الحوثي يبطش بنازحي الحديدة.. تجويع وإرهاب لترحيلهم من صنعاء
المليشيا الانقلابية تمنع المعونات عن آلاف النازحين من الحديدة بمدارس صنعاء وتجبرهم على العودة لاستخدامهم كدروع بشرية.
تمارس مليشيا الحوثي الإرهابية ضغوطات واسعة على نازحي محافظة الحديدة الذين فروا إلى المناطق الخاضعة تحت سيطرتهم، لا سيما العاصمة صنعاء، حيث تعيش الأسر وسط حرمان كلي من المعونات الإنسانية.
وبدأت المليشيا الانقلابية بافتعال عراقيل متعمدة أمام المنظمات الإغاثية؛ بهدف تجويع النازحين وإجبارهم على العودة إلى منازلهم الواقعة في مدينة تحيط بها الخنادق والعربات العسكرية.
- مليشيا الحوثي تفجر مدرستين ومشروع مياه في التحيتا
- خنادق الحوثي بالحديدة تعزل السكان وتتلف البنية التحتية
ورفضت ما تعرف بـ"الوحدة التنفيذية" التي خصصتها المليشيا لإدارة مخيمات النازحين في جغرافية سيطرتها العسكرية، منح أية تراخيص للجهات العاملة في العمل الإغاثي تحت حجة ضرورة الإشراف المباشر من قبل عناصر المليشيا.
ووفقا لناشطين تحدثوا لـ"العين الإخبارية"، فقد حرمت المليشيا وهيئتها المختصة بالنازحين نازحي الحديدة ما يزد عن 30 ألف سلة غذائية، قدمت عبر مبادرات مجتمعية تبرع فيها رجال مال ومنظمات دولية ومحلية، وكان جزء منها للنازحين، وماتبقى يتم توزعه لمديريات باجل الكدن والحجيلة، لكن المليشيات رفضت بشكل تام أي تدخل إغاثي بعيد عن الإشراف المباشر لعناصرها.
وقال ناشط في العمل الإغاثي، فضل عدم نشر اسمه، إن عناصر حوثية من جهاز ما يسمى بـ"الأمن الوقائي" الاستخباراتي التابع للمليشيا، وعناصر أخرى من الهيئة الوطنية لم تقم بأي دور سوى النهب وتعمل على تضيق الخناق على نشاط مؤسسات المجتمع المدني.
وأضاف أن عناصر المليشيا الإرهابية تمنع النازحين من النزوح داخل الحديدة وتمنع أي تدخل إغاثي للنازحين الذين كسروا الحوجز المفروضة في محيط وداخل المدينة.
وتعيش المليشيا الحوثية في تخبط إداري واضح بين مدينتي الحديدة وصنعاء، ففي الحديدة افتعلت أزمات معيشية هددت بقاء المدنيين وأجبرت آلاف الأسر لمغادرة منازلها والهروب إلى محافظات مختلفة بالبلاد، وفي صنعاء تحرم الأسر من الإغاثة وتضيق الخناق عليهم بهدف إعادتهم إلى منازلهم واستخدامهم كدروع بشرية.
وذكر ناشط يدير مؤسسة مدنية لـ"العين الإخبارية"، أن الهدف الفعلي للمليشيا في عودة النازحين هي استخدامهم دروع حماية لقواتهم العسكرية داخل الأحياء، وتصر على عودة النازحين بعد انهيار صفوف قواتها في المطار، وفي مدينة التحيتا وتراهن على المدنيين في تمرير طموحتها السياسية.
وسمحت المليشيا أمام عدسة الإعلام لبعض المنظمات بتوزيع بعض السلال الغذائية، إلا أنها استقطعت قدرا كبيرا من السلال الغذائية لصالح ما يسمى بالمجهود الحربي.
ولفت إلى أن رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي المدعو مهدي المشاط وجه إعلاميا بشيك وهمي قدره مليون دولار لنازحي تهامة، فيما وزير ماليتهم المدعو حسين مقبولي لم يصرف ريالاً واحد على الرغم من أنه ينحدر لمنطقة تهامة، إلا أنه يتأمر من تحت الطاولة لإعادة الناجين من الموت إلى الموت الحتمي.
إعلانات كاذبة
وتوجه المليشيا الانقلابية الإرهابية إشاعات نفسية للأهالي الذين نزوحوا بهدف إقناعهم بالعودة، حيث تروج لتطبيع الأوضاع وإبعاد آليتها العسكرية ودفن الخنادق وأن خيار العودة لمنازلهم في مدينة الحديدة أفضل حالا من النزوح، وبثت إعلانا كاذبا عن عن عودة الكهرباء وتوزيع الخبز بشكل مجاني للأهالي الذي تبقوا ورفضوا النزوح.
ومقابل المحاولات الحوثية التي سقط فيها عدد قليل من النازحين، تكثف نشاطها العسكري في حفر الخنادق وقطع الشوراع بالحواجز الإسمنتية والسواتر الترابية وكونتنيرات الشاحنات التي يزيد عددها عن 45 حاجزا، نصبته في أكثر من 10 شوارع رئيسية، إضافة إلى مئات الخنادق والمتارس والتحصينات العسكرية التي استخدمت فيها العبوات الناسفة والمضادة للدروع والألغام الفردية المحرمة دوليا.
ويقول سمير دخن، وهو رب أسرة مكونة من 3 أطفال لـ"العين الإخبارية"، لم أكن أتوقع يوما أن أكون نازحا.. أرغمنا جحيم المليشيات الحوثية بعد قطعها للماء وإغلاق المخابز وإغلاق المحلات التجارية والشركات والمؤسسات وأصبحت الحديدة مدينة أشباح.. مسلحو الحوثي وآلياتهم تنتشر في كل مكان حتى في المساجد ودور العبادات".
وأضاف: "اعتقلتني نقطة أمنية للحوثيين في منطقة بني مطر، أحد مداخل العاصمة صنعاء، مع أفراد أسرتي بحجة عدم وجود هوية شخصية لدي، وأفرجت عني بعد مضي أكثر من 18 ساعة بعد أن أصيب طفلي الرضيع بالحمى وإخوته بنزلات البرد، بسبب عدم تكيفهم مع مناخ صنعاء شديد البرودة والمغاير تماما لمناخ الحديدة الحار".
وأشار إلى أنه يفكر بالعودة إلى منزله، ليس لأن الوضع أفضل ولكن حياة التشرد والنزوح تحت سيطرة الحوثيين صعبة، ولا تعني للنازح غير موت بطيء بالجوع والبرد والعري.