عزلة الحوثي الدولية.. هل تعزز موقف الحكومة اليمنية؟

عزلة غير مسبوقة وجد الحوثيون أنفسهم فيها، بعد أن طالت العقوبات الأمريكية قادة جناحهم السياسي، ليضاف ذلك إلى قائمة متزايدة من الضغوط الدولية، والتي جعلت من المليشيات كيانًا منبوذًا عالميًا.
هذه العزلة السياسية تعزز موقف الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، وتفتح أمامها آفاقًا جديدة لاستعادة زمام المبادرة. ومع انهيار الموارد المالية للحوثيين تحت وطأة العقوبات، تبدو الفرصة مواتية أكثر من أي وقت مضى لإنهاء الانقلاب واستعادة المسار الديمقراطي.
وأدرجت واشنطن، الثلاثاء الماضي، 7 قيادات في الجناح السياسي لمليشيات الحوثي في قائمة الإرهاب بالإضافة لقيادي ميداني كان يعمل في التجنيد وتوليد الأموال لتسليح المليشيات.
ولاحقا، توقعت مصادر دبلوماسية وسياسية انتقال الوفد المفاوض للحوثيين برئاسة محمد عبدالسلام، هذا الأسبوع إلى طهران إثر العقوبات الأمريكية على الجناح السياسي للمليشيات وسريان تصنيف الجماعة منظمة إرهابية أجنبية.
عزلة وقطيعة
وقال رئيس مركز جهود للدراسات في اليمن، عبدالستار الشميري، إن «هناك انعكاسات وتأثيرات محتملة من إدراج قادة المليشيات على قوائم الإرهاب، بداية أنها سوف تؤثر على طبيعة التعامل السياسي الدولي مع الحوثي، حيث ستكون معزولة سياسياً».
وأضاف الشميري في حديث لـ«العين الإخبارية»، أن هذه العقوبات على الجناح السياسي تعني «قطيعة دولية ضد الحوثي، وقد توصل إليها المجتمع الدولي بعد أن رفضت المليشيات كل مقترحات السلام، وتصعيدها العسكري في اليمن والبحر الأحمر».
وأشار الباحث والسياسي الشميري إلى أن «عقوبات الخزانة الأمريكية الجديدة تؤكد أن عملية السلام التي كانت تقف لصالح المليشيات الحوثية قد انتهت وباتت غير مجدية مع هذه الجماعة».
وأوضح أن «هذه العقوبات لقادة المليشيات السياسية والميدانية ستعزز موقف الحكومة اليمنية إذا أرادت أن تفعل شيئا، وأن جماعة الحوثي الآن ومواردها المالية في أشد حالاتها من الانهيار، في الوقت الذي يحتاج فيه هذا إلى جهد كبير من الحكومة لاستغلال قرار التصنيف الأمريكي».
مسار ديمقراطي
وبحسب الأكاديمي والمحلل السياسي اليمني الدكتور محمود البكاري، فإن إدراج القيادات الحوثية في قائمة العقوبات، يكمن في إنهاء الانقلاب، قائلا: «ما يهمنا كيمنيين هو تنفيذها وأن تؤدي هذه الإجراءات الأمريكية إلى استعادة الشرعية الدستورية وانهاء الانقلاب ومعالجة المشكلة من جذورها».
وأضاف البكاري في تصريحات لـ«العين الإخبارية»، أنه «بعد دخول القرار الأمريكي حيز التنفيذ، بإدراج القيادات الحوثية على قوائم الإرهاب، يجب أن يضطلع المجتمع الدولي بدوره في استعادة المسار الديمقراطي الناشئ في اليمن».
وأكد أن «اليمن يعد من بلدان الديمقراطيات الناشئة التي يفترض أن تحظى بدعم دولي وإقليمي جاد وحقيقي وليس مجرد اتخاذ قرارات ومواقف كردود فعل لتحقيق مصالح معينة».
وكانت العقوبات الأمريكية، قد شملت قيادات الصف الأول في الجانب السياسي للمليشيات الحوثية، منهم محمد عبدالسلام ومساعده إسحاق المروني ونائبه عبدالملك العجري، وكذا رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط، والقيادي النافذ محمد علي الحوثي.
aXA6IDMuMTM4LjEwNS4zNCA= جزيرة ام اند امز