صرخة يمنية أمام "العدل الدولية": ارفعوا حصار تعز
أمام محكمة العدل الدولية، أطلق يمنيون، الأحد، صرخة تنديد بالحصار المشدد الذي يفرضه الحوثي على مدينة تعز، جنوبي البلاد.
وتجمع عشرات النشطاء ومن جاليات اليمن التي توافدت من عدة دول أوروبية إلى مدينة لاهاي في هولندا تلبية لدعوات حقوقية وشبابية للتظاهر أمام مقر المحكمة العالمية، الهيئة القضائية الرئيسية للأمم المتحدة لإيصال رسالة موحدة للعالم عنوانها "ارفعوا حصار تعز".
وهتف المتظاهرون بشعارات منددة بالحصار الوحشي لمليشيات الحوثي على مدينة تعز المستمر منذ 7 أعوام ونصف، رافعين صورا للطرقات الجبلية المميتة التي استحدثها السكان لكسر تطويق الانقلابيين للمدينة.
كما رفعوا لوحات ورقية للمطالبة بـ "الرفع الكامل للحصار حق إنساني لاتنازل عنه"، وأن "استمرار حصار تعز جريمة إنسانية"، فيما كانت فتاة تحمل لوحة عليها "كم عدد الأرواح التي يجب أن نحكم عليها أمام المجتمع الدولي والأمم المتحدة في تعز؟".
وخلال ساعات أحدث المحتجين قدرا كبيرا من الصخب تعبيرا عن رفضهم حصار تعز ولمطالبة المجتمع الدولي بمحاسبة قادة مليشيات الحوثي إثر جرائمهم الإنسانية وتعطيلهم لحياة ملايين اليمنيين بسبب قطع الطرقات.
كما شددوا على ضرورة الضغط على مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا لفتح الطرقات أمام حركة التنقل ووصول الإمدادات والمساعدات للسكان إلى تعز وبقية محافظات اليمن.
ومن المقرر أن تطلق منظمات حقوقية وناشطون وسياسون وإعلاميون اليوم عند الساعة الـ6 مساء بتوقيت اليمن تظاهرة إلكترونية للضغط على مليشيات الحوثي ولحث المجتمع الدولي على التدخل لرفع حصار تعز.
تعز مستمرة بالاحتجاجات
وبالتزامن مع الوقفة الاحتجاجية أمام محكمة العدل الدولية، خرج العشرات من سكان تعز إلى تخوم الخطوط المتقدمة لتنظيم سلسلة بشرية للتذكير بالمأساة الإنسانية في المدينة المحاصرة.
وتوافد المواطنون بينهم الكثير من الأطفال إلى قرب خط النار في طريق المطار القديم الرابط بين تعز والحديدة والتي يقطعها الحوثيون وتسببت بحصار داخلي وخارج بعز المدينة عن المحافظات المجاورة وعن المديريات الريفية.
وقال أحد المتظاهرين ويدعى معاذ صلاح لـ"العين الإخبارية"، إن حصار تعز وصمة عار في جبين إنسانية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وأن مليشيات الحوثي لم تتخذ أي خطوات لفتح شرايين الحياة والإمدادات للمدينة بموجب الهدنة.
وأشار إلى أن تعز دفعت فاتورة باهظة وسط الحصار المشدد لن تمحى لسنوات، حيث لا تقطع المليشيات الطرقات فحسب، بل يمتد إلى قطع كل الخدمات بما فيه منع تدفق إمدادات المياه من آبار المياه الواقع تحت سيطرتها في الأجزاء الشمالية للمحافظة.
وتصاعدت الاحتجاجات الشعبية في مدينة تعز (جنوب) للمطالبة برفع الحصار الحوثي ورفضا لتجزئة الهدنة التي تطوي أيامها سريعا ولم يتبقَّ غير 10 أيام من عمرها.
وتسبب حصار مليشيات الحوثي على مدينة تعز في تفاقم معاناة النساء والأطفال وعرقلة وصول الغذاء والدواء والمشتقات النفطية وتقيد تنقلات المواطنين داخليا وخاصة للفئات الاشد ضعفاً والأطفال وكبار السن.
ويشكل فتح الطرقات بين تعز والمحافظات المجاورة كعدن وإب والحديدة من أهم ملفات الهدنة التي تستمر شهرين ودخلت حيز التنفيذ بتاريخ 2 أبريل/ نيسان الماضي.
وتحتل تعز الريادة بين المدن اليمنية سياسيا وفكريا ومجتمعيا، فهي عاصمة البلد الثقافية، وشكلت بفعل تكوينها الطبيعي والبشري محل أطماع الحوثي والإخوان، وتخضع لحصار قاسي ووحشي منذ 7 أعوام ونصف.