات المشتركة إلا بضعة كيلو مترات للوصول لميناء الحديدة، سيجد الحوثيون أنفسهم مجبرين بالجلوس إلى طاولة الحوار؛ للتباحث حول حفظ ماء الوجه لهم بعد هذه الهزيمة النكراء، والاستعداد للتعامل مع المبادرة الأممية بالقبول بها تطبيقًا لقرار مجلس الأمن 2216 وبكل شروطها المذلة لهم، وعلى أساس أنهم حزب سياسي يمني، وليس مليشيات تابعة لإيران. وما عدا ذلك فإن الخيار الوحيد أمامهم سيكون باتجاه الأسوأ والمستقبل الغامض المظلم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة