بيع النفط بأنبوب "صافر" .. مخطط حوثي لتدمير بنية اليمن التحتية
الحكومة الشرعية تحذر من مخطط الانقلابيين لتفجير الأنبوب وسياسات النهب المنظم للمال العام.
يوماً بعد الآخر تواصل مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران مشروعها الهمجي لتدمير البنية التحتية باليمن وتفكيكها وبيعها واحداً تلو الآخر تلبية لنزوة الثراء المليشياوية الطارئة المجبولة على التعبئة والتحشيد و شراء الذمم، مقابل انهيار مشاريع تمثل العصب الرئيسي ليمن مابعد الحرب.
وفي سياق البربرية الحوثية التي لاتعي مقومات الدولة وضرورة المحافظة على بنيتها التحتية، أصبح أنبوب النفط الممتد من حقول "صافر" بمحافظة مأرب، شرقي البلاد، إلى خزانات "رأس عيسى" الواقعة على البحر الأحمر، غربي اليمن، الهدف القادم للمليشيات الحوثية، التي تخطط لبيع النفط الخام الخفيف، الذي ضخ في شرايينه من حقول مأرب الخاضعة للشرعية.
ويبلغ طول الأنبوب الممتد من المناطق الخاضعة للحكومة في مأرب، إلى البحر الأحمر، 470 كيلومترا، وتمر أجزاء واسعة منه في المناطق الخاضعة للانقلابيين بمحافظة الحديدة الساحلية.
و تقدر كمية النفط الخام المجمدة في الأنبوب بنحو 600 ألف برميل، من خام "برنت بلس" الذي يصنف من أفضل الأنواع في العالم ، ويمتاز بإرتفاع سعره عن بقية الأصناف وفقا لمصادر حكومية تحدثت لـ" العين الإخبارية".
ونظرا لأن النفط لا يزال "خام"، فقد قررت مليشيا الحوثي، بيع المتواجد في الأنبوب عبر الاتحاد التعاوني الزراعي، من أجل تسويقه للمضخات الزراعية التي تمتلك محركات تعمل بالنفط الخام فقط، والمصانع التي تعمل بالمازوت بشكل مباشر دون تصفية.
تدمير الأنبوب للحصول على إيرادات
توقف إنتاج النفط من حقول مأرب شرقي اليمن منذ بداية الانقلاب قبل أكثر من 3 أعوام، إلا أن شركة "صافر"، كانت تضخ بين الحين والآخر، كميات منه عبر الأنبوب للمحافظة عليه من الصدأ والتهالك، وفقا لمصادر حكومية.
وفي أبريل/ نيسان من العام الماضي، قامت مليشيات الحوثي بتجربة لتفجير أنبوب النفط لبيع ما بداخله، في مديرية "باجل" بمحافظة الحديدة، إلا أن نتائج العملية كانت كارثية، ليلقى العشرات مصرعهم بعد اشتعال النيران بكثافة في موقع التفجير.
وذكرت المصادر لـ" العين الإخبارية"، أن مليشيات الحوثي، ستوكل هذه المره عملية استخراج النفط من الأنبوب للجهات التي ستقوم بالشراء منهم، حيث سيتم عمل ثقوب كبيرة في الأنبوب النفطي لاستخراج الخام مباشرة بطريقة يدوية.
ويعد أنبوب "صافر" من أهم مشاريع البنية التحتية التي تحققت لليمن خلال العقود المنصرمة، ويمثل أحد أبرز مصادر الدخل القومي بـ 70 % من ميزانية الدولة كل عام.
وحسب مصادر حكومية، ستجني مليشيات الحوثي أرباحا خيالية من وراء الاعتداء على الأنبوب يمكن أن تبلغ ما يقدر بـ 45 مليون دولار، من بيع 600 ألف برميل.
قلق حكومي
و أعربت الحكومة الشرعية على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، عن قلقها من مخاطر المخطط الحوثي لبيع النفط الخام الخفيف من خط الأنبوب عبر الاتحاد التعاوني الزراعي، واعتبرته نهباً منظماً للمال العام.
وفي تصريحات نقلتها وكالة "سبأ" الرسمية الجمعة، حذر المسؤول اليمني من الاعتداء على الأنبوب، لافتا إلى أنه سيؤدي إلى اهلاك خط الأنبوب فكميات النفط التي تجري خلاله تمثل صمام الأمان للخط الناقل وباختفائها تهترئ مكوناته.
وقال الإرياني، إن مجاميع مسلحة تابعة للمليشيات الانقلابية اقتحمت محطة تخفيف الضغط على خط أنبوب "صافر" بمنطقة رأس عيسى في الحديدة، وقامت بطرد موظفي الشركة واختطاف3 منهم واقتيادهم لجهة مجهولة، ونهب محتويات المحطة توطئة للبدء بعملية شفط النفط الخام .
وطالب خبراء نفطيون الحكومة الشرعية بعدم الاكتفاء بإصدار بيان يندد بالمخطط الحوثي، و التحرك سريعا عبر المجتمع الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي للضغط على المليشيات الانقلابية لوقف بيع النفط الخام في مناطق سيطرتهم وعدم تدمير البنية التحتية للبلاد.
وأكد خبراء في وزارة النفط اليمنية لـ" العين الإخبارية"، أن تدمير الحوثيين للأنبوب، سيجلب لهم ملايين الدولارات، لكنه سيكلف اليمن أحد أبرز المنجزات والتي لا يمكن تعويضها في حال توقف الحرب، ولو بمليارات الدولارات.
aXA6IDMuMTI5LjQyLjE5OCA=
جزيرة ام اند امز