متى يدرك العرب عامة والخليجيون واليمنيون خاصة أنهم مستهدفون؟ متى يعون جيداً بأن قوى الغرب لا تهمها إلا مصالحها؟
متى يدرك العرب عامة والخليجيون واليمنيون خاصة أنهم مستهدفون؟ متى يعون جيداً بأن قوى الغرب لا تهمها إلا مصالحها والتي تطمع بالتمدد ليضيق الخناق على كل دول الخليج، منبع الثروة النفطية ومصدر الطاقة العالمية؟
ما محاولة إطالة أمد الحرب في اليمن إلا دليل على انتفاع هذه القوى من أجل إضعاف وإنهاك التحالف فالكل أصبح منتفع في مد هذه الحرب ماعدا التحالف والشعب اليمنى ، فالأمم المتحدة تجنى أموالا من السعودية والإمارات والكويت تحت بند المساعدات التي لا تصل للمستحقين من الشعب اليمني
هذه الدول التي تحكمها وحدة الغاية والمصير ذاته، تستغل طموح وحقد دول وجماعات إقليمية في المنطقة، وتصنع منها محورا للشر، لكيلا يعدو دورهم في كونهم أداة ودمية يحركونها لبلوغ غاياتهم الدنيئة في السيطرة على الخليج والمضائق المائية والتحكم في حركة الملاحة التجارية عالمياً.
الشَرُّ مِلةٌ واحدة، لهذا انضم وانضوى تحت لوائه كل معادٍ للإسلام والمسلمين والعرب، يؤزهم ويوحدهم باختلاف أجناسهم وألوانهم وألسنتهم لمحاربة بلدان دعاة السلام والأمان والاستقرار في المنطقة، ويرون فيهم المارد الذي سيحطم أهدافهم وغاياتهم، وأنهم الخطر الحقيقي الذي يهدد إمبراطورتيهم المنتظرة.
يوجد في التاريخ عبر وعظات لمن قرأه وفهمه واتعظ به، فالبعض لم يقرأ التاريخ وإن قرأ فهو لم يتعظ منه، والخلاصة أن الغرب لا يمكن أن يتمنى لدولنا الخير حتى وإن أظهر غير ذلك، وهو ينتظر ويترقب الفرص دائما لينقض ويضرب ضربته القاصمة، وهناك العديد من الأدلة والشواهد في التاريخ تثبت هذه الحقيقة.
الغرب هو الذي فتح الأبواب المغلقة لإيران وتركيا وقطر والإخوان وأذنابهم للعبث في المنطقة، وجعل منهم أدوات لتحقيق غايات كبرى، لخدمة الابن المدلل لهم في المنطقة (إسرائيل) لتحقيق مشروعها بدون عناء أو جُهد يُذْكر منها، والتي بدأت فعلا تجني ثماره بالجولان وربما لبنان وما تبقى من سوريا.
كذلك نجد أن الغرب يسعى لزرع وغرس (شجرة الزقوم) الحوثية في اليمن ويحاول تعميق جذورها في الأراضي اليمنية في غمرة انشغالنا بأحوالنا الداخلية والمهاترات العربية البينية التي نمت وترعرعت وكبرت بخططهم ومكائدهم، ونجحوا في ذلك كثيرا حتى استطاعوا إضعاف العرب وتفريق شملهم.
في اليمن أوشكوا أن يجنوا ثمارها اليانعة لولا التدخل الاستباقي للحكومة السعودية بعاصفة حزمها التي قطعت عليهم الطريق الموصل لغاياتهم. لهذا ليس مستغرباً تلك الهجمات الشرسة والتحركات المشينة والقرارات المريبة من الغرب ومن هيئة الأمم المتحدة لإثناء وحيلولة عاصفة الحزم دون تحقيق أهدافها، وفي بتر ذراع الحوثي والتصدي للسعودية والتحالف الذي يسعى لإيقاف زحف التمدد الإيراني في المنطقة، فكانت عاصفة الحزم جرس إنذار شديدا لقوى الشر الغربية وأدواته الإقليمية والمحلية.
وما محاولة إطالة أمد الحرب في اليمن إلا دليل على انتفاع هذه القوى من أجل إضعاف وإنهاك التحالف، فالكل أصبح منتفع في مد هذه الحرب ما عدا التحالف والشعب اليمنى ، فالأمم المتحدة التي تجني أموالا من السعودية والإمارات والكويت تحت بند المساعدات التي لا تصل للمستحقين من الشعب اليمني إلا القليل لذر الرماد في العيون، وتباع للحوثين بفضل منظماتها الفاشلة، وبعض الأحزاب والقوى والقبائل والشخصيات اليمنية، والحكومة الشرعية والحوثي و.. إلخ، إنما هو تأكيد على أن غايات الغرب في اليمن لا تختلف عن غاياته في كل الدول العربية والإسلامية، وما الصياح المستمر لمنظماتهم إلا لتحقيق هذه الغايات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة