"زنابيل".. عنصرية الحوثي في شهادات أسراها
![أسرى حوثيون لدى القوات اليمنية المشتركة](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2021/5/11/145-172130-yemen-houthis-zanabeel-testimonies-prisoners_700x400.jpg)
عنصرية مليشيا الحوثي لم تقتصر على خصومها وإنما لفح لهيبها مقاتليها ممن ترفض إدراج أسمائهم بقوائم تبادل الأسرى ومصرة على تجاهلهم.
آمال ووعود وهمية تطلقها المليشيا الانقلابية يوميا لتخدير أسرهم وقبائلهم، وأعوام تطوى تباعا دون تجسيد، ليتأكد هؤلاء المسلحون من حقيقة واحدة مفادها أنهم "زنابيل" هامشيون مهما قدموا من خدمات عسكرية للمتمردين المدعومين إيرانيا.
و"الزنابيل" أي وعاء، هو وصف عنصري مخزٍ تطلقه مليشيا الحوثي على أبناء قبائل اليمن لتمييزهم لدى تجنيدهم واستقطابهم إلى صفوفها عن المقاتلين السلالين المزعومين بـ"النسل المقدس" أو "القناديل" الذين يشكلون 5% من إجمالي الشعب اليمني.
وطيلة الأعوام الماضية، برز مفهوم "الزنابيل" و"القناديل" بنحو لافت عبر وسائل الإعلام محليا ودوليا، في مصطلحات سلطت الضوء على تمييز الحوثي بين المسحلين بالجبهات وحتى في المقابر، لكن محنة الأسرى الأكثر بشاعة للعنصرية ظلت خارج الاهتمام الإعلامي.
وبثت المقاومة المشتركة بالساحل الغربي لليمن عددا من الشهادات المرئية للمسلحين الحوثيين الذين تم أسرهم بجبهات القتال، وذلك لفضح اتهامات وجهها كبار قيادة المليشيات لها بتعذيب الأسرى حتى الموت.
كما أطلقت مبادرة إنسانية عبر إبلاغ لجنة الصليب الأحمر الدولي باليمن استعدادها إطلاق كافة الأسرى لديها وتسليمهم، وفقاً لمبدأ الكل مقابل الكل.
وقال قائد المقاومة الوطنية عميد ركن طارق صالح، إنه أبلغ "الصليب الأحمر الدولي استعداد القوات المشتركة تسليم كافة الأسرى اليوم قبل الغد، ودون أي شروط سوى التزام حوثي بنفس الاجراء وإطلاق الكل مقابل الكل".
وأوضح، في تغريدة عبر موقع تويتر، اطلعت عليها "العين الإخبارية"، أن هذه المبادرة تأتي بهدف أن يقضي كل أسير ومخفي قسرا عيده بين أفراد عائلته.
بشاعة العنصرية
شهادات عكست مستوى الالتزام الإنساني والأخلاقي للمقاومة اليمنية بدعم من التحالف بقيادة السعودية تجاه الأسرى من ظروف رعاية متكاملة، لكنها في الوقت نفسه أبرزت مدى عنصرية مليشيا الحوثي التي لا تكترث بمدى معاناة عائلاتهم بعد أن زجتهم بهم في محارق موت حتمي.
وإحدى هذه الشهادات للقيادي في مليشيا الحوثي وهو ضابط برتبة عقيد يدعى محمد الحاضري، والذي وقع في قبضة قوات المقاومة المشتركة عام 2018، أثناء عملية تحرير محافظة الحديدة (غرب)، لكن المليشيا لم تدرجه حتى اليوم ضمن قوائم تبادل الأسرى.
وأقر القيادي الأسير بأنه كان من رفاق كبار قيادات الصف الأول العسكرية للحوثي، أبرزهم القيادي المدرج على لائحة الإرهاب الأمريكية مؤخرا أحمد الحمزي، والقيادين محمد القاسمي وحميد رزق، إذ اشتكاهم تنكر المليشيات لتضحياته وناشدهم تحريره من الأسر.
وفي شهادة مرئية تابعتها "العين الإخبارية"، اشتكى الأسير الحاضري من تمييز وعنصرية وانتقاء مريع تعتمده المليشيات الحوثية في الإفراج عن المقاتلين "القناديل"، فقط وتجاهل الآخرين إشارة لـ"الزنابيل" والتي لا تعتمد حتى على مبدأ الأولوية.
وقال: "حتى اليوم، لم يدرج اسمي بقوائم الأسرى، وقد تعرضت للإصابة في الرأس وتم علاجي، لكن ورغم المعاملة الحسنة، نريد رؤية أطفالنا وأسرنا".
ودعا الأسير الحاضري زعيم المليشيا الانقلابية الإرهابي عبدالملك الحوثي -باعتباره المسؤول الأكبر عن دفع المغرر بهم لجبهات القتال - إلى اعتماد مبدأ "الكل مقابل الكل"، في تبادل الأسرى كونها قضية إنسانية.
كما طالب أسرته وقبيلته، في اتصال هاتفي، بالضغط على مؤسسة الأسرى الحوثية والتي تتخذ من "سعوان" بصنعاء مقرا لها، لإدراج أسمائهم ضمن أسرى الحرب.
وعود وهمية
ولا يعتبر الحاضري الوحيد الذي يشتكي من عنصرية الحوثي، فالأسير عبده حزام غانم، من أبناء مديرية الحيمة الخارجية بصنعاء، أقر صراحة بأن مليشيا الحوثي تعقد صفقات انتقائية لتحرير أسرى لم يمضوا في الأسر سوى مدة قصيرة.
واعترف الأسير الحوثي في شهادته التي تابعتها "العين الإخبارية"، بأن مليشيا الحوثي جندته في 2015، وشارك بخدمة الانقلاب في العديد من النقاط الأمنية والمعسكرات والجبهات حتى وقع في الأسر بالساحل الغربي قبل أكثر من عامين.
ودعا الأسير قبائل الحيمة بصنعاء إلى النظر في قضية الأسرى بسبب عبث الحوثيين، داعيا إلى ضرورة التبادل الكل مقابل الكل أو حسب أقدمية الأسر وليس انتقاء أشخاص معينين.
كما طالب، خلال اتصال هاتفي، أسرته بإبلاغ قادة الحوثي بمتابعة حالته وضمه إلى كشوفات الأسرى بدل البحث عن حجج وأعذار لعائلاتهم.
وأكدت أسرة غانم، خلال ذات الاتصال، أن المليشيا تبيع لهم الوهم والوعود الزائفة، فرغم زعمها إدراج اسم ابنها إلا أنها لا تلتزم بكشوفات الأسرى، وتذهب لانتقاء عناصر معينة.
وفضحت بقية شهادات الأسرى الحوثيين لدى القوات المشتركة كذب قيادات المليشيا المتواصل، واستغلالها قضية الأسرى للابتزاز السياسي في وقت تعرقل فيه تحقيق مبدأ الكل مقابل الكل بموجب اتفاق ستوكهولم الموقع في 2018.
وفي شهاداتهم، أعرب الأسرى عن استياء شديد من تخلي قيادة المليشيا المدعومة إيرانيا عنهم لأعوام، ورفضها مبادلتهم بمختطفين وأسرى لديها، وانتقائيتها لبعض الأسرى دون بعض، بعد أن رمتهم في الجبهات غير مكترثة بمآسي عائلاتهم التي تعاني غيابهم.
ومنذ الانقلاب الحوثي، أسرت القوات المشتركة والجيش اليمني والمقاومة الجنوبية بدعم من التحالف العربي الآلاف من صفوف مليشيا الحوثي.
ورغم مقايضة المليشيا بالمدنيين في معتقلاتها والمخفيين قسرا لمبادلة أفرادها وقادتها العسكرية، لم تكن أكثر من صفقات عنصرية بشعة تتم بشكل انتقائي بما فيها أكبر صفقة لتبادل الأسرى والمعتقلين التي جرت آخر العام الماضي برعاية الأمم المتحدة.
aXA6IDMuMTQxLjMwLjIyMiA=
جزيرة ام اند امز