مبادرة السعودية في عيون الشارع اليمني: "طوق نجاة"
عكست آراء الشارع اليمني تجاه المبادرة السعودية تفاؤلا واسع النطاق وأمنيات بأن يعم السلام في البلد الغارق في الحرب منذ أواخر 2014.
ورغم إيمان وثقة الشعب اليمني بدور التحالف العربي بقيادة السعودية، في سعيهم الحثيث للسلام، فإنهم يشككون في نوايا مليشيا الحوثي على دعم هذه الجهود؛ نظرًا لسجلهم الحافل في تفخيخ فرص السلام منذ 17 عاما، بالإضافة إلى نهجهم في تكريس ثقافة الموت والقتل والدمار وتقديس الحرب.
واعتبر مواطنون يمنيون في لقاءات منفصلة مع "العين الإخبارية"، المبادرة السعودية أنها "جاءت في مرحلة مفصلية من عمر الحرب"، لتجاوز الأوضاع الإنسانية التي تسبب بها الانقلاب الحوثي، منذ 6 أعوام مضت.
ويرى المواطن أحمد بورجي، من أهالي محافظة الحديدة، أن توقيت المبادرة السعودية جاء كانفراجة طال انتظارها في الأزمة اليمنية، لا سيما عقب تصعيد المليشيات انتهاكاتها وممارساتها ضد المدنيين الأبرياء.
وتحدث المواطن اليمني لـ"العين الإخبارية" أن هذه المبادرة تبعت عديدا من المبادرات التي أطلقتها وأعلنتها جهات دولية وأممية، بالإضافة إلى شخصيات سياسية ومعنيين، غير أنها لم تجد قبولاً لدى مليشيا الحوثي.
وقال إن المبادرة السعودية تأتي في مرحلة مفصلية من أعوام الحرب لإيقاف التدهور الإنساني الذي قادتنا إليه المليشيات الانقلابية، لذا يمكننا أن نطلق عليها "المبادرة الإنسانية".
وأضاف أن المبادرة تخدم المجتمع اليمني، وتساهم في فتح مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة؛ لتحقيق أهداف إنسانية بحتة؛ من أجل استقرار اليمن وإنهاء الأزمة.
وأعرب بورجي عن أمله بأن تلقى مبادرة الأشقاء السعوديين قبولاً من الحوثيين، بعد أن رحبت بها الحكومة اليمنية وكل الأطراف السياسية، حتى يتم تجاوز الوضع الكارثي في البلاد.
طوق نجاة
من جانبه، رأى المواطن اليمني علي المساوي، أن المبادرة السعودية هي "طوق نجاة" وبمثابة فرصة أخيرة بالنسبة للحوثيين، الذين ما فتئوا يرفضون المبادرة تلو الأخرى.
واعتبر لـ"العين الإخبارية" أن التوافق الجماعي من قبل كل الأطراف على هذه المبادرة سيمثل "انفراجة كبيرة" للأزمة والحرب اليمنية؛ لأن إيرادات الدولة من ميناء الحديدة ستصب في مصلحة اليمنيين لدفع مرتبات موظفي الدولة.
ويعتقد المساوي أن هذه المبادرة هي "مبادرة محورية" بالنسبة للسعودية وللحكومة اليمنية، أما بالنسبة لمليشيا الحوثي، فإن فوّتت الفرصة فستواجه مصيرًا ليس في صالحها ولا يحمد عقباه.
فيما أكد المواطن اليمني محمود سعيد، أحد سكان مدينة الخوخة جنوبي الحديدة، ترحيب اليمنيين بالمبادرة السعودية، التي تمهّد عملية إيقاف الصراع، وبالتالي توقف معاناة الإنسان اليمني الذي اشتدت آلامه ومعاناته بسبب استمرار هذه الحرب التي طالت كثيرًا.
وأشار سعيد لـ"العين الإخبارية" إلى تفاؤل اليمنيين بفتح مطار صنعاء الدولي واستئناف رحلاته، في حال تم تنفيذ المبادرة، بالإضافة إلى إعادة استقبال ميناء الحديدة للسفن الإغاثية والنفطية والتجارية، لتجاوز المحنة الإنسانية، وتوظيف إيراداته في مواجهة تداعيات الحرب.
ودعا المواطن اليمني مليشيا الحوثي إلى الالتزام بمبادرة السعودية، والتعامل معها بجدية؛ حتى تنتهي معاناة الناس في اليمن، بسبب الحرب التي فرضها انقلابها الغاشم.