الإرهاب الحوثي يفخخ مدارس الأطفال بـ"ثقافة الموت والتطرف"
مليشيا الحوثي تحرض أطفال اليمن على العنف والقتل من خلال العديد من الفعاليات التي تستهدف صناعة ملايين المتطرفين والإرهابيين.
كثّف المجتمع الدولي من تحركاته بهدف إحلال السلام في اليمن وإيقاف الحرب التي أشعلها الانقلاب الحوثي قبل 4 سنوات، لكن المليشيا الحوثية تسابق الزمن من أجل استغلال فترة سيطرتها على صنعاء وعدد من المحافظات، من أجل تحقيق هدف واحد وهو تدمير عقول الأجيال المقبلة.
وخلال الأيام الماضية، ضاعف الحوثيون من أنشطتهم التحريضية الهدامة وبالأخص لدى طلاب المدارس ورياض الأطفال، بهدف تلغيم عقولهم وتزييف هويتهم ومعتقداتهم على أمل أن يصنعوا منهم قنابل موقوتة، تهدد حاضر ومستقبل البلد والمنطقة بشكل عام.
وبدأت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران التركيز بشكل أكبر على الأطفال، طمعاً في تشكيل هويات ومعتقدات لا تؤمن سوى بالعنف والقتل، لدى هذا الجيل الذي يمثل نواة المستقبل، وبما يخدم أجنداتهم ومشاريعهم التخريبية، ما يؤكد حقيقة نواياهم في تهديد السلم الاجتماعي ونسف كل الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار والسلام، وفقا لمراقبين.
وبالإضافة إلى التعديلات الخطيرة التي أدخلتها في المناهج الدراسية، فرضت مليشيا الحوثي الإرهابية مؤخرا على جميع المدارس بمناطق سيطرتها إقامة فعاليات وإذاعات مدرسية بالتزامن مع إحياء ما تسميه "يوم الشهيد"، الذي تحتفي فيه بقتلاها في جبهات القتال.
فعاليات يغلب عليها الطابع الطائفي ومحاولة غرس "ثقافة الموت" لدى الأطفال، على غرار ما تفعله التنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة في بعض الدول.
تحريض على العنف والقتل
مصادر محلية في صنعاء أكدت لـ"العين الإخبارية" أن المليشيا الحوثية استهدفت أيضا وبشكل مركز مدارس البنات والمعاهد الحرفية المتخصصة لتعليم الفتيات بفعاليات ومحاضرات مشابهة لحثهن على الدفع بأشقائهن إلى جبهات القتال وتنمية ما يسمونه "الثقافة الجهادية" باعتبارهن أمهات المستقبل، وعلى عاتقهن تقع مسؤولية غرس هذه الثقافة في عقول الأجيال القادمة.
وفي أحدث تقليعاتها، أصدرت مليشيا الحوثي مجلة دورية تعنى بالأطفال تحت اسم "جهاد"، يتم توزيعها في رياض الأطفال والمدارس الابتدائية، معتمدة على رسوم الكاريكاتير التي تحرض على العنف والقتل، وتؤسس لثقافة متطرفة.
وتداول ناشطون يمنيون في مواقع التواصل الاجتماعي صورا ورسومات للمجلة المدعومة من قبل ما تسمى مؤسسة الهادي الثقافية التي تتلقى دعماً سخياً -إلى جانب مؤسسة الشهيد وشبكة الفرقان- من عدد من الحوزات في العراق ولبنان ودول أوروبية، تصل إلى 3 ملايين دولار سنويا، حسبما أكدت مصادر خاصة لـ"العين الإخبارية".
سلوك التنظيمات المتطرفة
وعلى غرار التنظيمات الإرهابية المتطرفة، تحرص ما تسمى "مؤسسة الهادي الثقافية" على تقديم نفسها دون حرج أو مداراة عبر موقعها الرسمي على الشبكة العنكبوتية بوصفها مؤسسة ثقافية دينية تعمل على تنمية "الروح الجهادية" من خلال أنشطة توعوية وتعبوية.
أسماء محمد، الأكاديمية والباحثة المتخصصة في علم النفس الاجتماعي، أعربت عن قلقها من تلك الممارسات الحوثية، محذرة في الوقت ذاته من خطورة استمرار المليشيا في استهداف عقول الأطفال اليمنيين.
وقالت، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن التعديلات في المناهج الدراسية والعمل على إصدار مثل هذه المجلات التي تخاطب الأطفال ما دون الـ12 سنة، بوسائل ممنهجة كالرسوم الكاريكاتيرية في محاولة منها لتفخيخ العقول بالعنف وثقافة القتل والتطرف والإرهاب عبر تشكيل وعي خاطئ ومغلوط ما هو إلا تأكيد جديد على أن هناك مخططا كبيرا يسعى لتأسيس مراحل قادمة وطويلة من القتال والحروب.
وأكدت الأكاديمية اليمنية أن مليشيا الحوثي الإجرامية تسعى من وراء تلك الممارسات لتحويل رياض ومدارس الأطفال في اليمن إلى معامل لصناعة إرهابيين مستقبليين، مؤدلجين ومعجونين بثقافة الموت وكراهية الآخرين، خدمة للمشروع الإيراني التدميري في المنطقة، وهذا أمر مقلق ستكون له تداعيات خطيرة ستتجاوز حدود اليمن دون شك.
من جهته، حذر وزير الإعلام معمر الإرياني من المخاطر المستقبلية المترتبة على عبث مليشيا الحوثي المدعومة من إيران بالعملية التعليمية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
وأكد وزير الإعلام، في تصريح نقلته وكالة سبأ الرسمية، أن مليشيا الحوثي حولت رياض ومدارس الأطفال في العاصمة صنعاء التي ظلت لعقود وقرون مدينة السلام والتعايش والتسامح إلى أوكار للاستقطاب ومعامل إنتاج طلاب مؤدلجين بثقافة الموت وكراهية الآخر.
وأكدت تقارير رسمية لمنظمات محلية ودولية، في وقت سابق، انتهاك الحوثيين للقوانين الدولية الخاصة بحقوق وحماية الطفل، وذلك بتجنيد أكثر من 20 ألف طفل يمني تم الزج بهم إلى جبهات القتال المشتعلة خلال السنوات الأربع الأخيرة.