هذه المليشيا الإيرانية أكدت، وتؤكد لليمنيين والعالم، أنها لا يمكن أن تكون شريكاً في تحقيق السلام، ويرجع ذلك إلى كونها فاقدة لقرارها.
بعد اتفاق السويد تفاءل اليمنيون بحل سياسي شامل في كل اليمن، ولكن مليشيات الحوثي عادت إلى لعبتها المفضلة، المتمثلة في التنصل من اتفاقيات السلام، ليكون اتفاق السويد إضافة لسلسلة الانقلابات والنكث بالعهود، وهذه هي السياسة التي تنتهجها المليشيا الحوثية من سالف عصرها حتى اليوم، فمنذ بداية الأزمة اليمنية سعت لتعطيل كل جولات التفاوض، وأعاقت كل تحركات الأمم المتحدة الرامية لتحقيق التسوية، وانقلبت على كل الاتفاقيات والمعاهدات.
هذه المليشيا الإيرانية أكدت، وتؤكد لليمنيين والعالم، أنها لا يمكن أن تكون شريكاً في تحقيق السلام، ويرجع ذلك إلى كونها فاقدة لقرارها، بالإضافة إلى أنها ترى أن تحقيق مصالحها يمر عبر ارتكاب مزيد من الجرائم بحق الشعب اليمني
مئات الخروقات التي قامت بها المليشيات، ويقومون بها منذ البدء في تطبيق اتفاق السويد، وآخرها مسرحية انسحابهم من ميناء الحديدة، فالميناء سُلِّم لعناصر تابعة لمليشيا الحوثي ترتدي الزي الرسمي لقوات خفر السواحل، في حين أن اتفاق الحديدة نص على أن قوات الأمن المحلية هي المسؤولة عن أمن المدينة والموانئ، وهي قوات تابعة للحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دوليا. كما رفضوا فتح الطرقات والحواجز للسماح للعمليات الإغاثية، في دليل واضح على استخفافهم بمعاناة اليمنيين، ويماطلون بخصوص ملف الأسرى والمعتقلين، ليؤكدوا للمجتمع الدولي أنهم ليسوا جادين في اختبارات السلام، وأن ما يملكونه فقط هو خيار الفوضى والحرب.
هذه المليشيا الإيرانية أكدت، وتؤكد لليمنيين والعالم، أنها لا يمكن أن تكون شريكاً في تحقيق السلام، ويرجع ذلك إلى كونها فاقدة لقرارها، بالإضافة إلى أنها ترى أن تحقيق مصالحها يمر عبر ارتكاب مزيد من الجرائم بحق الشعب اليمني؛ لذلك فإن الرهان بشكل مطلق على عقلانية المليشيات وإمكانية دفعها نحو السلام ليس خياراً واقعياً بالنظر إلى السجل الأسود الحافل بالانقلاب على الاتفاقات والتمرد على الإرادة الدولية من خلال الارتهان لمشروعات خارجية تستهدف أمن وسلامة المنطقة برمتها.
ومن يعتقد أنها ستنسحب سلمياً من الحديدة أو غيرها فهو يغالط نفسه، ولن تنسحب من الحديدة وغيرها إلا بالمنطق الذي تفهمه وهو قوة السلاح.
منذ بداية الأزمة اليمنية والجميع يتابع تلاعب الحوثيين وتردد المجتمع الدولي في ممارسة الضغط عليهم، وهو ما شجعهم على الاستمرار في غيهم ورفضهم للسلام، وما يتضح اليوم أمام أعين المراقبين أن هذا التردد صب في تأخر تنفيذ الاتفاق بما يخدم الانقلابيين ويشرعن وجود وسيطرة المليشيا على الحديدة، والتعامل معهم كسلطة أمر واقع في بقية المناطق التي يوجدون فيها بقوة السلاح. لذلك لا حل للأزمة اليمنية إلا بكسر مليشيا الحوثي عسكرياً ووصول قوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي إلى تخوم صنعاء، وتحرير ما تبقى من الحديدة وتعز والبيضاء، وما سوى ذلك فهو مضيعة للوقت، وتكرار جديد لفشل مشاورات واتفاقيات سابقة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة