خبراء يمنيون: تعنت مليشيا الحوثي يجعل اتفاق ستوكهولم "حبرا على ورق"
خبراء يؤكدون أن التعنت الحوثي يهدد استمرار اتفاق الحديدة ويضع جهود السلام الأممية أمام امتحان صعب ويجعل من الحسم العسكري أمرا ضروريا
اعتبر خبراء يمنيون اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة اليمنية مجرد حبر على ورق مع دخوله الشهر الخامس دون تحقيق أي نتائج إيجابية، بسبب مماطلة ومراوغة مليشيا الحوثي في تنفيذ الاتفاق.
وتراوغ مليشيا الحوثي الانقلابية في تنفيذ الاتفاق الذي ترعاه الأمم المتحدة، واليومان الماضيان أكد عبدالملك الحوثي موقف المليشيا المتعنت والرافض للسلام من خطة الحديدة، بتفسيره بما يحلو لهم، كاشفا استحالة تنفيذه من قبل الانقلابيين.
وتصر مليشيا الحوثي على تفسير بنود اتفاق ستوكهولم لمصلحتها، بزعم أن خطة إعادة الانتشار تنص على أن تبقى موانئ الحديدة تتبع المليشيا في صنعاء إداريا وفنيا، في إعلان شبه رسمي لرفض الاتفاق كما جاء على لسان الحوثي.
ويرى مراقبون أن التعنت الحوثي يهدد استمرار الاتفاق الخاص بالحديدة، ويضع جهود السلام الدولية والأممية أمام امتحان صعب، ما يجعل من عودة المعارك أمراً ضرورياً واضطرارياً لإيقاف العبث الحوثي الجاري في الساحل الغربي لليمن.
تهرب وتسويف متعمد
محافظ محافظة الحديدة الحسن طاهر أشار إلى أن الحكومة اليمنية تنتظر -منذ شهور- إعلانا من الأمم المتحدة بفضح الجهة المعرقلة لاتفاق ستوكهولم، رغم تصعيد المليشيا الحوثية المستمر.
ووصف طاهر تصريحات القادة الحوثيين عن عدم وجود بند في اتفاق السويد يجبر مسلحيهم بالانسحاب من الحديدة بـ"الخرف"، معتبراً الأمر تهرباً ممنهجاً ومتعمداً من الالتزامات الدولية.
وشدد محافظ الحديدة، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، على ضرورة تسليم السلطة الأمنية والعسكرية للسلطة الشرعية، وفق بنود الاتفاق.
واتهم محافظ الحديدة مليشيا الحوثي بأنهم يسوفون ويختلقون الأعذار، مستنكراً صمت الأمم المتحدة إزاء انتهاكات الحوثيين ضد المدنيين العزل وخرق الاتفاقيات الموقعة في السويد وعدم الالتزام بتنفيذها.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة تعمل على إنقاذ الحوثيين، فكلما اقتربت نهايتهم وهزيمتهم تقوم الأمم المتحدة بالضغط على الدول الكبرى لإنقاذ مليشيا الحوثي من الهزيمة.
بعيدون عن السلام
ويرى محافظ الحديدة أن "الانقلابيين الحوثيين يؤكدون يوماً بعد آخر أنهم بعيدون عن أية التزامات أو تعهدات، ويثبتون للعالم بأسره بأنهم أبعد ما يكونون عن السلام، أو حتى مجرد التفكير فيه.
وقال "مماطلات عناصر المليشيا السلاليين في تنفيذ اتفاق السويد، وتهربهم من التزاماتهم لم تأتِ بجديد، بقدر ما أكدت الحقيقة الماثلة أمام الجميع، وهي أن الحوثيين لا يؤمن جانبهم، ولا يمكن الوثوق بهم، أو إبرام المعاهدات والاتفاقات معهم، لأنهم ببساطة غير ملتزمين بها، ولا في نيتهم تطبيقها".
يرفضون داعي السلام
رئيس أركان المنطقة العسكرية الخامسة العميد عمر جوهر أكد أن جماعة الحوثي الانقلابية تعودت على سفك الدماء والقتل، ولا تراعي المدنيين أو المصلحة العامة.
وقال العميد جوهر، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيا الحوثي جماعة عنصرية، نشأت على العنف وتربت عليه، والقتل والعنف والتخريب والترهيب جزء من عقيدتها الباطنية ومناهجها الطائفية، ومن شب على شيء شاب عليه.
وأضاف "لا يمكن أن يستجيب الحوثيون لداعي السلام، أو أن يصغوا إلى صوت الحق والعدل وضمير الإنسانية، فهم ليسوا جماعة تحمل مشروعاً وطنياً جامعاً.. ولا تهمهم الإنسانية أو صلاح البلد، إنما يهمهم الاستعلاء والتسيد والكبر على الشعب باسم الدين والوصية المزعومة".
يكفرون بالسلام
وأكد أركان المنطقة العسكرية الخامسة، التي تقع مدينة الحديدة في نطاقها، أن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيت "يبيع الوهم"، حسب قوله.
وطالب العميد جوهر الأمم المتحدة والحكومة الشرعية والتحالف بموقفٍ حازم، لأن الواقع على الأرض يؤكد أن الانقلابيين يرفضون تنفيذ بنود اتفاقية ستوكهولم، رغم مضي وقتها المزمن والمتفق عليه، ويدوسونها بالاختراقات اليومية التي تؤكد كفرهم بالسلام وبكل العهود والمواثيق.
وخلص القائد العسكري إلى أنه من سابع المستحيلات أن تنفذ المليشيا الحوثية اتفاقية ستوكهولم، أو أية عهود أو مواثيق واتفاقيات، مرجحاً أن يكون الحسم العسكري هو العلاج الوحيد مع هذه الجماعة الدموية العنصرية.
إفشال الاتفاق
قائد عمليات اللواء الرابع عمالقة العقيد محمد السعدي دعا من جانبه قوات التحالف والشرعية بضرورة التحرك وتفعيل جبهة الحديدة.
وأشار السعدي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إلى أن الحوثيين يسعون إلى إفشال اتفاق السويد، وأن بقاء جبهة الحديدة جامدة من مصلحة المليشيا.
وأكد العقيد السعدي أن المليشيات الحوثية لن تجنح للسلم إطلاقاً، مشيراً إلى أن الخروقات الحوثية في الحديدة كل يوم تتضاعف وتزداد، مستغلة ما وصفه (بالموقف السلبي) للمبعوث الأممي والمجتمع الدولي الذي فاقم من تمادي الانقلابيين.
ولفت السعدي إلى أن المليشيا الحوثية بدأت بتحريك جبهات متوقفة منذ مدة، وأكد أن هدنة الحديدة كانت السبب في ذلك.
وأكد أن هناك ضغوطاً دولية تمارس للاستمرار في الهدنة، وهي في الحقيقة هدنة من طرف واحد، بينما الحوثيون مستمرون في خروقاتهم اليومية، وفق تصريحه.
مسؤولية الفشل
تأخير تنفيذ اتفاق ستوكهولم لا يتحمل مسؤوليته سوى الانقلابيين الحوثيين، الذي يسعون -حسب الشواهد- إلى إفشاله، وإطالة أمد حالة اللاسلم واللاحرب التي تعيشها جبهة الحديدة، في ظل تجاوزات بحق المدنيين تمارسها المليشيا يومياً، وفق مراقبين.
قبلت الحكومة اليمنية والجيش الوطني بالاتفاق حقناً للدماء، غير أن السلام المنشود لم يأتِ بعد، لأن المدينة ما زالت بأيدي المليشيا المتمردة، ولا يمكن أن يتحقق السلام إلا بأيادي قوات الشرعية وأيادي التحالف العربي.
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xNyA=
جزيرة ام اند امز