قطع الحوثيين للإنترنت يحاصر محدودي الدخل في الحديدة اليمنية
مليشيا الحوثي قطعت خدمة الإنترنت عن الحديدة اليمنية بشكل كامل في 11 أبريل الجاري، بعد أقل من شهر على إعادته.
وضعت إبتسام لمساتها الأخيرة على قالب حلوى يحوي رسوماً وأحرف نُقشت حسب الطلب وبدأت بتصويره لعرضه على مواقع التواصل الاجتماعي التي تستغلها للترويج عن منتجاتها، لكن الشابة اليمنية فوجئت بقطع الحوثيين خدمة الإنترنت عن مدينتها بشكل كامل.
تقطن "إبتسام عايش" في مدينة الحديدة غربي اليمن، ومنذ أن توقف راتب زوجها الموظف في مؤسسة حكومية، لجأت لصناعة الحلوى والمشغولات اليدوية وبيعها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف إعالة أسرتها المكونة من 3 أولاد.
وقطعت مليشيا الحوثي خدمة الإنترنت عن مدينة الحديدة بشكل كامل في الحادي عشر من أبريل/نيسان الجاري، وذلك عبر السنترال المركزي بصنعاء، بعد أقل من شهر على إعادته، عقب انقطاع دام قرابة 5 أشهر.
وترفض مليشيا الحوثي تنفيذ اتفاق ستوكهولم الذي توصلت إليه مع الحكومة في الفترة 6-13 ديسمبر/ كانون الماضي، وقضى بوقف إطلاق النار وانسحاب مليشيا الحوثي الانقلابية من مدينة وموانئ الحديدة.
تضييق الخناق على اليمنيين
لجأت الشركات التجارية الكبرى إلى الاشتراك بخدمة الإنترنت الفضائي عالي الكلفة للتغلب على العزلة التي فرضها الحوثيون، لكن آلاف اليمنيين، ومنهم "إبتسام عايش"، كانوا ضحايا جدد للإجراءات الحوثية التي تهدف حسب خبراء إلى حجب المعلومة والحقائق عما يدور داخل مدينة الحديدة من قمع وانتهاكات.
تقول إبتسام لـ"العين الإخبارية" إن مشغولاتها في الوقت الراهن تمثل مصدر الدخل الأساسي لأسرتها، لكن بعد قطع خدمة الإنترنت عن مدينة الحديدة، تضاءل المردود المادي، وتفاقمت الصعوبات في تسويق المنتجات.
وأشارت الشابة اليمنية إلى أن الظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها مدينة الحديدة جراء سيطرة الحوثيين وقطع المرتبات، جعل آلاف الأسر تضطر للبحث عن مصادر دخل بديلة، أغلبها تعتمد على الإنترنت.
شل حركة المصارف
وتقول إحصائيات أممية إن أكبر نسبة فقر باليمن تتركز في محافظة الحديدة الساحلية التي يعتمد غالبية سكانها على مهنة الصيد، فيما كان البعض يعمل لدى شركات وبيوت تجارية تعطلت منذ اجتياح الحوثيين للمدينة أواخر ديسمبر/كانون الأول 2014.
واعتبر الناشط الحقوقي اليمني خالد عايش أن قطع الحوثيين للإنترنت، يقضي على ما تبقى من مظاهر الحياة، خصوصاً مع توقف شركات الصرافة.
وقال عايش، وهو رئيس الملتقى الوطني لحقوق الإنسان في الحديدة لـ"العين الإخبارية": "مع توقف معظم الأعمال التجارية جراء عسكرة الحوثي للمدينة، أصبح غالبية الناس يعتمدون بشكل مباشر على الحوالات المالية التي يبعثها أقاربهم، لكن إغلاق محلات الصرافة بسبب عدم وجود خدمة الإنترنت، أنهى أبرز مظاهر الحياة".
ووفقاً لخبراء اقتصاديين، فإن نسبة ما تبقى من حجم الحركة التجارية في مدينة الحديدة لا يتجاوز 10%، خصوصاً في ظل تزايد الاستحداثات العسكرية لمليشيا الحوثي بحفر الخنادق وقطع الطرقات ونصب المتارس والحواجز، وسط الشوارع العامة والأحياء السكنية.
خسائر بملايين الريالات
مصدر في مؤسسة الاتصالات اليمنية، كشف لـ"العين الإخبارية" أن قطع خدمة الإنترنت عن مدينة الحديدة من قبل المليشيا الحوثية تسبب بخسائر مادية تجاوزت 900 مليون ريال يمني خلال 5 أشهر.
وأشار المصدر، إلى أن القطاع التجاري والخاص تكبد هو الآخر خسائر بمئات الملايين، جراء قطع الإنترنت، فيما فقد مئات الموظفين أعمالهم، أو تضرروا بصورة كبيرة.
وتسبب إيقاف الإنترنت في عزل مدينة الحديدة عن العالم، وعدم قدرة اليمنيين على التواصل مع العالم الخارجي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، للتخفيف من معاناتهم في ظل نزوح العديد من أهاليهم خارج المدينة.
aXA6IDE4LjIyNC43My4xMjQg جزيرة ام اند امز