شبوة اليمنية تستعرض إرثها الحضاري بفعاليات مميزة (صور)
على مدار 3 أيام، تستعرض محافظة شبوة اليمنية إرثها الحضاري العريق، في فعاليات مميزة يحتضنها المهرجان السنوي الرابع للتراث والفنون.
وتحت شعار "شبوة أصالة، حضارة، وتاريخ"، بدأت الثلاثاء، فعاليات المهرجان بنسخته الرابعة والتي ينظمها مكتب وزارة الثقافة في شبوة في فعاليات تعكس تاريخ الموروث الشعبي والفني والثقافي للمحافظة الغنية بالنفط والغاز.
ويضم المهرجان جناحا لقرية تراثية شبوانية، ومعارض للموروث الشعبي، والصور الفوتوغرافية، والكتب والفنون التشكيلية، والمنتجات والحرف اليدوية، والمأكولات الشعبية، وغيرها من صور الموروث الشعبي الزاخر.
كما شملت عروض المهرجان الأهازيج والزوامل والرقصات الشعبية المعبرة عن الموروث الثقافي الشبواني، وكذا عروض للخيول والهجن الأصيلة، وعروض لبعض زهرات شبوة بالإضافة إلى صباحية شعرية وسمرة شبوانية على إيقاع الأغنيات الشعبية لـ"أرض العوالق".
متحف تاريخي
وتعد شبوة متحفاً تاريخياً يشهد على موطن الحضارات القديمة أبرزها القتبانية والأوسانية والحضرمية واليزنية والتي تركت خلفها مدناً وقرى وسدوداً ونقوشاً وقنوات لا تزال شاهدة على عراقة حضارة عاصمة حضرموت حتى اليوم.
في شبوة سُنّ أول قانون تجاري متخصص بتنظيم العلاقات التجارية وكان ذلك في "هجر كحلان" الواقعة في عسيلان، حيث أصدر الملك "هلال شمر آل يداع" في القرن الثاني قبل الميلاد، قانوناً تجارياً يتألف من 12 مادة وتطرق إلى تنظيم التجارة في سوق شمر بدولة قتبان، واختتم هذا القانون بقوله "ليدعم كل ملك هذا القانون"، وفق مؤرخون.
وفي افتتاح فعاليات المهرجان، أكد محافظ شبوة عوض بن الوزير أهمية وضرورة الحفاظ على الموروث الشعبي المتميز في المحافظة من قبل الجميع، مبدياً استعداد سلطاته لدعم ومساعدة الجهود التي تبذل في هذا الاتجاه وتقديم التسهيلات اللازمة لها.
في السياق، قال مدير مكتب الثقافة في محافظة شبوة، فيصل البعسي، إن المهرجان السنوي للتراث والفنون في شبوة يعد تقليداً سنوياً يقيمه مكتب الثقافة بالمحافظة برعاية من محافظ المحافظة الشيخ عوض بن الوزير، ويقام في حاضرة شبوة "عتق".
وبحسب المسؤول اليمني في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، فإن المهرجان يستهدف التعريف بتراث وفنون محافظة شبوة وإبداعات أبناء المحافظة، فضلاً عن كونه يعكس صورة عن العمق الثقافي والإرث الحضاري الشبواني العريق.
وأشار البعسي إلى التاريخ الشبواني العريق الذي يتجسد في كون المحافظة كانت موطناً لـ3 حضارات من أصل 5 حضارات قامت في جنوب الجزيرة العربية وهي حضرموت وقتبان وأوسان.
كما أن إقامة المهرجان تعكس حالة الأمن والاستقرار والتنمية الذي تتمتع به محافظة شبوة تحت قيادة المحافظ عوض بن الوزير رغم الظروف التي تمر بها البلاد عامة.
الموروث يحصن المجتمع
يلعب التاريخ الحضاري اليمني دوراً مهماً منذ عشرات السنين في توحيد الوجدان وربط النسيج المجتمعي. وهذا ما أكده مدير ثقافة شبوة خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن المهرجان استهدف استعراض موروث شبوة العريق والذي يظهر وحدة الموروث الثقافي ويجسد ويحصن وحدة النسيج الاجتماعي.
وتوقع البعسي أن يبلغ عدد الزائرين لمعارض وأركان المهرجان لهذا العام أكثر من 20 ألف زائر من المحافظة وخارجها، حيث يقدر عدد الحضور في اليوم الأول يوم الافتتاح بأكثر من 3 آلاف للمهرجان إضافة إلى زوار بالآلاف للمعارض والأركان والذين ضاقت بهم أقسام وقاعات مركز الشاعر "يسلم بن علي الثقافي" من بعد الاحتفال الكرنفالي إلى منتصف ليل البارحة.
وأشار إلى أنه بشهادة الجميع وبشهادة كبار الزوار المختصين فقد قدمت فعاليات المهرجان وأركانه ومعارضه إرث محافظة شبوة الفني والثقافي والتاريخي وأظهرت مدى غزارته وتنوعه في أجمل صورة وبطرق علمية حديثة.
وأكد تميز شبوة بتعدد وتنوع مخزونها الحضاري والتاريخي وغزارة موروثها الثقافي وذلك رغم عدم حصوله على حقه من الاهتمام والدراسة والبحوث، وهو ما يحاول المهرجان إظهار عينات متنوعة منه ومن مختلف مديريات المحافظة بما يظهر وحدة الموروث الثقافي ويجسد وحدة النسيج الاجتماعي.