لا يجد الحوثي بديلا عن صنع انتصارات خرافية يعجز عن تصديقها عاقل، وتتداولها الجزيرة القطرية لتكشف عن مدى انحطاط تنظيم الحمدين.
أن يزعم الحوثي للمرة الثانية هذا العام استهدافه مطارات دولية في دولة الإمارات العربية المتحدة بنوع من البروباغاندا الإرهابية غير المنطقية دليل على تبنيه منهجية "الإرهاب الوهمي"، كأسلوب للرد على الخسائر المتتالية التي تلقتها المليشيات الإرهابية على يد أبطال التحالف العربي وقوات المقاومة اليمنية وبالأخص ألوية العمالقة، التي تشكل رأس الحربة وعلى أيديهم جميعا بدأ يتقهقر المشروع الإيراني.
سيكرر الحوثي هذا التكتيك، متقمصاً دور الفأر الذي يحاول هدم الجبل، ولا يعي هذا الفأر أن العالم اليوم يختلف كثيراً عن كهوف صعدة التي جاء منها، فالإعلام الرقمي اليوم تكفل بنقل الحقيقة قبل الإعلام الرسمي، وأسلوب تصديق الشائعة ليس ممكناً في دولة كسبت أجهزتها الرسمية رصيداً عالياً من الثقة والشفافية
في الأيام القليلة الماضية التي سبقت هذا الهجوم المزعوم خسر الحوثي مجموعة من قياديي عصاباته على جبهات مختلفة، بعمليات مختلفة من أسلحة نوعية أو غارات جوية نفذها صقور التحالف، ومع تكرار الفشل اليومي في استهداف المملكة العربية السعودية بالصواريخ الباليستية عشوائية نتيجة يقظة سلاح الدفاع الجوي السعودي، لا يجد الحوثي بديلاً عن صنع مثل هذه الانتصارات الخرافية التي يعجز عن تصديقها عاقل، وتتداولها الجزيرة القطرية لتكشف لمتابعيها فضلاً عن منتقديها عن مدى الانحطاط الذي وصل إليه تنظيم الحمدين في خيانته للعرب.
هذا الإرهاب الوهمي ليس وليد اللحظة وقد مارسته المنظمات الإرهابية سابقاً، وكلنا يتذكر رسائل الجمرة الخبيثة التي كانت صرعة الإرهابيين بعد أحداث ١١ سبتمبر، وتبين أن أغلب هذه الرسائل ليست سوى مسحوق بودرة عادية، مثلها ادعاءات تنظيم القاعدة بتفخيخ رحلات جوية معينة أو ملاعب كرة قدم ومحطات قطارات وغيرها لمجرد إطلاق إنذارات كاذبة، هذا الوهم عمل إرهابي رخيص وإن لم يشكل خطراً مباشراً أو لم ينتج عنه ضحايا، يهدف بشكل مباشر إلى ادعاء القوة وتشتيت الانتباه ومحاولة إرهاق أجهزة مكافحة الإرهاب.
الإرهاب الوهمي لا يحقق أي انتصار استراتيجي للحوثي، بل على العكس من ذلك فهو يدل على انفلات الانضباط خصوصاً في المنظمات ذات الهيكل التنظيمي الهرمي، فادعاء استهداف المطارات المدنية يبين للعالم أن الحوثي ومن خلفه إيران تتبنى الإيديولوجية العنيفة التي تستهدف المدنيين ولا تفرق بين الهدف العسكري والمدني، كما تضر بمصداقية أبواق الحوثي وقنواته الإعلامية المنفصلة عن الواقع، فهو بمثل هذا الادعاء يستخف بعقول أتباعه الانقلابيين، ويجعل منهم ومن نفسه مثاراً للسخرية والاستهزاء.
سيكرر الحوثي هذا التكتيك، متقمصاً دور الفأر الذي يحاول هدم الجبل، ولا يعي هذا الفأر أن العالم اليوم يختلف كثيراً عن كهوف صعدة التي جاء منها، فالإعلام الرقمي اليوم تكفل بنقل الحقيقة قبل الإعلام الرسمي، وأسلوب تصديق الشائعة ليس ممكناً في دولة كسبت أجهزتها الرسمية رصيداً عالياً من الثقة والشفافية، ويتحلى مواطنوها والمقيمين فيها بإحساس عالٍ من الوعي والمسؤولية ودرجة من المصداقية لا تعرفها الجزيرة التي كانت أبشع المنبوذين في جوقة الحوثي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة