أمين الوائلي.. محارب السرطان وقاهر الحوثي
لم يستسلم لمرض خبيث كان ينهش جسده منذ أعوام، ليتقدم صفوف المعركة ضد سرطان آخر استشرى في أوصال شعبه وبلده، اسمه الحوثي وإيران.
إنه اللواء الركن أمين الوائلي، قائد المنطقة العسكرية السادسة (المؤلفة من عدة ألوية بالجيش اليمني)، الذي أُعلن عن مقتله، قبل يومين، ليشكل رحيله صدمة في الشارع اليمني لرجل قهر ثلاثي الموت؛ السرطان والحوثي وإيران.
وعن ظروف مقتله، قالت مصادر عسكرية يمنية لـ"العين الإخبارية"، إن "الوائلي استشهد في بلدة الجديفة أو ما تعرف بجبهة الجدافر شرقي الجوف على حدود الجهة الشمالية الغربية من محافظة مأرب مساء الجمعة الماضية".
"القائد الأمين".. الجيش اليمني ينعى أحد كبار قادته في معركة مأرب
وترجل الوائلي بينما كان "يتصدى لأوسع هجوم بري عسكري حوثي استهدف الكسارة بمديرية صرواح غربا مرورا بجبهات الجدعان في مأرب وحتى الجدافر، التي استعادها الجيش اليمني الشهر الماضي بقيادة الراحل.
وضاعف رحيل المُكنى "أبو صلاح" من آلام اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين وصفوه بـ"جنرال الصحراء"، و"المحارب الشجاع"، و"محارب السرطان"، و"قاهر مشروع إيران"، "قاهر الحوثي" و"أحد حراس مأرب"، أما الجيش اليمني فاعتبره "القائد الأمين".
بطولة تتخطى الحدود
ولد أمين عبدالله حامد الوائلي، في وصاب العالي بمحافظة ذمار (وسط) في عام ثورة سبتمبر/أيلول 1962 والتي أطاحت بحكم الإمامة وأرست النظام الجمهوري، ليخط على مدى 58 عاما مشوار بطولة فريدة تتخطى حدود اليمن في مواجهة المشروع الإيراني التخريبي بالمنطقة.
وترعرع اللواء الوائلي في المؤسسة العسكرية باكرا، إذ التحق بالكلية الحربية وهو في سن 21 عاما، وعقب نيله شهادة البكالوريوس ابتعث للعراق لدراسة الماجستير في العلوم العسكرية، وهناك خاض أولى معاركه ضد الجيش الإيراني.
ويملك الرجل سيرة ضابط محترف في الحرس الجمهوري أهلته لتقلد أركان حرب اللواء الـ7 في "خولان الطيال" شرق صنعاء، لينتقل لتدريب طلائع الجيش اليمني في صعدة خلال حروب الحوثي الست (2004-2009)، ثم شغل مناصب عده بما فيه الفرقة الأولى مدرع.
وعقب الانقلاب الحوثي عام 2014، لم تكتف المليشيات بمطاردته واقتحام منزله أواخر العام نفسه، في جرائم لم تزيد الوائلي إلا عزيمة للعودة لخوض المعركة وتأسيس ألوية المنطقة السادسة وتحرير الجوف (2015- 2018)، مقدما نجله إبراهيم استحقاقا للنصر، فيما نجا هو عدة مرات من الموت.
"قائد مغوار"
ويبدو أن الوائلي قاتل 3 أعداء في آن واحد، جسد عانى طويلا من مرارة السرطان أثناء خوض المعركة ضد العدوان الحوثي وكقائد يواجه فساد الإخوان في كل مفاصل الألوية، إذ ما لبث أن قضى استراحة للعلاج 2019، ليعود مجددا في 2020 لرص الصفوف بلا يأس أو كلل.
وبرز اللواء الراحل مع رفيقه المحارب الشرس ورئيس أركان الجيش اليمني صغير بن عزيز، كقائدين عملا معا لخوض المعركة على الأرض بعد أن سعت المليشيات الحوثية لتطويق مأرب شمالا وغربا وجنوبا عقب اجتياحها للجوف ونهم والبيضاء.
واستطاع الجيش اليمني وقبائل مأرب بنقل المعركة مع مليشيات الحوثي في الجهة الشمالية الغربية من المحافظة إلى الجوف المجاورة، ومنع توغل الانقلابيين غربا وجنوبا بإسناد جوي من مقاتلات التحالف بقيادة السعودية، حيث لا تزال المعارك على أشدها.
ونعت الرئاسة والبرلمان والحكومة والدفاع وأركان الجيش في اليمن، قائد المنطقة العسكرية السادسة في بيانات منفصلة، وأشادوا بدوره كرمز للجيش، بعد تسطير ملحمة بطولية في بتر أذرع المشروع الإيراني المعادي للأمة العربية والإسلامية.
ورثاه رفيقه رئيس أركان الجيش اليمني، الفريق الركن صغير بن عزيز ووصفه بالـ"القائد المغوار" قائلا "نلت الشهادة سنفتقدك كثيرا لكن عزانا فيك أنك قدمت روحك من أجل الدين والوطن مقبل غير مدبر".
وتعهد المسؤول اليمني في تدوينه على موقع "تويتر" طالعتها "العين الإخبارية"، بالانتصار لليمن وأمنه وأمن المنطقة، مؤكدا أن "مشروع الأمن والاستقرار والسلام سينتصر لليمن وللمنطقة بفضل الله ثم بجهود من غرست فيهم حب البلاد وأمنه"