صالح يغادر صنعاء بلا عودة.. الساعات الأخيرة لضحية غدر الحوثي-إيران
لا أحد كان يتوقع أن النهاية ستكون بالمأساوية التي جرت عليها بالفعل.
مع أن مطلعين على الشأن اليمني لم يستبعدوا -على ضوء الاشتباكات الدائرة مؤخرا بين المليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس السابق المغدور به علي عبدالله صالح- تصفية الأخير، إلا أن لا أحد كان يتوقع أن النهاية ستكون بالمأساوية التي جرت عليها بالفعل.
عشرات الرصاصات تخترق رأس صالح وجسده لتفجر دماغه وتصبغ ثيابه ومحيطه بألوان دم قانية شبيهة بتلك التي لم تفارق صنعاء منذ سقوطها بأيدي المليشيات الحوثية في 2014.
صالح الذي تداولت اليوم وسائل الإعلام حول العالم، نقلا عن مصادر بحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده، نبأ إعدامه رميا بالرصاص إثر توقيف موكبه قرب صنعاء بينما كان في طريقه إلى مسقط رأسه بمديرية سنحان جنوب العاصم، هز العالم بموته.
مشهد بشع لرحيل الرجل يأتي في وقت باتت فيه صنعاء قاب قوسين أو أدنى من عودتها إلى المظلة العربية، وتخليصها من هيمنة المليشيات المدعومة من إيران، وعقب تصريحات صالح السبت الماضي، التي دعا فيها التحالف العربي إلى فتح صفحة جديدة مع دول الجوار.
تصريحات شكّلت إعلانا لا رجعة فيه عن فضّ الشراكة مع حلفاء الأمس (الحوثيين)، ودفعت بقوة نحو سيناريو بشع يضاف إلى صندوق الإنسانية الأسود.
في الحرب السابعة.. صالح يرحل
رحل صالح ليغيب نهائيا من المشهد السياسي في بلاده الذي لم يفارقه حتى عقب تنحيه من السلطة عام 2012، مقابل حصوله على الحصانة.
تقلد رئاسة بلاده في 1978 إثر مقتل سلفه أحمد الغشمي، قبل أن يؤسس في 1982 حزب المؤتمر الشعبي العام الذي قاده حتى مقتله.
وخلال الفترة الفاصلة بين 2004 و2010، قاد صالح حملات عسكرية ضد الحوثيين في صعدة، قبل أن يجد نفسه، عامين على ذلك، مجبرا على عقد تحالف الضرورة مع عدو الأمس.
تحالف شهد الكثير من الاهتزازات، وفي كل مرة كان الحوثيون يلوحون فيها بتصفية صالح، إما بشكل ضمني أو مباشر، لإرغامه على القبول بالأحكام التي تفرضها موازين القوى بالمدينة.
غير أن الوضع انفجر الأربعاء الماضي عقب محاولة الحوثيين السيطرة على جامع "الصالح" الخاضع لقوات صالح، جنوب صنعاء، قبل أن تبسط المليشيات سيطرتها عليه.
وفي الساعات الماضية تصاعدت حدة الهجمات التي يشنها الحوثيون، مستخدمين الصواريخ والدبابات، قبل اقتحام منزل صالح جنوب المدينة وتفجيره، في نهاية المعركة السابعة بين حليفي الأمس.
وبانحسار الحلول أمامه، اضطر صالح لمغادرة صنعاء، غير أنّ الحوثيين اعترضوا موكبه أثناء توجهه إلى مديرية سنحان حيث ولد في مارس/آذار 1942، وأعدموه رميا بالرصاص.
معركة دخلها صالح مراهنا هذه المرة على تغيير تكتيكي في علاقاته بالتحالف العربي وبدول الجوار عموما، ما كان ربما سيسمح بدحر نهائي للحوثيين، غير أن الموت لم يمهله كثيرا لربح الرهان، تاركا المدينة مرتعا للمليشيات الحوثية، ولسيناريوهات يصعب التكهن بها في خضم التشابك الراهن للمستجد بالمدينة.