"اليمن الآن".. معرض فوتوغرافي لحكاية جرح نازف ينتظر الأمل
معاناة أبناء اليمن تختصرها صور فوتوغرافية بمعرض "اليمن الآن" في حديقة الشهيد بالكويت
من مسحة الحزن التي تلف بعض بقاع شرقنا الدامي ثمة حكايات كثيرة عن حياة بسيطة هادئة لأشخاص عاديين في "اليمن السعيد" لم تسعفهم أزمة بلادهم لينعموا بها، بل انقلبت هذه الصورة الكبيرة لتحكي انزواء حياة شيئا فشيئا بسبب الحرب، لكن رغم ذلك الألم فإن الأمل والحب مازالا حاضرين.
هي ليست قصة فيلم درامي أو تراجيدي، بل حقيقة معاناة أبناء اليمن التي تختصرها صور فوتوغرافية حفلت بها أروقة معرض "اليمن الآن" الذي افتتح مساء أمس الثلاثاء، في حديقة الشهيد بالكويت، والذي يضم صورا عن اليمن وأهله التقطتها عدسات 3 مصورين في هذا البلد العربي الأصيل.
يستمر المعرض لمدة 3 أيام، حيث يعرض في اليوم الثاني فيلما تحت عنوان (يمنيات) ليكون مكملا لموضوع الصور في المعرض، كما ستتم في اليوم الثالث إقامة ندوة للمصورين للحديث عن تجربتهم في اليمن.
ولم يكتف المصوران الكويتيان سامي الرميان وهدى العبدالمغني، والمصورة الأمريكية اليكس بوتر، بتصوير الأحداث في اليمن وما يعانيه شعبه وسط الحرب الأهلية والفقر، بل دفعتهم إنسانيتهم إلى عرض تلك المعاناة أمام الملأ ليوصلوا آهات وأنات أهل اليمن إلى العالم، وقد وصلت معاناة هؤلاء إلى أشقائهم في الكويت من خلال هذا المعرض الذي قدمه المصورون الثلاثة في صور مرئية موثقة جعلت المشاهد يتعمق بتلك الصور ليرى بعينه كلام الصور ويسمعها بقلبه.
المصور الكويتي سامي الرميان عرض صورا لأطفال اليمن في المخيمات وحال النساء والرجال في تلك المخيمات، وكتب أمام كل صورة قصة حكاها من هم في الصور عن مشاعر وحال ورغبة وأمل، فهناك صورة لرجل أمام الخيمة التي يسكنها في مخيم اللاجئين اليمنيين في ابخ جيبوتي في يوليو 2015 كتب (6:14 صباحا هنا حين تشرق الشمس يكون من غير الممكن الاستمرار في النوم).
وفي صورة لابن ال14 سنة إبراهيم حسن ديني، التقطها المصور سامي الرميان في المخيم، حيث قال إبراهيم للمصور "ابتدت الحرب بينما كنت استعد للاختبارت النهائية في الصف التاسع.. راحت سنة دراسية من عمري ".
أما اللقطة للصبي مختار علي عمره 10 سنوات، من المخا، فملح البحر يعلو كل جسده وملابسه حيث وصل الليلة التي سبقت التصوير بحرا من عدن، وحين صوره سامي كان مختار لا يزال يجول في المخيم مع والدته بحثا عن خيمة لتكون سكنا لهما في مخيم اللاجئين بينما والده كان لا يزال في اليمن .
وقد عرض المصور سامي عدة صور أخرى لكل منها صوت يمني أراد سامي أن يوصله للعالم، وقال إن اللاجئين اليمنيين يعيشون وسط ظلام دامس في مخيم جيبوتي حيث لا توجد كهرباء مع عدم إمكانية تشغيل أي جهاز كهربائي أو جهاز تبريد أو مروحة.
وبين سامي أن هذا كان حالهم قبل أن تزود مجموعة من الجمعيات الخيرية الكويتية مخيم اللاجئين في ابخ جيبوتي بمولد كهربائي ضخم مع تركيب 50 كشافا لإضاءة المخيم وتزويد الخيام باحتياج اللاجئين من الكهرباء.
وأكد الجهد الكبير الذي تبذله الكويت من أجل مساعدة اليمن واللاجئين اليمنيين في الصومال وجيبوتي، والمساعدات التي يقدمها الهلال الأحمر الكويتي وجمعية العون والمباشر ومؤسسة الرحمة العالمية والجمعية الكويتية للاغاثة والكثير من المؤسسات لليمنيين .
وعن الصعوبات التي واجهها سامي، أفاد بأنه ذهب لمخيم اللاجئين مرتين الأولى بداية شهر يوليو الماضي، والثانية آخر ذلك الشهر، حيث الطقس لا يختلف عن الكويت، وعانى هو واللاجئون حرارة الجو في ظل غياب وسائل التبريد والكهرباء مبينا أن رحلته الثانية صادفت شهر رمضان المبارك ورغم الظروف كان اللاجئون صياما.