يمنيون يصنعون الفارق لجرحى الحرب والمعاقين.. الإنتاج فورا
خلال السنوات الأخيرة تزايدت أعداد المدنيين في اليمن ممن فقدوا أطرافهم وأجزاءً من أجسادهم، إما بسبب الحرب أو لأسباب أخرى.
وهذا الواقع مثل مشكلة مجتمعية وإنسانية، دفعت المنظمات الدولية وجهات محلية يمنية إلى التحرك لإيجاد حلٍ لهذه المعضلة.
فكان أن ابتكرت تلك الجهات حلولا إبداعية بأيادٍ يمنية مدفوعة بدعم دولي، هدفها الأساسي تعويض من فقدوا أطرافهم بأطراف صناعية بديلة، مصنوعةً محليا وبأدواتٍ متاحة وبطرق مبتكرة وإبداعية.
الحديث هنا عن مركز ومعمل "عيادة الكراسي والأطراف الصناعية والادماج الاجتماعي"، الذي افتتح قبل نحو شهر في عدن، بدعم اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
منتجات
"عيادة الكراسي" أو معمل الأطراف الصناعية بدء فعليا منذ منتصف أغسطس/آب الجاري، بإنتاج مخرجات نوعية وذات احتياج للمستهدفين.
وتجسد ذلك في صناعة أول كرسي خاص يتم إنتاجه بعد افتتاح معمل الكراسي، عبر حرفيين يمنيين محترفين في هذا المجال.
الكرسي الذي مثل باكورة إنتاجات المعمل، كان خاصا لطفل معاق يبلغ من العمر 13 ربيعا، ينتمي لجمعية ذوي الاحتياجات الخاصة.
وبحسب القائمين على المعمل، فقد كان الكرسي مناسبا للطفل، الأمر الذي يبشر بأن المعمل أو "عيادة الكراسي"، ستكون بمثابة الأمل الذي ينتظره آلاف الجرحى والمعاقين في اليمن.
طموح وإبداع
المعمل أو كما يحب القائمون عليه تسميته "بعيادة الكراسي" يأتي ضمن توجه إبداعي لإنتاج الكراسي وبدائل للأطراف الصناعية وفق الاحتياج الذي يريده الأشخاص ممن فقدوت أطرافهم أو أحدها، أو لا يقوون على تحريكها.
المعمل احتضنه مركز التأهيل المهني لذوي الاحتياجات الخاصة بمديرية المنصورة، وهو مركز يحتضن الكثير من المحتاجين لمثل هذه التدخلات الإنسانية.
وينشط المعمل في صناعة منتجاته تحت قيادة مدير مركز الأطراف الصناعية عبدالله القيسي، المختص في مجال العلاج الطبيعي، وبمشاركة حرفيين متخصصين لا ينقصهم الإبداع ومهارة الابتكار، بما يتناسب والحالات المحتاجة.
البداية والافتتاح
لم يمر وقت طويل على افتتاح المعمل من قبل مسئولين محليين في محافظة عدن ووزارة الشئون الاجتماعية، والسلطة المحلية بمديرية المنصورة، حتى بدأ في عملية الإنتاج.
فقد افتتح المعمل في يوليو/تموز الماضي، وها هو بعد أقل من شهر ينجح في تصنيع منتجات ملائمة للجرحى والمصابين وذوي الاحتياجات الخاصة.
ووفق القائمين على معمل عيادة الكراسي المتحركة والعكاكيز، فإنه المشروع الأول من نوعه في مدينة عدن، ويأتي بناءً على احتياجات إنسانية ومجتمعية كبيرة.
خدمات نفسية واجتماعية
ولم تقتصر خدمات معمل عيادة الكراسي المتحركة، على إنتاج الأدوات والعكاكيز والكراسي، بل أن خدماته تعدت ذلك لتشمل جوانب نفسية واجتماعية.
وبحسب القائمين عليه فإن المعمل يهدف إلى توفير خدمات التنقل على الكراسي المتحركة، ويقدم خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي.
بالإضافة إلى دعم أنشطة الإدماج الاجتماعي، مثل الرياضة والإدماج الاقتصادي للأشخاص ذوي الإعاقات الجسدية.
يذكر أن تنفيذ المشروع جاء بعد إبرام مركز التأهيل المهني مذكرة تفاهم مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر مؤخرًا، تضمنت مساعدة شاملة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة؛ عبر تقديم خدمة الكراسي المتحركة والدمج الاجتماعي.