مدى تأثر الاقتصاد اليمني بالحرب الروسية الأوكرانية.. خبيران يجيبان
كغيره من دول العالم، تأثر اليمن بأزمات الدول الكبرى وحروبها التي تُلقي بظلالها على كافة المجالات الحياتية.
ولعل المجال المعيشي والاقتصادي هو ما يؤرق اليمنيين، بسبب حرب أوكرانيا وروسيا المندلعة منذ أيام، والتي تلاها عقوبات اقتصادية أوروبية وأمريكية على موسكو، وتوقف صادرات أوكرانيا إلى العالم، ومنها إلى اليمن.
واليمن من مستوردي سلع غذائية وأساسية عديدة من أوكرانيا، سواءً عبر مؤسسات تجارية يمنية أو عبر المنظمات الإغاثية التي توزعها على النازحين والمتأثرين من حرب مليشيات الحوثي في اليمن.
وبحسب خبراء اقتصاد في اليمن، هناك مخاطر اقتصادية ومعيشية تحدق بالمواطن اليمني البسيط جراء استمرار هذه الحرب، رغم تشكيك البعض في وجود تأثير مباشر على اليمن بسبب حرب أوكرانيا.
مخاطر اقتصادية
قال الإعلامي اليمني المختص في الشأن الاقتصادي، ماجد الداعري: "إن كل بنوك العالم واقتصاديات الدول ستتأثر بالحرب الأوكرانية الروسية، خاصة في ظل عقوبات أمريكية أوروبية غير مسبوقة مفروضة على روسيا، ومقاطعة صادراتها والتعاملات التجارية معها، ومنها اليمن".
وأضاف الداعرين في تصريحٍ لـ"العين الإخبارية"، أن تأثير التحرك العسكري ضد أوكرانيا وعلى صادراتها من القمح والزيوت التي تعتمد عليها اليمن، وعلى القمح الروسي أيضا بنسبة تصل إلى 25 %، إضافة إلى أن عزل البنوك الروسية عن النظام المالي العالمي للتحويلات (سويفت) سيضر بالتدفقات المالية وتوازن السوق النقدي.
وأكد أن كل ذلك يعني وجود تأثير سيصل إلى اليمن، وإن كان بنسب أقل من سواها مقارنةً بالدول التي تعتمد على التبادل التجاري المالي والتعاملات المصرفية المباشرة مع البنوك الروسية.
وتابع: "بكل تأكيد ستكون هناك مخاطر محدقة بشركة "سويفت" من حيث أمان النظام المهدد من "الهاكرز" وقراصنة الحرب السبرانية الروسية؛ بسبب عزل البنوك الروسية وإخراجها من النظام لأول مرة".
وأشار الداعري، في حديثه إلى أن هذا سيضر بالتحويلات المالية التجارية الدولية للبنوك اليمنية، وقد يصل إلى إيقاف الواردات الغذائية من القمح والشعير والزيت والحبوب ومواد والنفط ومواد غذائية عدة، في حال تعطيل أو اختراق نظام سويفت.
زاختلف مع ما سبق أستاذ الاقتصاد بجامعة تعز اليمنية، والخبير في الشأن الاقتصادي، الدكتور محمد قحطان، الذي أشار إلى أن اليمن لا تربطه علاقات اقتصادية ذات قيمة مع روسيا وأوكرانيا.
وقال الدكتور قحطان لـ"العين الإخبارية": إن الحرب القائمة بين موسكو وكييف لن يكون لها أي أثر على الإقتصاد اليمني، حيث ينبغي العلم "أن الإقتصاد اليمني أصلاً منهار ومثل هذه الحرب يمكن اعتبارها هامشية بالنسبة لليمن، الذي يعاني من حرب مستمرة منذ 8 سنوات تقريبا".
وحول تأثر اليمن بانقطاع المواد الإغاثية التي تقوم المنظمات الإنسانية باستيرادها من أوكرانيا، بما نسبته 30 % من إجمالي مواد الإغاثة، أكد الأستاذ الجامعي أن "المساعدات التي تأتي من الغرب، من أوكرانيا وغيرها من الدول تذهب للمجهود الحربي الحوثي، وإطالة أمد الحرب وليس لها قيمة على مستوى الأمن الغذائي أو الاقتصادي لليمنيين".
واختتم الدكتور محمد قحطان، تصريحه لـ"العين الإخبارية" بالإشارة إلى أنه إذا توقفت الواردات الإغاثية من أوكرانيا "فيمكن استبدالها وشراءها من أسواق غربية أخرى.
aXA6IDMuMTQ5LjI5Ljk4IA== جزيرة ام اند امز