الصالح.. مدينة سكنية باليمن حولها الحوثي لمجمع سجون
مدينة الصالح حولها الانقلاب إلى مجمع لمعتقلات حوثية مختلفة حيث يقبع بداخلها آلاف المختطفين والمخفيين قسريا والأسرى.
مدينة الصالح السكنية باليمن، كان يتمنى غالبية الشباب والموظفين تمّلك شقق خاصة بها، لكن بعد أن سيطرت عليها مليشيات الحوثي عقب اجتياح مدينة تعز اليمنية قبل أكثر من 3 أعوام، تحولت إلى واحدة من أكبر المعتقلات الخاصة بالانقلابيين، ومجرد النظر إليها من بعيد يثير الرعب.
وتعود تسمية المدينة إلى الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي وجه بإنشائها قبل 10 أعوام، بهدف توفير شقق سكنية للشباب وذوي الدخل المحدود، بمبالغ رمزية يتم تقسيطها على مدار سنوات طويلة.
وفيما كان الشباب، قبيل الانقلاب الحوثي، يتسابقون على حجز شقق خاصة بداخلها، باتت المدينة السكنية التي تحتوي في مرحلتها الأولى 860 شقة، مجمعا لمعتقلات حوثية مختلفة، يقبع بداخلها آلاف المختطفين والمخفيين قسريا وأسرى الحرب.
وتقع مدينة "الصالح" في منطقة "الحوبان" شرقي مدينة تعز اليمنية، وهي الرقعة الجغرافية التي مازالت في قبضة الانقلابيين منذ اجتياح المدينة في 21 مارس/ آذار 2015.
وتتخذ المليشيا من المجمع السكني مقرا لقياداتها العسكرية والسياسية في مدينة تعز، بالإضافة إلى استخدام ما تبقى من المدينة كمعتقلات لإخفاء كافة المعارضين لها.
وقالت مصادر لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيا الحوثي الانقلابية، استحدثت أيضا في إحدى المباني السكنية كمقر لنشر أفكارها الطائفية، وإقامة دورات خاصة للمختطفين والشباب المغرر بهم، حيث تعزلهم عن أسرهم على مدى شهر واحد، ثم تفرج عنهم بعد تلقيهم دروسا مكثفة في الثقافة الطائفية، وتزج بهم في جبهات القتال.
وتختلف درجات المعتقلات الحوثية داخل المدينة السكنية، فخلافا للسجون الخاصة بأسرى الحرب، تمتلك المليشيا الحوثية سجنا خاصا بالمعارضين لها والموالين للحكومة الشرعية والتحالف العربي، وهو الأكثر وحشية وظلمة.
ووفقا لمصادر، يتواجد في تلك السجون معتقلون ومختفون قسريا منذ عدة سنوات، وبداخله يتم استخدام أبشع أساليب التعذيب في حق المختطفين.
وقال أحد المفرج عنهم من مدينة الصالح لـ" العين الإخبارية"، إن آلاف المعتقلين يقبعون في سجون المدينة، من مختلف المحافظات، وأن المليشيا تنشر أسلحة متوسطة في أوساط المباني لجر التحالف العربي لاستهدافها جويا، لكن مقاتلات التحالف لم تستهدفها منذ 3 أعوام بسبب وجود آلاف المدنيين بداخلها.
وأضاف أن "غالبية المعتقلين والمخفيين قسريا في مدينة الصالح ليسوا متهمين، ويتم اختطافهم من حواجز التفتيش التابعة للانقلابيين في أطراف المدينة، وسجنهم لسنوات، بمجرد أن يجدوا في هاتفهم أي صورة أو مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي تناهض الانقلاب فقط".
المعتقلون بسجون الحوثي.. تعذيب وأجساد مشلولة
وأشار المعتقل السابق، إلى أن القائمين على معتقل الصالح قيادات حوثية بارزة، تم استدعاؤها من عمران وحجة وصعدة، وتتخذ من المختطفين مادة للثراء وابتزاز الناس، لافتا إلى أنه تم الإفراج عنه بعد أن دفع مبلغ 500 ألف ريال يمني، (ما يعادل 1000 دولار أمريكي)، وهناك مواطنون يدفعون مبالغ تصل إلى مليون ريال ومليونين.
ولفت المعتقل السابق، إلى أن المليشيا وخلافا للتعذيب الوحشي والممنهج، تمنع الطعام عن المختطفين وتكتفي بمنحهم وجبة واحدة في اليوم، وأن بعض المعتقلين كانوا يلجأون إلى أكل الأوراق في منتصف الليالي نظرا لشدة الجوع الذي يحل بهم.