جنودنا البواسل في الحدود الجنوبية يذيقون المتسللين والمتربصين الذين يحاولون النيل من الكيان الكبير عقوبة التعدي والتحدي
من يتابع أقوال وتحركات الحوثيين منذ بداياتها يدرك أن وراءهم من يدفعهم ويمدهم بما يمكنهم من التحرك والوصول إلى غاية ضبابية مغلفة بمقاصد يراد منها التوغل في العمق اليمني للاستيلاء عليه ومن ثم التحرك نحو الجار لتنفيذ إملاءات جاءت متوافقة مع معتقده.
ولما انجلى الأمر برزت الوجوه التي تعلن ولاءها لعدو العرب الفارسي الذي منذ عقود وهو يتحرك ويوجه ويمد بالمال والسلاح لكل من انضوى تحت عقيدته الممتدة منذ عقود والرامية إلى إحياء (الصفوية) وما سبقها من اعتقادات في مقدمتها العداء للعرب, والتاريخ يشهد بمواقف الفرس المستمرة, والمتوجهة إلى العمل لكسب المرتزقة وشذاذ الآفاق والمنافقين بإغرائهم بالمواعيد التي توهمهم بأنها ستجعل منهم إذا ما نفذوا أجندتها قادرين على السيطرة على المنطقة والتمدد إلى ما هو أبعد, وكان ما حصل من المتمردين الحوثيين الممولين من الملالي بالمال والسلاح, والتدخل الفارسي السافر في اليمن واختراقه بالعدة والمرتزقة والمدربين الإيرانيين والجنود الذين يساندون ويرسمون خارطة الطريق الحوثية.
وعندما بدأت عاصفة الحزم والتحالف التي استبقت وصدت المبيَّت في الحد الجنوبي وقهرت التمرد الحوثي الفارسي, ورعاع المخلوع علي صالح, مُساندة الشرعية التي تمكنت بمساعدة التحالف من نزع واستعادة جنوب اليمن والتوجه شماله, وما لقيته الشرعية من تأييد دولي قامت إعادة الأمل, وهي تواصل الدعم وتساند الشرعية, وجنودنا البواسل في الحدود الجنوبية يذيقون المتسللين والمتربصين الذين يحاولون النيل من الكيان الكبير عقوبة التعدي والتحدي ويكبدونهم الخسائر في الأرواح والعتاد الذي تمدهم به إيران, وما تشدق به من هو بمثابة البوق للحوثيين العملاء من أن صواريخهم تستطيع أن تصل إلى أي بقعة في دول الجوار وما بعد الجوار, إنما يتحدث عن السلاح الإيراني الذي تزودهم به دولة (الفرس) التي متى ما أحسّت بأن حراكاً وتململاً في الداخل وخشية قيام الشعب بالإطاحة بالملالي الذين استحوذوا على كل مقدرات البلد وهمشوا المصالح والتنمية والتطوير مبددين الأموال على التآمر والدَّس وإيقاد نيران الْفِتن في المنطقة, ازدادوا وتدخلوا في الحركات الداخلية في دول (الخريف العربي) وما يمكنهم من أن يجدوا أذناباً وخونة يغرونهم بالمال وبما هو محال لكون ما تعانيه إيران في الداخل هو خشية تحرك الشعب الذي سلب كل مقدراته, فالفقر والمرض وتفشي المخدرات بين الشباب بمباركة ممن يدَّعُون الإصلاح, فيَحْشونَ إعلامهم بالدعايات والأكاذيب, بأنهم يعملون في صالح الأمة الإسلامية, وأن هدفهم سحق اليهود وإبادة الكيان الصهيوني ومسح إسرائيل من الوجود, وما يحدث هو العكس بل هي من أعَانَ إسرائيل ومهَّد لها أن تبني قوتها وأن تضرب في العمق الفلسطيني والسوري واللبناني, وها هي اليوم تتوجه لقطر, لهدف توسيع الشق والانشقاق وتحمي الإرهابيين الذين طالما حمتهم وغذَّتهم وسمَّنتهم ومازالت تحتويهم وتَدَّخرهم للمزيد من التخريب.
إيران الممول الرئيس للحوثيين تواجه اليوم التحرك الأميركي الذي يريد تهميش الاتفاق النووي الذي تتشدق به (الدولة الفارسية) باعتبارها مساوية للمشاركين في المباحثات التي امتدت طوال مدة رئاسة أوباما الرخوة, وحلمت بأنها قوة عظمى.
إيران الممول الرئيس للحوثيين تواجه اليوم التحرك الأميركي الذي يريد تهميش الاتفاق النووي الذي تتشدق به (الدولة الفارسية) باعتبارها مساوية للمشاركين في المباحثات التي امتدت طوال مدة رئاسة أوباما الرخوة, وحلمت بأنها قوة عظمى, والواقع أنها على موعد من الانهيار والتفكك بسبب إهمال الداخل وعدم مراعاة المواطن الذي يريد أن يعيش بسلام وأمن, لا أن يكون تحت تصرف العمائم التي بالغت في تهميشه وأتخمته بالوعود التي استمرت ما يقارب الأربعة عقود, ومضت السنون لا شيء حدث له منها مطلقاً.
نقلا عن "الرياض"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة