العالقون اليمنيون بالسودان.. أول دفعة تصل إلى عدن
"نحن وحيدون ونموت" صرخة أطلقها يمنيون عالقون في السودان قبل أن تصل إليهم سفينة "الأمانة" السعودية لتقلهم إلى جدة ثم إلى عدن.
ووصلت، الإثنين، رحلتان جويتان لطيران اليمنية إلى مطار عدن الدولي، من مدينة جدة السعودية، وعلى متنهما مئات الرعايا اليمنيين الذين كانوا عالقين في السودان، في أول دفعة من العالقين تصل لليمن.
وقالت مصادر ملاحية في مطار عدن لـ"العين الإخبارية" إن الرحلة الأولى كان على متنها 180 شخصًا من بينهم عائلات وطلبة، فيما أقلت الرحلة الثانية 270 شخصًا من العائلات والطلاب أيضًا، ليصبح إجمالي الواصلين اليوم إلى البلاد 450 يمنيًا كانوا عالقين في السودان".
وارتفع عدد اليمنيين الذين تم إجلاؤهم منذ بدء الاشتباكات في السودان إلى نحو 1000 ألف شخص، فيما لا يزال هناك أكثر من 2200 شخص، من بينهم نساء وأطفال وطلبة، في مدينة بورتسودان وفقا لطلاب ومسؤولين تحدثوا لـ"العين الإخبارية".
ويفتح وصول أول دفعة من اليمنيين العالقين في السودان إلى عدن نافذة أمل لليمنيين بعد أن دب اليأس في قلوبهم، إثر عجز الحكومة اليمنية عن إجلاء الرعايا بسبب ظروف البلاد.
ورغم أن اليمنيين فروا من حرب إلى حرب، إلا أنهم استقبلوا وصولوهم للوطن بسجدة وقبلة شكر في مشهد مؤثر يكشف حجم الجحيم الحقيقي الذي يواجه العالقون في السودان.
الاستغاثة مستمرة
ويعاني عشرات اليمنيين الذين تمكنوا من الوصول إلى مدينة بورتسودان قبل 16 يوما من صعوبات كبيرة تتعلق بتوفير المساكن الجاهزة والخدمات الأساسية وتفاقمت المعاناة على كاهل عشرات الأسر هناك بوجود الأطفال والنساء في ظروف أقل ما يمكن وصفها بالصعبة للغاية.
وقال الدكتور سليمان اليوسفي أحد العالقين اليمنيين في بورتسودان لـ"العين الإخبارية"، إن هناك 3 عمليات إجلاء للعالقين عبر الأشقاء في السعودية لكن لا تزال المعاناة مستمرة".
وأوضح أن اليمنيين يواجهون الموت منذ قرابة 16 يوما وهم عالقون في مدينة بورتسودان، مشيرا إلى أن أول عملية إجلاء كانت في 24 أبريل/نيسان الماضي، وكانت بشكل فردي فيما كانت الثانية بعدها بأيام وكانت أيضا بشكل فردي فيما تمت العملية الثالثة مؤخرا.
وأضاف "المعاناة مستمرة، والسكن كان جماعيا حيث تم استئجار صالتين للأفراح وتم تقسيمهما لجانب للنساء وآخر للرجال وكان فيهما ما يقارب 800 شخص"، مؤكدا أن المطلب الرئيسي للعالقين يتمثل بالإجلاء السريع لتخفيف المعاناة من أجل العودة لبلادهم.
من جهته، قال رئيس اللجنة الرقابية في اتحاد طلاب اليمن في السودان، عمر المخلافي إن العالقين نظموا قبل أيام وقفة احتجاجية بعد أن وصل عددهم إلى أكثر من 2200 يمني يقطنون في أماكن غير ملائمة للسكن.
وأضاف في حديث لـ"العين الإخبارية": "وجدنا أنفسنا بمفردنا في ميناء بورتسودان، فيما غادرت غالبية الجاليات إلى أوطانها ما دفعنا للاحتجاج للضغط على الجهات المعنية للتحرك من أجل إنقاذ العالقين".
وناشد المخلافي الحكومة اليمنية والمجلس الرئاسي التدخل لحلحلة الأوضاع بسرعة وإجلاء اليمنيين الذين يعيشون كارثة صحية بسبب الازدحام ونقص دورات المياه وغلاء الأسعار والمعيشية وضعف الخدمات بسبب الضغط الذي أحدثه تدفق الجاليات إلى هذه المدينة الساحلية المطلة على البحر الأحمر.
وكانت السفارة اليمنية في الخرطوم قد حددت 5 مناطق آمنة لتجمع اليمنيين قبل نقلهم إلى مدينة بورتسودان الساحلية، ثم مغادرتهم عبر البحر إلى ميناء جدة السعودي، ومن هناك يتم نقلهم إلى اليمن.
ويشهد السودان مواجهات عسكرية منذ يوم 15 أبريل/نيسان الماضي، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما تسبب في موجة إجلاء للرعايا الأجانب من السودان.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMy4yMCA= جزيرة ام اند امز